شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في ظل التطورات الأخيرة، أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأنَّ البيت الأبيض يعيد النظر في تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل. 

يأتي هذا القرار فيما تتزايد الخلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بشكل تصاعدي، لا سيما مع إعلان بايدن أن الهجوم على رفح يعد "خطاً أحمر"، ورد نتنياهو عليه في تصريحات متلفزة بشكل يحمل الكثير من التحدي، بأن لا خطوط حمراء أمامه سوى عدم تكرار هجمات السابع من أكتوبر.

فهل الخلافات بين بايدن ونتنياهو جوهرية أم أنهما يتفقون على الأهداف ويختلفون على الأساليب؟

 تصاعد مستوى الخشونة 

الباحث في قضايا الصراع، نزال نزال في حديثه لـ"النجاح" يرى أن هناك مؤشرات تدل على تصاعد الخلافات إلى مستوى الخشونة، مع تزايد القلق الأمريكي بشأن الخطط الإسرائيلية لاجتياح رفح والتي قد تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

 وأوضح أن هذه الخطط تتعارض مع القيم التي تروج لها الدول الأوروبية وحلفاء الولايات المتحدة، مما يضع الأخيرة في موقف محرج.

وقال نزال إن هناك ضغوطات أمريكية على  نتنياهو لتجنب التصعيد، لكن يبدو أن الولايات المتحدة غير قادرة على فرض رؤيتها للصراع، مشيرًا إلى أن الخلافات بين الجانبين تتعمق، حيث أن النقاط الخلافية أصبحت تفوق نقاط الاتفاق.

وأوضح أنَّ الأمر لا يتعلق بصراع استراتيجي بين الدولتين، بل بخلاف بين الشخصيتين القياديتين، نتنياهو وبايدن. 

وقال إنَّ هذا الخلاف يُعزى إلى اختلاف النهج السياسي والديني، حيث يُظهر نتنياهو رغبة في الحفاظ على ائتلافه الحكومي وتجنب أي وقف لإطلاق النار قد يؤدي إلى سقوط الحكومة.

وأكد نزال على أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بإحداث انشقاق داخل الحكومة الإسرائيلية أو التأثير على سقوطها.

وأكد: "أن نتنياهو لا يسعى إلى إثارة مشاكل قد تؤدي إلى إسقاط الحكومة من قبل الصهيونية الدينية. يُلمح إلى أن إسرائيل ستواصل سياستها العسكرية في قطاع غزة وقد توسع نطاق عملياتها إلى الشمال وسوريا ومناطق أخرى".

التصريحات الأخيرة لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر والرئيس بايدن تشير إلى احتمالية تزايد الخلافات، وفي ظل هذه التوترات، يبقى السؤال المطروح: كيف ستؤثر هذه الخلافات على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المستقبلية وعلى الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام؟

ملامح إيجابية 

ورغم أن الأمور لا تزال معلقة على خيط رفيع من الأمل والتحديات، يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن النوافذ والأبواب لم تغلق بعد في وجه المفاوضات، مع وجود توجه أمريكي وإقليمي ودولي نحو تحقيق هدنة إن أمكن.

وقال ياغي لـ"النجاح" إن "حماس استطاعت أن تنقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، ما يضع الضغط على نتنياهو للرد على المطالب التي قدمتها الحركة عبر الوسطاء".

وأضاف أن نتنياهو لا يميل نحو مسألة تبادل الأسرى، ويستخدم تهديد الذهاب إلى رفح كوسيلة ضغط. في حين تسعى الولايات المتحدة لفترة هدوء، خاصة خلال شهر رمضان، وتبحث عن مقاربات سياسية تخدم مصالحها في المنطقة.

وأوضح ياغي أنه إذا كان هناك توجه إسرائيلي نحو رفح، فإن ذلك سيؤدي إلى إغلاق معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، مما يعيق وصول المساعدات، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعترف بأن الحملة على قطاع غزة، التي قادها بنيامين نتنياهو، كانت لها نتائج كارثية على الوضع الإنساني هناك.

محادثات التهدئة

الخبير في الشأن الإسرائيلي، حمدالله عفانة، قال لـ"النجاح" إن الضغوط الأمريكية قد تدفع نتنياهو للقبول بالتهدئة، خاصةً مع تصريحات شومر، رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، التي تدعو لإجراء انتخابات في إسرائيل.

ويرى عفانة أن حركة حماس أظهرت مرونة في المفاوضات، مع تنازلات محتملة حول وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. في تطورات قد تؤدي إلى صفقة تهدئة قد تخفف من معاناة أهالي غزة خلال شهر رمضان.

وأضاف أن إسرائيل تواجه ضغوطات داخلية وخارجية تدفعها للتفاوض حول تفاصيل الصفقة في الدوحة. 

وأوضح أن الخلافات بين بايدن ونتنياهو قد تكون شخصية، ولكنها لا تؤثر على الدعم الأمريكي الجوهري لإسرائيل.

وقال إن هناك قلقًا من إمكانية فوز دونالد ترامب على جو بايدن في نهاية العام، مما قد يؤثر على موقف الولايات المتحدة من الصراع في غزة، ما يبرر الضغوط الأمريكية الحالية على إسرائيل، والتي تتضمن الدعوة لعدم استخدام الأسلحة الأمريكية ضد المدنيين والالتزام بالقانون الدولي، وهذا يعكس تخوف بايدن من المساءلة القانونية الدولية في حال اتُهمت الولايات المتحدة بالتواطؤ في انتهاكات محتملة.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس حيث تُجرى محاولات للتوصل إلى تهدئة تُخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، وتُعزز فرص السلام في المنطقة.

يُذكر أن العلاقات بين تل أبيب وواشنطن تمر بمرحلة حرجة، حيث يُنظر إلى نتنياهو على أنه عقبة أمام التقدم نحو السلام، وتُعتبر تصرفاته محل تدقيق شديد من قبل الإدارة الأمريكية الحالية والمجتمع الدولي.