وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - يتحسس النازح الفلسطيني سامي أبو حمد مفاتيح داره التي تركها في بلدة عبسان الكبيرة بخان يونس وهو لا يزال يحمل الأمل في العودة إليها من جديد رغم القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ خمسة أشهر.

وقال: "هذه مفاتيح بيتي الذي خرجنا منه في الحرب على أساس ان نعود، لكن للأسف لم يبق بيت ولا مكان نعود إليه. هذه حرب فاصلة، بل أخيرة لأن ما جرى فيها كان بمجمل المئة سنة الماضية".

وأضاف "كفى تشريدا وظلما وقهرا لشعبنا الفلسطيني الذي تحمل الكثير. كنا نسمع شعارات عن شعوب العالم وقصص عن ثورات العالم وما حدث فيها، كل ذلك شيء بسيط مقارنة بما يحصل للفلسطينيين في الحرب الحالية. هذه الحرب دمرت الإنسان والشجر والحجر حتى قبور الأموات لم تسلم".

ورغم إحساس القهر والتعب الذي يظهره أبو حمد، إلا ان المسن الفلسطيني البالغ من العمر 62 عاما ما زال يأمل بالعودة إلى داره التي يشبهها بوطنه وبنائها من جديد.

وقال "سأذهب إلى أنقاض بيتي وأعمل كل ما أستطيع لأعيش فوق بيتي، حتى لو كان مدمرا. سأزرع الشجر من جديد وابني بيتا من جديد، سنعيش في أرضنا ولن نستغني عن بيوتنا، حتى لو كانت مدمرة".

وفقدت أم سامي باب دارها التي تركتها عند التهجير منها في مدينة يافا عام 1948 تحت أنقاض بيتها الذي جرفته الدبابات الإسرائيلية في عبسان الكبيرة.

وتجلس العجوز التي شهدت نكبة القرن الماضي وما تلاها من حروب لم تعد تقوى على تعدادها، لكنها تحتفظ بها في ذاكرتها المثقلة بالصور والقصص.

وتقول بنبرة حزينة بعد نزوحها من بلدة عبسان الكبيرة غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي "شهدت كل الهجرات لكنني لم أعش شيئا كهذا أبدا. هذه الحرب أهلكت الناس، والله لم نعد قادرين على التحمل".

وتشكل مفاتيح المنازل المدمرة في غزة رمزا لرفض الفلسطينيين التهجير، إذ يحتفظ النازحون بها تعبيرا منهم عن تشبثهم بالعودة إليها في وقت ما.

ويعتبر أمجد أبو عامر أن مفاتيح بيته الذي هدمته غارة إسرائيلية في عبسان الكبيرة تمثل ذكرى أليمة لن ينساها مطلقا لكنه يحتفظ في نفسه بأمل العودة مهما حدث.

وقال "هذا المفتاح رمز يخلد للأبد ذكرى لن ننساها، لبيوت لم يبق منها شيء إلا هذه المفاتيح. إن شاء الله سنرجع إلى البيت ولو بعد حين من الزمن، سنرجع، ما دام مفتاحي بيدي سأعود إلى بيتي إن شاء الله".

ولا يزال كثيرون يحتفظون بمفاتيح البيوت التي تهجروا منها وأهلهم وأجدادهم في القرن الماضي في تقليد يضرب بجذوره في تاريخ القضية الفلسطينية بداية من نكبة 1948 وصولا إلى الحرب الأخيرة.