النجاح الإخباري - أمرت حكومة سنغافورة السفارة الإسرائيلية في الدولة بحذف منشور عن منصة فيسبوك يجري مقارنة لعدد مرات ذكر إسرائيل في القرآن الكريم أمام فلسطين إلى جانب صور خرائط وثائق تحمل مزاعماً أن اليهود هم السكان الأصليون للمكان.

وقال وزير الداخلية السنغافوري في مؤتمر صحفي إن محتوى (المنشور) غير صحيح أيضًا. 

وأضاف: "من الخطأ استخدام نص ديني لأغراض سياسية. وفي الوضع الحالي، فإن استخدام السفارة الإسرائيلية للقرآن لمثل هذه الأغراض هو الأسوأ".

وبين أنه يشعر بالاندهاش من محاولة المنشور إعادة كتابة التاريخ، قائلاً: "هذه محاولة مذهلة لإعادة كتابة التاريخ. يجب على كاتبي المنشور أن ينظروا إلى قرارات الأمم المتحدة، وينظروا ما إذا كانت تصرفات إسرائيل في العقود الماضية، تمتثل للقانون الدولي، قبل أن يحاولوا إعادة كتابة التاريخ". 

وأضاف أيضًا أن الحكومة لا تتدخل عادة في الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة كانت احتمالية حدوث ضرر من المنشور مرتفعة جدًا لدرجة أنه لم يكن لديهم خيار آخر.

وأوضح الوزير أن "منشورات كهذه تزيد من التوتر وقد تعرض المجتمع اليهودي للخطر. والغضب الذي يثيره المنشور يمكن أن يتحول إلى أحداث عنيفة".

وأوضح وزير الداخلية السنغافوري للصحفيين أن المنشور من قبل السفارة الإسرائيلية غير مقبول على الإطلاق بل ويحتمل أن يكون متفجرا، لأن العديد من المسلمين يعيشون في الدولة ويتم تفسير المنشور على أنه استفزاز في نظرهم. 

وقالت صحيفة هآرتس إن "غالبية سكان سنغافورة هم من أصل صيني، وتعيش الأقليات المسلمة أيضًا في الدولة. بالإضافة إلى ذلك، تقع البلاد على حدود دولتين إسلاميتين كبيرتين لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معهما - إندونيسيا وماليزيا. وكلاهما يدينان إسرائيل ويدعمان الفلسطينيين بشكل معلن منذ بداية الحرب. بل إن ماليزيا حافظت على علاقاتها مع نظام حماس على مر السنين".

وحمل منشور السفارة الإسرائيلية سلسلة من المزاعم ومنها أن: "إسرائيل مذكورة 43 مرة في القرآن. بينما لم يتم ذكر فلسطين ولو مرة واحدة. وان الأدلة الأثرية - الخرائط والوثائق والعملات المعدنية - تربط أرض إسرائيل بالشعب اليهودي". باعتبارهم السكان الأصليين للأرض."

وتابعت هآرتس: "من الرد القاسي للحكومة السنغافورية، يبدو أن المنشور أثار غضبًا كبيرًا، كاد أن يكون حادثًا دبلوماسيًا".

واتصل موقع CNA الإخباري الآسيوي بالسفارة الإسرائيلية في سنغافورة التي ردت إنها لم تكتفي بحذف المنشور فقط، بل قامت أيضا بمعاقبة الموظف الذي نشره.
وزعمت السفارة كذلك أنالمنشور تم نشره دون إذن. 

وقال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية: "إن السفارة الإسرائيلية تحترم التناغم الديني والعرقي في سنغافورة. وقد اتخذنا بالفعل إجراءات ضد الشخص المعني". 

وأضاف: "نضمن أن المنشور الذي تم رفعه على الحساب الرسمي للسفارة تم نشره دون الموافقات المطلوبة، وتم التعامل مع الشخص الذي يقف وراءه بقسوة وسيواجه إجراءات تأديبية من السفارة". كما ذكر أنه لن يتم نشر اسمه ومنصبه "لأسباب أمنية".