نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قال أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان ​فتحي أبو العردات​ إن أي توتير أمني يطال المخيمات في لبنان سيكون خدمة لـ "صفقة القرن" بصورة غير مباشرة. الأمر الذي لطالما رفضته كل القوى السياسية الفلسطينية على ساحة المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأكد ابو العردات في حديث هاتفي مطول مع "النجاح الإخباري" من لبنان الاثنين أن "سياسة النأي بالنفس" ورفض التدخل في الشؤون اللبنانية وهو موقف تاريخي لمنظمة التحرير.

"هناك موقف وطني واحد يستند على عدم التدخل في شأن البلدان العربية ، وأن يكون الفلسطيني ضمن الحياد في ظل أي تجاذبات داخلية للبلد المضيف لنا". أضاف ابو العردات.

اللعبة الأمريكية

وحول "اللعبة الامريكية" الهادفة لتصفية القضية لفت أبو العردات الى الاجراءات العقابية التي صدرت عن البيت الأبيض منذ مطلع العام 2018 وبلغ عددها تسعة قرارات حتى اللحظة.

وعن أخطر هذه القرارات أشار العرادات إلى  أنَّ القرار المتعلق بتصفية حق اللاجئين بالوراثة من خلال "اختزال ملف اللاجئين" بنحو (40) الف لاجئ فقط من أصل (5) ملايين كما هو متعارف عليه في سجلات وكالة "الأونروا" والفلسطينية الرسمية هو أخطرها على الإطلاق.

وردا على سؤال يتعلق أيضا بالسياسة الأمريكية الجديدة حيال القضية الفلسطينية شدد ابو العردات انها لم تأت من قبيل الصدفة او الفراغ.

 "فهي سلسلة حلقات ضمن مسلسل تفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها انطلاقا من الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة وصولا الى طمس "صفة اللجوء". تابع ابو العردات لـ"النجاح الإخباري".

ورأى أبو العردات أن جانب من العدوان يتعلق بضغط البيت الأبيض على القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس عبر شطب الثوابت الفلسطينية : القدس عاصمة دولة فلسطين، وحق العودة.

سيناريو دولي

محذرا مما وصفه بـ"سيناريو دولي" لشطب حق العودة والتوطين بعد سلخ اللاجئين عن قضيتهم وسحبها عن الطاولة، عبر انهاء عمل "الأونروا" عبر وقف تمويلها ،وتذويب قضية اللاجئين من خلال فتح باب اللجوء الانساني للدول الأوروبية.

 ناهيك عن محاولات فرض التوطين في عدد من البلدان العربية خاصة  الاردن ولبنان مقابل زيادة المخصصات المالية الممنوحة لهذه الدول وسد عجزها وهو ما يرفضه لبنان والأردن بالإضافة الى القيادة الفلسطينية. تابع ابو العردات.

ماذا عن الوضع في المخيمات؟

وحول ملف المطلوبين للجهات اللبنانية شدد أبو العردات على توافق فلسطيني فلسطيني في ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان.

مشددا على أن المواقف اللبنانية تتفق على مصلحة المخيمات في ظل قراءة المستجدات في المنطقة وإدراك مدى خطورتها على لبنان لجهة "سيناريو التوطين".

وبخصوص الوضع الأمني في المخيمات على الساحة اللبنانية شدد ابو العردات على أن الكل الفلسطيني متفق على تفعيل "الاطر المشتركة" الى جانب"هيئة العمل المشترك" وصولا الى "القيادة السياسية الموحدة" في المناطق، اضافة الى تفعيل "القوة المشتركة" في مخيم ​عين الحلوة​ بهدف قطع الطريق على اي "فتنة نائمة" في ظل التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

ورقة تفاهمية

وجدد ابو العردات رفض حركة فتح في لبنان وفصائل منظمة التحرير التغطية على أي خارج عن القانون في المخيمات.

وفي هذا الصدد اكد أبو العردات أن تسليم مطلوبي المخيمات إلى الدولة اللبنانية هو جزء من ورقة تفاهمية توافقت عليها كل الفصائل الوطنية والاسلامية في المخيمات.

وحول طبيعة التهم الموجهة الى المطلوبين اكد ابو العرادات أنها تتعلق بقضايا أمنية وجرمية كما جرى قبل يومين في مخيم عين الحلوة حيث قتل الشاب هيثم السعدي اثر تعرضه لإطلاق من قبل "متطرفين".

جدار الرشيدية

وفيما يتعلق بالجدار الأمني الذي تستعد السلطات اللبنانية لتشييده حول مخيم الرشيدية جنوب مدينة صور، كشف ابو العردات أن الحديث يدور عن وضع أسلاك شائكة حول المحميات الطبيعية المتاخمة للمخيم وليس جدارا أمنيا على غرار الجدار الذي شيّد حول مخيم ​عين الحلوة​ قبل أشهر.

خطة الـ 3 دوائر

وفيما يتعلق بالأوراق الفلسطينية الضاغطة حيال ما سبق، دعا ابو العردات الى ضرورة وضع خطة مركبة عبر تعزيز الوحدة الوطنية والمضي قدما في انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ما سيساهم في تجنيب المخيمات ويلات الخطط الامريكية والتأثير في القرار العالمي ازاء مواجهة الخطط الأمريكية - الاسرائيلية.

وطالب أبو العردات بضرورة التحرك ضمن ثلاثة دوائر لمواجهة ما وصفه باللحظات الأصعب على القضية الفلسطينية وهي:  الدائرة الفلسطينية عبر مواصلة الرفض لكل القرارات التصفوية للقضية.

ويرى ان المطلوب مواصلة العمل مع الدائرة الثالثة وهي العربية والإسلامية من خلال استنهاض الدعم العربي والتأكيد على رفض صفقة القرن.

الى جانب الدائرة الدولية بما تمثله من ساحة اشتباك دوبلوماسي وسياسي مع الإدارة الامريكية واسرائيل.

حالة صمود

وتطرق ابو العردات في حواره مع "النجاح الإخباري" الى ما تمثله قضية "الخان الأحمر" من حالة صمود في وجه ابشع الممارسات الاسرائيلية،التي تستهدف الشجر والحجر والانسان الفلسطيني.

وأشار إلى أن معركة الدفاع عن الخان الأحمر هي معركة كل الشعب الفلسطيني دفاعا عن مشروعه الوطني، والدفاع عن القدس بمقدساتها، داعيا في المقابل الأشقاء العرب الى دعم هذا الصمود.

قرار ايجابي

في سياق متصل كشف ابو العردات عن قرار لبناني حكومي لجهة تسهيل تسجيل التلاميذ الفلسطينيين في المدارس الحكومية.

وقال ابو العردات في معرض رده على سؤال يتعلق بأهمية هذا القرر إن ما وصفه بالقرار غير المسبوق جاء عقب مناشدات إنسانية اطلقتها المؤسسات والفصائل الفلسطينية من أجل تسهيل تسجيل الطلاب الفلسطينين في المدارس الرسمية أسوة بأشقائهم اللبنانين

لافتا الى أن القرار وجد صدى كبيرًا في أوساط اللاجئين الفلسطينين في لبنان.