غازي مرتجى - النجاح الإخباري - لم يكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال إلا سببًا واضحًا لكشف زيف جهات, وشخصيات وتجمعات باعت الوهم وتاجرت منذ خمسين عامًا بقضية تُعتبر الوحيدة التي يُجمع عليها مسلمي العالم في كل أماكن تواجدهم . 

خرج من يُطلق على نفسه "سيد المقاومة" فغرّد بكلام لا يرقى لمستوى الحدث وطالب بنقل المعركة إلى الفيسبوك وتويتر والبدء بكتابة "البوستات" من جهة وتعميم وتوزيع بيانات الإدانة والاستنكار من كل المؤسسات والأحزاب من جهة أخرى !.

لو لم يخرج زعيم حرب سوريا واليمن في خطابه لكان خيارًا افضل.. فخطابه الذي تحوّل لـ"مسخرة" من ساكني العالم الافتراضي نشّط شريط ذكريات الوهم الذي باعه "زعيم مقاومة الفيسبوك" في الأيام الخوالي عندما كان يعتبر القدس "خط أحمر" وأن مقاومته كلها فقط لأجل "القدس" فاكتشفنا أن مقاومته ضد الخليح العربي وكفى "نصر الله" مقاومته شرف الدفاع عن القدس ونادى باسم المقاومة بكتابة بوست فيسبوك "ناري" .

لم تبتعد الأحزاب الفلسطينية كثيرًا عن مقاومة "سيد الفيسبوك" فكلها بلا استثناء اجتمعت على دعوة المواطن الأعزل للدفاع عن المسجد الأقصى وإعلان انتفاضة من داخل منزل يُحيط به عشرات المرافقين. قد يكون قرار البقاء في دائرة المقاومة الشعبية هو القرار الأصح في المرحلة الحالية فالابتعاد قدر الإمكان عن محاولات عسكرة أي احتجاج ميداني بها فوائد جمّة إذا ما علمنا أن أبناء جلدتنا يتربصون بنا قبل أن تتربص بنا أمريكا وحلفائها في العالم الظالم .

لذا ماذا نفعل؟ بتُ على قناعة تامة أنّ الحل الأمثل هو تحقيق المصالحة الفلسطينية ورسالة الرئيس أبو مازن الذي وجّه بتوجه رئيس حكومته إلى قطاع غزة وصلت كل الأطراف ذات العلاقة ولن يكون يوم السابع من ديسمبر عاديًا في تاريخ المصالحة الفلسطينية فالجلسات الثنائية التي تمّت بين حركتي فتح وحماس من جهة والتوجه العملي لوزير الداخلية رئيس الوزراء للعمل على حل مشكلة الأمن في قطاع غزة (وهي المشكلة الأصعب) ستُعطي دفعة كبيرة للمصالحة الفلسطينية الداخلية وقبيل نهاية العام ستكون بعض الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع قد بدأت بالتغير وباقي الملفات تُحّل تباعًا دون تأخير .