النجاح الإخباري - يحتفل العالم العربي والاسلامي اليوم بذكرى الإسراء والمعراج والذي اسرى الله سبحانه وتعالى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء حيث صلى بالملائكة تقديرا من العلي القدير له.

وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا وأن نشعر بغصة اغتصاب القدس ومقدساتها، وأن نتطرق إلى ما تعانيه القدس من انتهاكات من قبل الإحتلال، سواء من سرقة تاريخه وآثاره وماضيه ومصادرة حاضره ومستقبله؛ والتي يسعى الإحتلال إلى استغلاله وانتزاع حقوقه بلا مبالاة.

ونالت مدينة القدس الشريف عظمة وأهمية كبرى منذ أن كرمها الله سبحانه وتعالى بحادثة الإسراء والمعراج،

ورغم قداسة المكان إلا أن الإحتلال مستمر بمحو آثاره وحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك، بحجة إنشاء عالم خاص بالمستوطنين، كما وتتعرض منازل المواطنين بالقدس للهدم، ويعيش مواطنيها حالة من الرعب بمجرد المرور بجانب مستوطن أو جندي من جنود الاحتلال، لاحتمالية تعرضه لإطلاق النار بحجة تنفيذه عملية طعن، كما وتواصل منع الفلسطينيين والعرب من أداء الصلوات في المسجد الأقصى المبارك، وغيرها الكثير من الإنتهاكات.

إنها عقلية الإحتلال المانعة التي لا ترى إلا نفسها، والقائمة على الصدام وسفك الدماء وارتكاب الظلم؛ وهي عقلية لا يمكن أن تصلح لإدارة أرض مقدسة مباركة تستوعب الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق، وهي عقلية قابلتها العقلية التي قدمتها الحضارة العربية الإسلامية وهي العقلية الجامعة القائمة على التسامح واستيعاب الآخر وإقامة العدل وإعطاء الحقوق والحريات للجميع.

إن معاناة القدس والمقدسات في فلسطين تحت الاحتلال هائلة وواسعة، والاحتلال يعكس صورته البشعة في ممارساته ضد الأرض والمقدسات، وهي معاناة تمس كافة مناحي الحياة.

وعلى الرغم من كل ما يتعرض له الفلسطينيين إلا أنهم ما زالوا يحيون ذكرى الإسراء والمعراج الذكرى الخالدة، للوقوف على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتصرفاته لتكون النور الذي يضيء حياة المسلمين وطريق هدايتهم.

غير أنّ معجزة الإسراء والمعراج هي بمثابة الدعم النفسي الذي حصل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجته، وأم أبنائه، وأول من آمنت به، السيدة خديجة رضي الله عنها، وعمه المناصر له أبو طالب. 

وقال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

ورغم تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أمام عيون الجميع، إلا أن المقدسيين ليسوا بحاجة إلى تذكير بأهمية المسجد الأقصى فهم يواصلون دفاعهم وتمسكهم ومحافظتهم على المسجد الأقصى بكل ما يمتلكون أمام هذا العدو الإسرائيلي الذي يمتلك أقوى جيش في العالم، وسيحتفل في الذكرى سواء سمح الاحتلال أو لم يسمح لأن ذلك من حقنا كمسلمين أن نحتفل بأي مناسبة دينية لنا.