وكالات - النجاح الإخباري -  كشفت صحيفة "جيويش تلغرافك آجنسي- جي.تي.إي JTA" الأميركية، أن "لجنة العمل السياسي" المشكلة حديثًا والمنبثقة عن “للجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة-إيباك” اللوبي الإسرائيلي القوي في العاصمة الأميركية، أصدرت قائمتها الأولى التي تضم 120 مؤيدًا في الكونجرس، وأكثر من ربعهم من الجمهوريين الذين صوتوا ضد التصديق على جو بايدن كرئيس للولايات المتحدة يوم 6 كانون الثاني 2021، ورفضوا باستمرار الاعتراف بشرعيته (كرئيس) ويعتبرون أن بايدن سرق الانتخابات من الفائز الحقيقي في انتخابات 3 تشرين الثاني 2020، الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبررت "إيباك" إدراج 37 جمهوريًا لم (ولن) يصادقوا على بايدن، بأن هؤلاء هم من أشد مؤيدي إسرائيل، وأنها هي “كمنظمة ذات قضية واحدة، قضية دعم إسرائيل فقط” ظالما أم مظلومًا، تعتبر في وضع استثنائي يبرر لها هذه المبادرة، لكن لائحة الاختيارات (التي تضم 37 عضوًا) أثارت الجدل بين قادة “إيباك” السابقين والجماعات الليبرالية المؤيدة لإسرائيل التي "رفضت مزاعم دونالد ترامب الكاذبة بشأن الانتخابات المسروقة والمشرعين الذين ينغمسون في ذلك".

وقالت إيباك عبر متحدثها لجريدة جي.تي.أي، "بصفتنا منظمة ذات موضوع واحد، ما زلنا نركز على مهمتنا المتمثلة في بناء دعم من الحزبين في الكونجرس لتقوية العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

يذكر أن "إيباك" قررت في شهر في كانون الأول الماضي الظهور إلى العلن في تأييدها لإسرائيل والدعم العلني للذين يدعمون الأخيرة، والعمل الدءوب ضد كل من لا يدعمها، بغض النظر عن الحزب أو الجهة السياسية التي ينتمي إليها.

من جهتها انتقدت منظمة جي.ستريت J Street، وهو أيضا منظمة لوبي إسرائيلي من الجناح الليبرالي لليهود الأميركيين، وتعتبر لمنظمة منافسة AIPAC، والتي لديها أيضًا مجموعة عمل تلقب PAC تعمل من أجل دعم المرشحين الذين يؤيدون إسرائيل، ولكن من الحزب الديمقراطي فقط.

وصرحت لورا بيرنباوم، المديرة السياسية الوطنية في منظمة جي.ستريت J Street، قائلة “إن دعم AIPAC لهؤلاء المرشحين يهدد الديمقراطية الأميركية ويقوض المصالح والقيم الحقيقية لملايين اليهود الأميركيين والأميركيين المؤيدين لإسرائيل الذين يزعمون غالبًا أنهم (إيباك) يمثلونهم”.

وقال بيرنباوم في تصريحها لجيوش تلغراف إيجنسي (JTA ): “مهما كانت وجهات نظرهم بشأن إسرائيل، فإن المسؤولين المنتخبين الذين يهددون مستقبل بلادنا يجب أن يكونوا خارج الاعتبار تمامًا”، “ندعو إيباك إلى إنهاء دعمها لهؤلاء المرشحين على الفور – أو شرح ما يمكن أن يبرر دعم أولئك الذين وقفوا فعليًا إلى جانب المتمردين في السادس من كانون الثاني 2021، عندما حاولوا انقلاب على نتائج الانتخابات الرئاسية”.

وأضافت جي ستريت: “لا يمكن لمزاعم الشراكة بين الحزبين أن تبرر دعم مرشحين لا يحترمون نتائج الانتخابات إلا عندما يفوز حزبهم ومرشحهم”.

ومنذ إطلاقها قبل 10 أسابيع، جمعت PAC الأميركية المؤيدة لإسرائيل أكثر من 1.67 مليون دولار ومليون دولار إضافي للمرشحين، وقالت إيباك "نحن ندعم أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين المؤيدين لإسرائيل والمرشحين للكونغرس لتأمين مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وقالت منظمة J Street أنها ومنظمتان أخريان من المجالس الإدارية لمنظمات اللوبي الإسرائيلي المؤيدة لإسرائيل على عدم دعم المشرعين الذين رفضوا التصديق على انتخاب بايدن، وهذه اللفتة رمزية، الآخرون متحالفون مع الديمقراطيين: PAC التابعة للمجلس اليهودي الديمقراطي الأميركي، و PAC أخرى تابعة لمنظمة "أللأغلبية الديمقراطية لإسرائيل".

وقد أيدت إيباك 61 جمهوريًا و 59 ديمقراطيًا في الجولة الأولى، وكان جيم جوردان من ولاية أوهايو أحد الأعضاء البارزين من الحزب الجمهوري، وبارزًا جدًا أيضًا في الأحداث المحيطة بتمرد 6 كانون الثاني 2021 عندما اقتحم المتمردون المؤيدون للرئيس السابق ترامب مبنى “الكابيتول” حيث كانت تتم المصادفة على بايدن، والذي أدى إلى أعمال عنف مميتة، لدرجة أنه تمت دعوته للإدلاء بشهادته أمام لجنة الكونجرس التي تحقق في الحدث، ورفض جوردان الإدلاء بشهادته وقد يتم استدعاؤه من جديد.

ويجادل منتقدون من كلا الحزبين بأن ترامب حفز التمرد بادعاءاته الكاذبة بأن بايدن لم ينتخب على النحو الواجب، وأنه الرئيس الشرعي، فيما سعى أتباعه إلى منع الكونجرس من مهمته الرمزية في التصديق على التصويت الانتخابي، وقد صوّت حوالي 147 جمهوريًا، حتى بعد أعمال العنف واقتحام مبنى الكابيتول، ضد التصديق على بايدن.

وقال الديمقراطيون والليبراليون الذين كانوا مرتبطين بشكل وثيق في السابق مع AIPAC إنهم سوف يسحقون إذا صادقت PAC على المشرعين الذين صوتوا ضد التصديق على بايدن.

وصرح توم داين، الذي كان رئيس AIPAC في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، لصحيفة “هآرتس” في كانون الثاني أنه لن يمنح لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “سنتًا” واحدًا إذا دعمت المشرعين الذين صوتوا ضد تأكيد بايدن، فيما كتب مارتن رافيل، وهو مسؤول كبير سابق في المجلس اليهودي للشؤون العامة عمل عن كثب مع إيباك، عمودًا لموقع ويب يهودي ديمقراطي بعنوان “أين إيباك” الشهر الماضي، وأشار إلى عاطفته مع التنظيم، لكنه حذره من دعم أي من الجمهوريين الـ 147 الذين صوتوا ضد بايدن.

وقال "على المحك الآن ليست هذه السياسة أو تلك، ولكن ليس أقل من مجرد بقاء ديمقراطيتنا".

وشجبت المنظمات اليهودية شبه الليبرالية جميعها مبادرة إيباك، وطلبت منها “الثوب لرشدها” وإلا ستصبح منظمة مهمشة في المستقبل.