عاطف شقير - النجاح الإخباري -  في معركة الأمعاء الخاوية، يواصل نحو (1700) أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام لليوم الـ(23 )على التوالي، بزعامة القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والقائد أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية الأخرى.

ودعا عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى إلى اعتبار الوضع في السجون نكبة إنسانية جديدة، وإلى اعتبار يوم الخميس القادم (11/5/2017) يوم صيام عالمي ورفع الرايات السوداء تعبيرًا عن ارتكاب حكومة الاحتلال مأساة إنسانية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وأن تقرع أجراس الكنائس وآذان الجوامع في أنحاء المعمورة كافّة وفي ساعة واحدة.

ويعاني الأسرى المضربون من وضع صحيٍّ خطير، حيث جرى نقل عدد كبير منهم إلى مستشفى سجن الرملة، فيما تواصل سلطات الاحتلال عزلهم في زنازين انفرادية ومنع أهاليهم من الزيارة.

وتتواصل الهبَّات الجماهيرية والفعاليات المساندة للأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ (48) والشتات عبر المسيرات والمهرجانات، فيما يواصل السلك الدبلوماسي مساعيه لدى المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانصياع لمطالب الأسرى وإنهاء معاناتهم.

هذا ودعت "اللجنة الوطنية لإسناد الإضراب" أبناء الشعب الفلسطيني  بأطيافه وفئاته كافَّة، بالتوجه من مراكز المدن وخيم الإضراب، للاعتصام أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك وفقًا لبرنامج الإسناد الذي أُعلن عنه صباح اليوم.

ملخص إضراب الأسرى

أوردت اللّجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني تلخيصًا لأبرز أحداث اليوم (22) للإضراب الجماعي الذي تخوضه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان "إضراب الحرية والكرامة"، وذلك منذ (17 نيسان/ ابريل 2017).

وأبزرت اللجنة أهم الأحداث كالآتي:

-صعدت إدارة سجون الاحتلال، من إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وفي زيارة تمكن من إجرائها محامي هيئة الأسرى، للأسيرين نائل البرغوثي ومحمد القيق، أفادا بأنَّ إدارة السجن أخضعت الأسرى الذين انضموا لرفاقهم المضربين، إلى محاكمات جماعية، وفرضت عليهم غرامات مالية، علاوة على مجموعة من العقوبات، منها الحرمان من الزيارة و"الكنتينا".

-الأسير "نائل البرغوثي" والذي يقضي ما مجموعه (37) عامًا في الأسر قال لمحامي الهيئة: " إنَّ إدارة سجن عسقلان"، صادرت مقتنياتهم كافَّة، باستثناء فرشاة ومعجون الأسنان ولباس مصلحة السجون "الشاباص"، فيما أفاد الأسير محمد القيق: "أن إدارة السجن تحتجزهم في زنازين قذرة وضيقة، وهو يعاني من تقيؤ، ودوار وقد نقص من وزنه ستة كغم".

-صعَّد الإعلام الإسرائيلي من عمليات التحريض على الأسرى، وبث الأكاذيب والشائعات، بهدف زعزعة الإضراب والتأثير على معنويات الأسرى، بالمقابل أكَّد الأسرى ومن خلال عدة رسائل، أنَّهم مستمرون في إضرابهم حتى تحقيق النصر بتلبية مطالبهم العادلة.

-استمرار الفعاليات المساندة للاضراب، وسط دعوات من اللجنة الوطنية، بضرورة، للتصعيد في الشارع الفلسطيني وعلى الجبهات كافّة، وتكثيف المشاركة الشعبية التي تليق بمعركة الحرية والكرامة.

-واصل الأسرى معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال، مطالبين بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي كانوا قد حققوها سابقاً من خلال الخوض بالعديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، وأبرز مطالبهم: إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.

الجاليات الفلسطينية في أوروبا تتضامن مع الأسرى

نظَّمت الجاليات الفلسطينية في أوروبا وبالتعاون مع حركات التضامن وحركات المقاطعة ومناصري الشعب الفلسطيني، سلسلة نشاطات وفعاليات واسعة دعمًا وإسنادًا للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

وفي مدينة برلين نظمت وقفة احتجاج، وغضب ضد سياسة الاعتقال وتضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام في إضراب الحرية والكرامة، بمشاركة جاليات واتحادات ومؤسسات فلسطينية وعربية وألمانيَّة وأجنبية.

في بريطانيا، نظَّم أبناء الجالية الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية وبالتعاون والتنسيق مع حركات التضامن والمقاطعة البريطانية، مظاهرة حاشدة في قلب العاصمة البريطانية لندن دعمًا للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال منذ (14) يومًا، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى، ويافطات تدعو لمقاطعة إسرائيل، كما ألقيت العديد من الكلمات التضامنية مع الأسرى.

 أمَّا في النمسا فقد تضامنت الجالية الفلسطينية والعربية بالنمسا ومؤسسات المجتمع المدني مع الأسرى الفلسطينيين المضربين في سجون الاحتلال خلال وقفة بحضور السفير الفلسطيني "صلاح عبد الشافي" وطاقم السفارة.

جاء ذلك بعد دعوة من قبل الجالية الفلسطينية وبمشاركة اتحاد طلبة فلسطين والتجمع الأهلي الفلسطيني في النمسا ونادي حنظله ونادي الجليل.

وأكَّد خلالها رئيس الجالية الفلسطينية في النمسا منذر مرعي على تضامن الجالية مع الأسرى، وقال "عماد سمور" أمين سرِّ الجالية: إنَّ الجالية بالتعاون مع العديد من المؤسسات ستدعو بشكل أسبوعي لفعاليات مختلفة من أجل مناصرة الأسرى.

