شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - مظاهر الفرح تعم كل مكان احتفالا وابتهاجًا بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف اليوم الثلاثاء.

مدت البيوت زينتها وارتدت الشوارع حلّتها وتناثرت الحلوى بين يدي الأطفال يقدمونها للكبير والصغير، سلال تحوي المئات من الحلويات يقابلها مئات من الصلوات على الحبيب المصطفى في يوم مولده الذي يحيه الفلسطينيون في هذا الوقت من كل عام.

وبهذه المناسبة تحدّث المحاضر في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية حول أهميّة هذه المناسبة والمرجو منها خلال لقاء خاص عبر شبكة النجاح الإعلامية.

وأكّد بدير على أنَّ الاحتفال بالمولد النبوي هو ذكرى عطرة ومناسبة سعيدة تعيش معنا نحييها في قلوبنا ليست عيدًا إنما هي مناسبة دينية لها كبير الأثر في حياة البشر.

وقال إنَّ ما نراه من مظاهر الفرح في كل مكان والألسنة تلهج بالذكر والصلاة على رسول الله ومواقع التواصل التي  تشتعل بالفرح والسرور إنما يحيي القلوب ويستحضر شخص الرسول الكريم الذي شكّل نموذجًا عالميًا للبشرية جمعاء.

وأضاف أنَّ مولد خير البشرية والاحتفال به ليس بدعة، من حقنا الاحتفال بميلاد رسول الله، وإبراز صفاته وشخصيته وإحياء سيرته العطرة ليظلّ حيًّا في قلوب الأجيال متسائلًا: ما المشكلة أن نفرح بمولد النبوي وأن تكون إنطلاقة للأمة وللشباب وللأطفال، نحيي سيرته و نوجه الجيل لقراءته وتعلم أخلاقه، كيف كان زوجًا وكان أبًا وكان ابنًا وكان صديقًا، خط تعاليم الإسلام تنفيذًا وتطبيقًا.

وردّ على من يقولون إن هذا التاريخ يصادف وفاة الرسول أيضًا فلماذا نحتفل؟ بأنّنا كمسلمين نحتفل بالنور الذي حلّ على الكون، وبالعلم الذي طمس الجهل، وبالقرآن الذي أحيا الأمة، نحتفل بالإبداع والإنجازات وسيرة النبي الزاجرة بالأحداث والأخلاق.

وأوضح أنَّ الخلافات الفقهية تنغص علينا، موجهًا رسالة لعلماء ومشايخ اليوم بالخروج من الخلافات العقيمةالتي تثار كل عام، كحكم تهنئة الأخوة المسيحين في مناسباتهم، مشدّدًا أن علينا أن نفهم الحديث النبوي الشريف في ظل الواقع، ونعيشه بظل الإسلام وتعاليمه، فليس كل حديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم ينطبق على واقعنا اليوم علينا فهم بعض القضايا وتمحيصها، رجوعًا لكتاب الله عز وجل الذي لا يتعارض بالمطلق مع سيرة النبي صلّ الله عليه وسلّم.

وأكّد على أنّ دراسة سيرة الرسول والاقتداء به هو الاحتفال الحقيقي، علينا ألا نكتفي بممارسة طقوس دينية ليوم فقط عليها إنما يجب أن تكون تفاصيل حياة نعيشها متحلين بأخلاق الرسول.

وقال بدير : "نحن لا نصنع تمثالا للنبي كما تفعل الأمم مع رجالاتها الصانعين للأمجاد، إنَّما نأخذه نموذجًا وقدوة للناس جميعًا، نظهره بهذا اليوم من خلال استحضار سيرته وخلقه، يجب أن تكون هناك توعية لحقيقة هذا الرجل المصطفى وندحض التشويه الذي يمارسه بعض المغرضين الحاقدين على الإسلام و المسلمين.

ولفت إلى أنه ينبغي أن نزرع حب الرسول بقلوبنا بالقدوة نقتدي بأخلاق نبينا فيقتدي بنا أبناؤنا، "أحبّب النبي لأطفالي أمارس الخلق الحسن أمامهم قولًا وفعلًا".

اليوم نحن أحوج ما نكون للتركيز على النبي الإنسان وليس المعارك والغزوات فقط، فالإسلام ليس دين حروب، والنبي ليس رجل حروب، هو إنسان اصطفاه الله وحمّله الرساله وأنزل عليه آخر معجزاته وكلامه، فبنى علاقات واقتصادًا، بنى مجتمعًا مساحته القلوب، هو رجل دعوة لدين حق

نحن الآن نحتاج لقدوة تنقذنا مما نعيشه من تردي، نحتاج عودة لسيرة الرسول وخلقه.