شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - تترقب إسرائيل بتخوف جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي الأسبوع المقبل لمناقشة الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تتهمه فيها بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في قطاع غزة.

وأجمعت تقديرات للمحللين السياسيين والقانونيين على أن المؤسسة الإسرائيلية تخشى تداعيات جلسة المحكمة الدولية التي تأتي في أوج الحرب على قطاع غزة، وتتحسب من مغبة أن تكون المداولات وما يصدر عنها من قرارات بداية لتجريم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وفي السياق تحدث مندوب فلسطين في مجلس حقوق الإنسان التابع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، د. إبراهيم خريشة، عن الدعوى القانونية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

قائلًا: "إنَّ جنوب إفريقيا استندت إلى الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، التي وقعت عليها إسرائيل وفلسطين ومعظم دول العالم، وطلبت من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل بوقف القصف العشوائي وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية والوقودية إلى قطاع غزة، وأن تحمي المؤسسات المدنية والمحمية بالقانون الدولي من الاستهداف والتدمير".

وأضاف خريشة أن إسرائيل قررت أن تشارك في المرافعات أمام المحكمة، وأن تحاول تبرير أن ما تقوم به لا يرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية، وأن تستند إلى أنها تدافع عن نفسها من الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية.

وأشار  إلى أن هذه الدعوى القانونية هي امتحان للإرادة الدولية والتزامها بالقانون الدولي والاتفاقية المذكورة، وأنه يأمل أن تتخذ المحكمة قرارًا واضحًا وحاسمًا ينصف الشعب الفلسطيني ويضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وجرائمها المتعددة والمختلفة.

وتطرق خريشة إلى موضوع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذين تزيد أعدادهم عن 4000 معتقل، وأنه لا يوجد أي تعاون من قبل إسرائيل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوصول إليهم أو الاطلاع على أوضاعهم الصحية والإنسانية، وأنهم يتعرضون للتعذيب والضرب والحرمان من الطعام والماء والدواء.

وأعرب السفير خريشة عن تقديره للدور الذي تقوم به بعض المؤسسات والوكالات الدولية في قطاع غزة، مثل منظمة الصحة العالمية والأونروا، في تقديم المساعدات والخدمات للمواطنين الفلسطينيين، وأنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ظل الحصار والقصف الإسرائيلي.

وأنتقد  دور مجلس الأمن الدولي، الذي يعاني من الشلل والتعطيل بسبب الفيتو الأمريكي، والذي لم يتخذ أي قرار فعال لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

خريشة: نسعى لعقد مؤتمر للدول الأطراف في اتفاقية جنيف ونرحب بزيارة المقررة الخاصة لغزة

وصرّح السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، د. إبراهيم خريشة، لـ"النجاح" عن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية للحصول على الدعم الدولي لقضيتها في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضح أنه بتم البدء منذ نهاية العام الماضي في محاولة لعقد مؤتمر للدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنظم القوانين الإنسانية الدولية، والتي تلتزم بها إسرائيل وفلسطين ومعظم دول العالم، وطلب منها أن تتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية.

وقال إنه تم جمع حوالي 70 توقيعًا من الدول الأطراف، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب الظروف الصعبة والتعطيل الإسرائيلي، قائلًا: "قد نضطر إلى استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد هذا المؤتمر".

وأضاف خريشة أنه يتواصل مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، ومع المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، ومع مجموعة من المقررين الخاصين وحملة الولايات الخاصة، لتقصي الحقائق والتحقيق في الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وأنه ينتظر تقاريرهم في الفترة القادمة أمام مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة.

وأشار  إلى أنه رحب بطلب المقررة الخاصة، فرانشيسكا ريبينا زانغاري، بزيارة فلسطين وقطاع غزة في شهر فبراير المقبل، وأنه بدأ استعداده للتعاون معها وتنظيم لقاءات مع الجانب الحكومي والمدني، وأنه يأمل أن تسمح إسرائيل لها بالزيارة من خلال التنسيق مع مكتب المفوض السامي في فلسطين.

وتناول خريشة أيضا الحراكات الدولية التي تحاول وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأنه ينتظر أن يكون هناك شيء على صعيد مؤتمر قمة دول عدم الانحياز، الذي سيعقد في غانا في 12 يناير المقبل، وأن يصدر عنه بعض القرارات باتجاه الجمعية العامة أو مجلس الأمن.

وانتقد خريشة دور مجلس الأمن الدولي، الذي يعاني من الشلل والتعطيل بسبب الفيتو الأمريكي، والذي لم يتخذ أي قرار فعال لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.