ترجمة : علا عامر - النجاح الإخباري - من المعروف أن البشر يحتاجون إلى النوم لإصلاح الضرر في الدماغ الناجم عن الإجهاد والنشاط المعرفي ، وكذلك لإعادة تنظيم الهياكل العصبية ، وتعزيز مهارات التعلم وتقوية الذكريات. ولكن العلماء لا يزالون يجهلون كمية النوم اللازمة لتحقيق هذه الأهداف في مراحل مختلفة من الحياة.

هذا ما دفع مجموعة من العلماء الأمريكيين بقيادة علماء أعصاب من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى بناء نموذج رياضي لدراسة تطور وظائف المخ لدى الأطفال منذ الولادة وحتى سن الخامسة عشر.

ويأخذ النموذج في عين الاعتبار معدل التمثيل الغذائي للدماغ، وحجم الدماغ، والوقت الذي يقضيه في نوم، و حركة العين .

ووجد الباحثون أنه في سن الثانية والنصف تقريبًا ، تتغير الوظيفة الأساسية للنوم من بناء البنية التحتية للدماغ إلى إصلاحه وتطهيره من التلف كل يوم.

كما أنه خلال هذا الوقت، تصبح مراحل نوم "حركة العين السريعة" عند الأطفال أقصر وتقل مدتها الإجمالية.

ولاحظ العلماء أنه أثناء النوم العميق يتم بناء وتقوية المشابك العصبية ببعضها البعض. وفي هذا الوقت، وتأتي أيضًا أكثر الأحلام وضوحًا، مما يدل على أن الدماغ لا ينام وأن الخلايا العصبية "تتواصل" مع بعضها البعض.

وأوضح العلماء أن الدماغ أثناء النوم يمر في خمس مراحل مختلفة، واحدة من هذه المراحل هي حركة العين السريعة وتُعرف هذه الحركة باسم (الرِّيم) “REM”، فخلال هذه المرحلة، تتحرك العينان بسرعة في اتّجاهاتٍ مختلفة، ويشار إلى المراحل الأربع الأخرى إلى أنّها مراحل النوم (اللاريمي) “NREM”.

يدخل الأشخاص نوم الرّيم خلال الـ 90 دقيقة الأولى من النوم، وبما أنّ دورة النوم تتكرر طوال الليل فإنّ نوم الرِّيم يحدث عدة مرات خلال الليل، ويمثل تقريبًا ما بين 20 – 25% من دورة النّوم عند البالغين، وأكثر من 50 % بالنسبة للأطفال المولودين حديثًا، وتحدث معظم الأحلام خلال مرحلة نوم “الرِّيم”، ويُعتقد أنّ نوم الرِّيم يلعب دورًا في التّعلّم والمزاج والذاكرة.

وحذر العلماء من إيقاظ الأطفال من نومهم، لأن النوم يساعدهم على اكتساب العديد من المهارات المعرفية المهمة.