وأضاف "عدنان حسين": أنَّ التجمع الأهلي الفلسطيني بالتعاون مع الجالية الفلسطينية في النمسا نظَّموا دورة رياضيَّة تضامنيَّة مع الأسرى.

بدوره أكَّد رأفت أبو ماضي مسؤول العلاقات الخارجية في الجالية الفلسطينية، أنَّ الجالية الفلسطينية عملت على تشكيل "لجنة أزمة" من أجل دعم وإسناد الأسرى في سجون الاحتلال.

وقد دعت الجالية الفلسطينية في إيرلندا إلى وقفة اعتصاميه تضامنًا ومساندة للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمام مبنى ومقر الصليب الأحمر الايرلندي، وكذلك أمام مبنى ممثليَّة الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأيرلندية دبلن، وقد احتشد أبناء الجالية الفلسطينية مع ممثلين عن الأحزاب الايرلندية المختلفة وبمشاركة أعضاء من سفارة دولة فلسطين ومبعدي كنيسة المهد، جهاد جعارة، ورامي الكامل، ولجان التضامن الأيرلندية مع فلسطين وشعبها، وعدد من الأخوة العرب والأصدقاء الايرلنديين.

وقام رئيس الجالية يصاحبه رئيس مؤسسة الحق الفلسطيني بتسليم رسائل خطية معنونه لرئيس الاتحاد الأوروبي  "جان كلاود جنكر" وكذلك رئيس هيئة الصليب الأحمر الأيرلندي "ليام أودويار"، مطالبًا كلتا الهيئتين الدوليتين بحماية أسرانا الفلسطينيين والضغط على إسرائيل للكف عن الممارسات اللإنسانية والقمعية ضدهم والتوقف عن ممارسات السجن الإداري اللاقانونية، واحترام المواثيق الدوليَّة بخصوص الأسرى والمعتقلين وسرعة إخلاء سراحهم وإعطائهم حريتهم المحجوبة واحترام إنسانيتهم.

"صربيا"

وفي صربيا نظَّمت الجالية الفلسطينية بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين وحركة فتح إقليم صربيا وقفة تضامنية مع أسرانا البواسل أمام مقر الأمم المتحدة في بلغراد تمَّ خلالها تسليم رسالة باسم الجالية موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالبه فيها بتحمل مسئولياته والتدخل السريع لينال أسرانا حقوقهم في الحرية والكرامة.

وللمرة الثانية منذ إعلان الأسرى الفلسطينين إضرابهم المفتوح عن الطعام بتاريخ (17 نيسان) ، نظَّم في بروكسل بعد ظهر هذا اليوم (28/4/2017) وقفة تضامنية دعت لها الجالية الفلسطينية ببلجيكا وجمعية الصداقة الفلسطينية البلجيكية - الفرع الفرانكفوني وكذلك جمعية الصداقة -الفرع الفلمنكي ، وساندت هذا النداء (23) جمعية أو حزب سياسي في الساحة البلجيكية، شارك العشرات بهذه الوقفة غالبيتهم من البلجيك ، كان بينهم أعضاء من برلمان إقليم بروكسل العاصمة وممثلي جمعيات بلجيكية وممثلي كل من حزب الخضر وكذلك حزب العمل البلجيكي .

وكما ورد دائرة شؤون المغتربين من الجالية الفلسطينية في بلجيكا ولوكسبورغ، فقد ألقيت خلال الوقفة التضامنية مجموعة من الكلمات التي عبرت عن تضامنها مع الأسرى، منها كلمة الجمعيات المنظمة ألقاها منسق الجالية الفلسطينية ببلجيكا حمدان الضميري وكلمة عضوة برلمان إقليم بروكسل العاصمة السيدة "ناديا اليوسفي" وكلمة حزب الخضر البلجيكي وكلمة حزب العمل البلجيكي وكلمة الجامعة البلجيكية لحقوق الإنسان، وكلمة عضو بادية مولمبيك، وكلمة سفير فلسطين ببلجيكا، والاتحاد الأوروبي الأخ عبدالرحيم الفرا.

هذه الوقفات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام هي جزء من مجموعة خطوات تمت برمجتها في الأيام القادمة، منها تسليم رسالة لوزير الخارجية البلجيكية  "ديدييه راندرس"، وكذاك تسليم رسالة أخرى لمسؤولة السياسية في الإتحاد الأوروبي

من ناحية أخرى، وباقتراح من الجالية الفلسطينية ببلجيكا تمَّ إرسال بيان لعشرات الجمعيات الناشطة ببلجيكا وكذلك الأحزاب البلجيكية ،وقد أرسلت (26) جمعية أو حزب موافقتهم على البيان وسينضم عشرات من الجمعيات الأخرى لهذه اللائحة من التواقيع .

البيان يعلن تضامن الجمعيات والأحزاب الموقعة مع الأسرى الفلسطينين المضربين عن الطعام في معركتهم إلى أن يتم تحقيق كامل مطالبهم الشرعية .

وأخيراً، شهدت فرنسا سلسلة فعاليات تضامنية مع أسرى الحرية المضربين عن الطعام في المعتقلات الإسرائيلية، حيث دعت جمعيات وفعاليات فرنسية وفلسطينية بالتنسيق مع سفارة فلسطين لدى فرنسا اعتصامًا حاشداً في ساحة الجمهورية في العاصمة باريس حضرته حشود من المتضامنين الفرنسيين وأبناء الجالية الفلسطينية والعربية في العاصمة باريس، وألقيت كلمات في الاعتصام باسم الجمعيات والمؤسسات المنظمة حيت الأسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم الأسرى القادة "مروان البرغوثي" و"أحمد سعدات".