بيت لحم - النجاح الإخباري -  انطلقت في مدينة بيت لحم، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الفلسطيني الحادي عشر للتوعية والتعليم البيئي، لمناقشة التداعيات البيئية والصحية لجائحة "كورونا" البيئية والصحية، وبمشاركة دولية عبر تقنية "زووم".

وقال رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة سني إبراهيم عازر "ونحن على أبواب عيد الميلاد المجيد، كنا نأمل أن نحتفل في ببيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020، إلا أن فيروس "كورونا" غير كل شيء، وعطل كل الخطط، لكنه لم يغير من عزيمتنا على العمل وحبنا لمدينة المهد ولكل مدن الوطن، التي تعاني جائحتي كورونا والاحتلال".

وأطلق عازر مبادرة لغرس شجرة تحمل اسم كل شخص توفي بالفيروس في فلسطين، لتخلد ذكراهم، وتذكرنا بأهمية حماية بيئتنا.

وفي كلمته، وأوضح محافظ بيت لحم، كامل حميد، أن الرئيس محمود عباس كان أول من يعلن حالة الطوارئ في العالم لمواجهة الفيروس، فيما شكلت بيت لحم حالة لإدارة الجائحة نجحت في السيطرة عليها، وحافظت خلال شهرين على صفر إصابات، ولم تنشر الجائحة خارجها، وكانت الأساس للبروتوكول الصحي في الوطن، وتلقت إرشادات بتجربتها من الوفدين الصيني والروسي، في وقت انهارت دول عالمية بفعل الجائحة. 

من ناحيتها، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن الوزارة تابعت ملف صحة البيئة مع الأجهزة الشريكة، وحرصت على تعقيم المياه والأماكن العامة، وإعطاء الإرشادات الصحية. 

وأكدت أن الاحتلال يواصل انتهاك البيئة الفلسطينية، ويتنكر لكل القرارات الدولية التي تتيح لشعبنا حق الاستفادة من موارده الطبيعية، مثمنة دور الطواقم الصحية والأمنية والإعلامية التي عملت خلال الجائحة.

بدوره، استعاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، تجربة بيت لحم التي شكلت نموذجا يحتذى به، من خلال استضافتها للمصابين في فنادقها، وسبقت كل الدول التي كانت بين خياري تسطيح منحى الإصابات أو "مناعة القطيع".

وأشاد بثلاثي الصحة والأمن والإعلام الذي جابه الجائحة باقتدار، مستعرضا مرتكزات الإيجاز اليومي كقصة نجاح ارتكزت على الشفافية والحرية والوضوح وتجفيف منبع الشائعات، وهي النهج الي تعتمده الحكومة الحالية.

من جانبه، أعلن رئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور، عن تطوير نظام المعلومات البيئي الفلسطيني، وإعداد قائمة بأهم النباتات البرية في فلسطين وقائمة بالواجب حمايتها في فلسطين وإعداد دليل السياحة "فلسطين بعيون الطبيعة".

وأشار إلى التعامل مع الاحتياجات التي فرضتها الجائحة، وفي مقدمتها الوصول لإدارة بيئة صحية وسليمة النفايات الطبية الناتجة عن الفيروس، وإعداد بروتوكولات خاصة للتعامل معها.

وأوضح أن سياسة الإغلاق أدت لمضاعفة الضغط على البيئة الطبيعية، إذ نفذت 450 جولة تفتيش مع الشرطة ولجان السلامة العامة في المحافظات، وتعاملت من أكثر من 180 قضية اعتداء على البيئة، وتهريب للنفايات الخطرة.

وأكد المطور إصدار 60 موافقة بيئية لمشاريع وأبراج بث خليوي خلال الجائحة، ودراسة 120 طلب تصاريح استيراد مواد كيماوية، وتحديث استراتيجية البيئة عبر القطاعية 2021-2023، وبدأت بتحديث الاستراتيجية الوطنية للتوعية البيئية، وتنفيذ برنامج الوعي البيئي، الهادف إلى تحسين القدرات لإدارة المصادر الطبيعية 

وبيّن المدير التنفيذي لمركز لتعليم البيئي سيمون عوض، أن المركز بدأ بالعمل منذ وقت مبكر في التعامل مع الجائحة، فنشر أوراق حقائق وومضات إعلامية إرشادية، وعمل في تطوير الحدائق المنزلية، والتوعية بالفيروس داخل المدارس، وأعاد إطلاق طيور إلى الطبيعة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ونفذ مبادرة المطران عازر، التي انبثقت عن المؤتمر العاشر "ساعة تطوع لأجل فلسطين"، ضمت 61 حملة على امتداد 9 محافظات منها غزة المحاصرة، بإجراءات وقائية وتباعد.

وناقشت الجلسة الأولى الوعي والممارسات الصحية والبيئية تجربة الإيجاز اليومي، وبحثًا حول جائحة كورونا وأثرها من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية على مصابيها من وجهة نظرهم.

أما الجلسة الثانية فقد ناقشت الإدارة البيئية، وحالة الاعتداءات على البيئة في ظل الجائحة، وإجراءات الشرطة في مجال الأمن البيئي في ظل الجائحة، والجهود الوطنية لمواجهتها والحد من انتشارها، إضافة إلى تداعيات النفايات الطبية بعد "كورونا".

وتطرقت الجلسة الثالثة إلى العدالة البيئية والتغيير المناخي من خلال دراسة التصور والمواقف والسلوك فيما يتعلق بتغير المناخ، ومسح بين شباب فلسطين لمجموعة باحثين من فلسطين وهولندا وسلطة جودة البيئة وورقة حول ضرورة السيادة على الغذاء في غزة في ظل الجائحة، وآثار التلوث البيئي على الصحة فيها، إلى جانب ورقة حول العدالة المناخية، وخطة عمل لتخفيف آثار التغير المناخي.

وخصصت الجلسة الرابعة، لمناقشة التخطيط والتمويل البيئي والتجارب الدولية والإقليمية في التعامل مع الجائحة، وجرى تقديم تحليل حول الوضع الوبائي للجائحة.