شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - تعيش نساء غزة مع أطفالهن ظروفا صعبة للغاية، حيث يشكلون ما نسبته 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلف دمارًا هائلًا وأزمات إنسانية متعددة.

في هذا السياق، تقوم بعض المؤسسات الإنسانية والتضامنية بدور مهم في تقديم المساعدات والدعم للنساء والأطفال في غزة، وتسليط الضوء على معاناتهم وصمودهم.

وحول واقع النساء في غزة والتحديات التي يواجهنها والمساعدات التي يحتجنها قالت سريدة عبد حسين- مسؤول المناصرة في مؤسسة آكشن ايد (تحالف من أجل التضامن) إنَّ نساء غزة يتعرضن  إلى إبادة جماعية مع أطفالهن خلال الحرب الأخيرة، التي جل ضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين.

ووصفت عبد حسين في حديثها لـ"النجاح" المأساة الإنسانية التي تحدث في غزة بأنها "صعبة الوصف" و"موجعة التفاصيل"، مشيرة إلى أن النساء يسكنَّ في خيم بلاستيكية على الأرض بلا غطاء، ينهشهن الجوع والبرد، ويتهددهن الخطر والخوف. وأضافت أن عدد النازحات مع عائلاتهن كبير جدًا والطعام الذي يصل غير كافٍ، وأن الأهل يفضلون أطفالهم على أنفسهم رغم الجوع، لافتة إلى أنَّ عددا منهم لا زال في محيط مستشفى الشفاء وسط الخطر.

وأكدت عبد حسين أنه لا يكفي الحديث عن البطولات في غزة، بل يجب الحديث عن المسؤوليات، مشددة على أنه بعد مرور قرابة ثلاثة شهور على الحرب، لا زالت عائلات تبحث عن مأوى ومياه، منوّهة إلى انقطاع الاتصال والتواصل: "هناك تفاصيل مؤلمة لا يستوعبها العقل، النساء الحوامل اللواتي نتابعهن يتوجهن للمستشفيات يلدن ويتم إخراجهن بسبب الأزمة على الأسرَّة، عدد من النساء في الممرات، ومنهن من تركت وليدها في الحضانات ونزحت".

وأشارت إلى أن "النساء والأطفال يخرجون لنا من وسط الركام والأزمات يتحدثون عن الصبر والأمل بفصاحة لا مثيل لها، كما يعلن أسرهن بمحاولات مختلفة، مثل عجن الخبز وبيعه لسد جوعهن وجوع من حولهن".

وأعطت مثالا عن أم من غزة تعيل أبناءها وضيوفها البالغ عددهم 62 فردًا في بيت واحد، تغلي الماء المالح وتستخدمه، توزع المهام وتدير هذا العدد، وتحاول إيجاد خيمة بجوار البيت لتخفيف العبء.

وقالت عبد حسين: "هذا الصبر بدافع الإيمان بالله عز وجل والرضا بقضاء الله وقدره، نساء تستحق التحية وشعب صامد عظيم بقدراته وثباته".

وطالبت عبد حسين العالم العربي والدولي الضغط على المؤسسات على جميع الأصعدة لتوفير مساعدات طبية وغذائية وصحية إلى أصحاب المعاناة في غزة، واصفة ما يحدث في غزة بالكبير والمفاجئ وأنه أعظم من أي حدث على هذه الأرض، كما أشارت إلى تواطؤ الحكومات عامة، وأنه لا بد من كسر الحصار وإنهاء الاحتلال.