النجاح الإخباري - يترقّب اللاجئون بمخيّم عين الحلوة مدى الإلتزام بما تمَّ التوافق عليه خلال اللقاء الذي عُقِدَ في دارة مجدليون، بدعوة من النائب بهية الحريري، ومشاركة فاعليات صيداوية، وممثّلين عن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، الوطنية والإسلامية، وتنفيذ البنود الأربعة التي تم التوافق عليها في ما عُرِفَ بإسم «وثيقة مجدليون».

وتنص الوثيقة على تثبيت وقف إطلاق النار، دعم وتعزيز «القوّة المشتركة»، ملاحقة جميع المطلوبين من مختلف الجنسيات من قِبل موقعي الوثيقة، تنظيم اجتماعات دورية بين القوى الفلسطينية وبينهم وبين المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، لا سيما مخابرات الجيش اللبناني، بلسمة جراح أهالي حي «الطيري» بأسرع وقت ممكن.

ويأمل أبناء المخيّم أنْ تكون جولة الاشتباكات التي وقعت، الأخيرة، وألا تُخرق مجدّداً كلّما أراد بعض الإسلاميين المتشدّدين ذلك، لحسابات شخصية، أو تنفيذاً لأجندة محلية أو خارجية.

جولة الاشتباكات التي كانت شرارتها اعتداء «مجموعة بلال العرقوب» على مقر «القوّة المشتركة» في «قاعة سعيد اليوسف» أسفرت عن خسائر فادحة بسقوط 6 ضحايا وحوالى 50 جريحاً، وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال بشكل كلّي أو جزئي، والبعض منها كان قد تمّت إعادة ترميمه إثر اعتداء «مجموعة بلال بدر» على «القوّة المشتركة» (7 نيسان الماضي)، أثناء محاولة نشرها عند المدخل الفوقاني لسوق الخضار.

هذا فضلاً عن تدمير وتضرّر أعداد كبيرة من السيارات والبنى التحتية) من أسلاك التيار الكهربائي وخطوط الإنترنت وخزانات وقساطل المياه)، ناهيك عن اضطرار عدد كبير من العائلات للنزوح عن منازلها في أحياء: الطيري، الصحون، الراس الأحمر، الصفصاف، سوق الخضار وجبل الحليب، إلى أماكن أكثر أماناً داخل المخيّم وخارجه.

وخلال يومي السبت والأحد قام الأهالي في هذه الأحياء بتفقّد مساكنهم، فصُدِموا من هول الدمار والخسائر.

في غضون ذلك، استمر تواجد «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» في حي «الطيري»، حيث سمح للأهالي بالدخول إلى الحي للإقامة في المنازل غير المتضرّرة، أو الاطمئنان ومعاينة منازلهم، ومنع دخول غير أبناء الحي إليه لمنع السرقة، فيما سُجّل انكفاء مسلّحي مجموعتَيْ «بلال بدر» و«بلال العرقوب» إلى حي «الصفصاف».

وأقفل أهالي ​حي «الطيري» الطريق الرئيسية في ​الشارع الفوقاني​ بالعوائق الحديدية والأتربة، مطالبين بدفع تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم من منازل ومحال تجارية جرّاء الاشتباكات الأخيرة.
فيما شهد سوق الخضار بالمخيّم حركة نشطة، حيث أصدر أصحاب المحلات بياناً أكدوا فيه، أنّه على الرغم من كل ما حدث من أضرار جسيمة إلا أنّ السوق سوف يعاود فتح المحلات ليلاً مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.

إلى ذلك، أعاد عناصر الجيش اللبناني على حاجز «مستشفى صيدا الحكومي» عند مدخل مخيّم عين الحلوة الفوقاني، فتح الطريق أمام السيارات بعد إغلاقه لفترة قصيرة، بسبب إشكال فردي حصل بين عناصر الجيش وأحد أبناء المخيّم عند الحاجز، ما أسفرعن إغلاقه أمام السيارات واستنفار عناصره.

وشُهِدَ المخيم في المقابل انتشار لـ«قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» لضبط الوضع داخل المخيّم، وفق إصرار على تسليم المعتدي الذي أشهر السلاح بوجه الجيش اللبناني.

وتاليا نقاط الإتفاق التي رشحت عن الإجتماع اللبناني - الفلسطيني :

1- التمسّك بالعمل الفلسطيني المشترك وبـ«القوّة الأمنية المشتركة»، وتعزيز دورها ومساندتها، خاصة من قِبل «الأمن الوطني الفلسطيني» وهو القوة الأمنية التابعة لـ«منظّمة التحرير الفلسطينية» والتي تتواجد وتقوم بواجباتها وفق الاتفاق مع الدولة اللبنانية.

2- اعتبار جميع المطلوبين والخارجين عن القانون في المخيّم، سواء فلسطينياً أو لبنانياً، هم هدف للموقّعين على هذه الوثيقة، ومطلوبون يجب استمرار البحث عنهم وتسليمهم للدولة اللبنانية.

3- تنظيم اجتماعات دورية بين القوى الفلسطينية وبينهم وبين المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، ولا سيما مخابرات الجيش اللبناني، وتكون هناك اجتماعات دورية باستمرار لبحث كل المشاكل المتعلّقة بالمحافظة على وحدة الموقف الفلسطيني وأمن واستقرار المخيّم، ووحدة الموقف الفلسطيني اللبناني الصيداوي أولاً باعتباره أساساً للأمن في لبنان كله، وجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار لبنان، الذي تحاول القوى التخريبية والتكفيرية والارهابية تخريبه لصالح أعداء لبنان وأعداء فلسطين وأعداء الأمة جمعاء.

 4- بلسمة جراح أهلنا في حي «الطيري»، وتسهيل عودتهم بأسرع وقت ممكن إلى منازلهم، وحتماً القيادة السياسية لن تتركهم، ومعروف أنّ هناك لجنة مشتركة من كافة القوى يتولّى مسؤوليتها ماهر شبايطة، ستتابع هذا الموضوع لتعجيل عودتهم بأسرع وقت ممكن، وبحث كل الأضرار التي سببتها الخلافات والخسائر، لنعمل على معالجتها بأسرع وقت ممكن، وأهم مساعدة لهم ألا تتكرّر مأساة نهر البارد، ولا تتكرّر مأساة مخيّم اليرموك، هذه أكبر مكافأة لهم، لكن لن نتركهم وحيدين يجابهون الالتزامات التي هم بأمس الحاجة إليها، هذه النقاط ستترجم بتأمين عودتهم ومساعدتهم على إصلاح الأضرار».

وشهدت مدينة صيدا جولات عدة لقوى فلسطينية التقت قيادات صيداوية سياسية وروحية وحزبية وأمنية لاطلاعها على حقيقة اشتباكات مخيم عين الحلوة ومخاطرها.