النجاح الإخباري - تدرس الولايات المتحدة الموافقة على أكبر مبيعات عسكرية لإسرائيل منذ بدء حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وتتضمن الصفقة المرتقبة أسلحة جديدة تتنوع بين طائرات مقاتلة، وصواريخ "جو-جو"، ومعدات توجيه، وذلك وسط تصاعد الدعوات لوقف تدفق الأسلحة في حال لم تقم تل أبيب بالمزيد من الإجراءات للحد من الخسائر بين صفوف المدنيين في قطاع غزة، بحسب مجلة "بوليتيكو".

وتدرس إدارة الرئيس جو بايدن بيع ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة أميركية جديدة من طراز F-15، و30 صاروخاً "جو-جو متوسط المدى" من طراز AIM-120، وعدداً من مجموعات ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى أخرى موجهة بدقة، بحسب ما ذكره مسؤول في الكونجرس، ومصدر مطلع على المناقشات، لم تكشف المجلة هويتهما. 

وأضاف المسؤول بالكونجرس: "في حين أن عملية البيع لا تزال في انتظار موافقة الحكومة الأميركية، وستمر سنوات قبل وصول الأسلحة إلى إسرائيل، فقد أخطرت الإدارة بالفعل بشكل غير رسمي لجان الكونجرس ذات الصلة"، فيما أشارت المجلة إلى أن هذه الخطوة تعني عادة أن الإدارة مستعدة للمضي قدماً في عملية البيع.

وذكرت 3 مصادر مطلعة لشبكة CNN الأميركية أن "إدارة بايدن تقترب من الموافقة على بيع قرابة 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 لإسرائيل، في صفقة من المتوقع أن تبلغ قيمتها أكثر من 18 مليار دولار".

واعتبرت المصادر أن هذه الصفقة "أكبر مبيعات عسكرية أميركية لإسرائيل منذ الـ7 أكتوبر"، متوقعةً أن تخطر الإدارة الأميركية "قريباً" الكونجرس ببيع مجموعات الذخائر الموجهة بدقة لإسرائيل.

وأحال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أسئلة "بوليتيكو" إلى وزارة الخارجية التي قال متحدثها الرسمي إن "الوزارة لا تعلق على المبيعات المستقبلية المحتملة".

يأتي هذا وسط تصاعد الانتقادات داخل وخارج الحكومة الأميركية، والتي تحمّل بايدن مسؤولية الحد من مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في ظل ارتفاع عدد الضحايا في غزة.

وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن انتقدوا إسرائيل بشدة مؤخراً بسبب عملياتها في القطاع، حيث جاء في رسالة وجّهها السناتور الديمقراطي كريس فان هولن شملت قائمة موقّعيها تيم كاين وديك داربن وبيرني ساندرز، أن تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في غزة "يفيد بكل وضوح بأن حكومة نتنياهو لا تبذل الجهود الكافية لإتاحة وصول المساعدات إلى أشخاص يتضورون جوعاً، ويتملكهم اليأس في غزة".

ودعا زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي بالحكومة الأميركية وحليف قوي تاريخياً لإسرائيل، الشهر الماضي، إلى إجراء انتخابات  جديدة، ما أثار غضب حكومة نتنياهو. 

كما تأتي صفقة الأسلحة المرتقبة وسط خلاف بين الديمقراطيين بشأن ما إذا كان ينبغي لبايدن الاستفادة من مبيعات الأسلحة، في جهوده للضغط على نتنياهو لعدم اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، والتي نزح إليها أكثر من مليون مدني.

واعتبر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، أن "منع مبيعات الأسلحة الهجومية، وهو أمر كان بايدن متردداً في القيام به، يجب أن يكون قيد الدراسة". 

وذكر جوش بول، الذي استقال مؤخراً من وزارة الخارجية احتجاجاً على استمرار المساعدة الأميركية الفتاكة لإسرائيل، أن إتمام الصفقة سيكون "دليلاً آخر على أن الإدارة غير مستعدة لاتخاذ نهج صارم ضد نتنياهو". 

وتابع: "أعتقد أنه على الرغم من كل أحاديث بايدن عن رغبته في كبح عمليات إسرائيل في رفح، فإن هذا دليل على أنه من الناحية العملية، تواصل إدارته التحرك بشأن عمليات النقل لإسرائيل، بغض النظر عن الوضع في غزة، والسياق السياسي في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنها "ملتزمة بدعمها لإسرائيل، وهذا دليل على ذلك".