نابلس - النجاح الإخباري - خاص- مع وصول الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس الموساد انطلقت الليلة في قطر مفاوضات إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيث تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وفد حماس سيكون متواجدا بغرفة بجانب الوفد الإسرائيلي وستقود قطر المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، لكن إعلاميا بدأ الاهتمام بهذه المباحثات يتراجع لا سيما أنها تكررت مرارا وتكرارا دون الوصول لاتفاق، فهل هناك فرص حقيقية هذه المرة؟

يقول المحلل السياسي الفلسطيني د. أيمن يوسف إن نتنياهو يريد تعقيد الأمور من خلال الطلب من الوفد الإسرائيلي الذي ذهب إلى الدوحة للبحث في التفاصيل المملة.

وأضاف لـ"النجاح: "أنا برأيي الوفد الإسرائيلي ذهب أصلا إلى الدوحة من دون صلاحيات واضحة، وهناك أزمة كبيرة داخل المنظومة السياسي الإسرائيلية، كل ذلك إضافة إلى تعنت نتنياهو، ويضاف طبعا إلى ذلك ما يجري في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة".

وتتزايد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية.. وكشفت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أمس (الإثنين) أن الخلافات بين مسؤول ملف الأسرى المحتجزين بالجيش ووزراء في الحكومة جاء على خلفية المطالبة بتوسيع صلاحيات وفد التفاوض.

وتابع: "إسرائيل ارتأت أن تذهب إلى هذا الشكل من أشكال التأزيم الميداني، وهذه المجزرة التي ترتكب داخل داخل المشفى وفي نفس الوقت ترسل وفد إلى الدوحة، وبالتالي هذه الجرعة وصفة جاهزة يعني لإفشال هذه (المفاوضات)".

ومضى قائلاً: "يبقى أن هناك إمكانية أن تحدث مفاجأة في اللحظات الأخيرة، خاصة إذا تدخل المتغير الأمريكي وتدخل الوسطاء الإقليميون والدوليون وأظهرت المقاومة بشكل أكبر من أشكال المرونة، فيمكن أن نصل إلى صفقة لمدة ستة أسابيع، يعني الحديث حاليا فقط عن المرحلة الأولى، وهذه إشكالية أخرى، يعني إسرائيل لا تريد أن تتحدث لا عن مرحلة ثانية ولا عن مرحلة ثالثة. كل الحديث عن المرحلة الأولى التي هي 6 أسابيع وما زالت المعادلة غير واضحة".

وفي وقت سابق، قال مسؤول سياسي إسرائيلي في إحاطة صحافية على خلفية توجه وفد رئيس الموساد إلى قطر إن “توجه الوفد إلى قطر سيحرك عملية طويلة ومعقدة فقط”. وأضاف المسؤول، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه مطلع على المحادثات، أن “هذه المرة الأولى التي ستجري فيها مفاوضات مفصلة حول اتفاق وعلينا أن ندرك أن أي فاصلة فيه، وأي حرف ربط، وأي كلمة وأي مضمون، سيستغرق التفاوض حوله وقتا طويلا جدا”.

بدوره يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن هناك ستكون مفاوضات مطولة ومعمقة وتتطرق لملفات، وربما سيتم كسر خطوط حمراء إسرائيلية كثيرة. المخاوف الإسرائيلية في هذا الاتجاه ومن احتمال تعرض الجانب الإسرائيلي لضغوط أميركية".

وأكمل في حديث لـ"النجاح": "التلفزيون الإسرائيلي ووسائل إعلامية أخرى، أشاروا إلى أن حركة حماس متمسكة بمواقفها المتعلقة بإعادة السكان إلى شمال قطاع غزة وأيضا بتحرير الأسرى أسرى العيار الثقيل. قادة الانتفاضة الثانية، وقادة الفصائل الفلسطينية، لا سيما  عباس السيد القائد الكبير في حركة حماس، ومروان البرغوثي أمين سر حركة فتح، وأيضا عبد الله البرغوثي وحسن سلامة الذي قاد عملية الانتقام لاغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش. هذه الأسماء تصر حركة حماس على تحريرهم في هذه المرحلة من من الصفقة، إلى جانب مطالب إنسانية وحياتية أخرى لأهالي قطاع غزة".

وحول الهدف من إعادة اقتحام مستشفى الشفاء، قال أبو عرقوب: " يريد الاحتلال تكريس واقعا جديدا في قطاع غزة وهو تحويله إلى ما يشبه الوضع في الضفة الغربية من ناحية استباحة كل مكان وفي أي زمان وعلى مدار الساعة، أي يعني تنفيذ عمليات مداهمة في كل مناطق قطاع غزة على مدار الساعة، بغض النظر عن المكان والزمان والشخصيات التي يتم استهدافها، ويسعى الاحتلال إلى تصفية كل الطواقم المهنية في قطاع غزة. تحديدا العاملة في مجال ضبط الأمن الداخلي لإشاعة أجواء الفوضى وإطلاق العنان للعصابات الإجرامية".