نابلس - النجاح الإخباري - سجلت أربعة إصابات بفيروس كورونا يوم أمس، داخل قطاع غزة، الأمر الذي أثار مخاوف المختصين، كون القطاع يفتقر للإمكانيات المطلوبة في حال تفشي الفيروس، إضافةً إلى الكثافة السكانية العالية، ما يطرح العديد من السيناريوهات، والتساؤلات، حول إمكانية تفشي كورونا في غزة، وما الخطوات اللازمة لمنع الوصول لهذه المرحلة.

إمكانية الانتشار السريع ممكنة

المختص في علم الاوبئة د. حمزة الزبدي، أكد أنه ومنذ بداية الأزمة كانت غزة قادرة على التحكم بالوباء، من خلال عمل مراكز حجر صحي خارج القطاع بفحص كل الداخلين وحجر كل المصابين (21) يوماً لان هناك احتمال أن فترة الحضانة للفيروس 5% من المرضى تصل لـ21 يوماً، وهذا النظام بالحجر أثبت نجاعته.

وتابع في حديث لـ "النجاح الاخباري": تسجيل إصابات يوم امس بين المواطنين، مؤشر خطير لأن الكثافة السكانية بغزة كبيرة جداً،  حيث أن 2 مليون مواطن يعيشون في 360 كم مربع، بمعنى أننا نتحدث عن كثافة سكانية، (5700) مواطن لكل كيلو متر مربع، ما يقارب 6 مواطنين لكل متر مربع".

وأضاف الزبدي:" إمكانية انتشار الفيروس بغزة أكبر من الضفة الغربية،  لأن الكثافة السكانية الكبيرة تسهم في انتشار الفيروس بشكل كبير وخاصةً إذا كانت الاصابات بالمخيمات، وإصابات أمس كانت بالمخيم وإذا لم يتم اكتشاف مصدر الوباء والعدوى وعزل البؤرة الوبائية بشكل كامل يمكن أن ينتشر الوباء ويتفشى داخل القطاع".

وشدد الزبدي أن هناك فرقاً بين تفشي الفيروس داخل المجتمع والعدوى المجتمعية، فالوضع بالضفة يمكن أن نسميه تفشي مجتمعي بأي منطقة يوجد إصابات، لكن في غزة لم يصل لهذه المرحلة، فالتفشي هناك موضعي في بؤر معينة، إذا لم يتم اكتشاف البؤر ومصدرها نكون دخلنا بمرحلة خطيرة جداً، وهذا سيفتح الباب على مصراعيه في غزة بأن يتفشى الوباء، إضافة للإمكانيات الطبية والصحية المتواضعة جداً في غزة.

انتشار الفيروس بغزة بمثابة زلزال وبائي

استشاري الصحة العامة وعلم الأوبئة د. محمد عبد القادر أبو ريا، أكد أن قطاع غزة له خصوصية كموقع جغرافي ومساحة وكثافة سكانية، وكل هذه العوامل تجعل الوضع العام لغزة سيء جداً، في حال تفشي فيروس كورونا، والاعلان عن وجود حالات خارج نطاق المحجورين، استدعت اتخاذ اجراءات ابرزها فرض حضر التجوال لمدة 48 ساعة للتمكن من حصر الخارطة الوبائية للمصابين،  والذين تم التعرف على جزء منهم وجاري عمل اللازمة لحصر الحالات الاخرى.

وفيما يتعلق بمصدر الاصابة قال أبو ريا في حديث لـ "النجاح الاخباري": انه تم معرفة مصدر الاصابة وحسب، صحة غزة فقد أعلن أن السبب بانتشار العدوى، سيدة توجهت مع طفلها لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج، ما أدى لانتقال الفيروس لها، وأشار أبو ريا أن المعلومات متضاربة ولكن المؤكد أن الفيروس دخل للقطاع من خلال حاجز بيت حانون من خلال حالة مرضية، وننتظر توضيح اكثر من وزارة الصحة".

وتابع:" الكثافة السكانية بغزة وهشاشة الوضع الصحي بالتالي لو حدث انتشار وبائي في غزة دون سيطرة سيكون عبارة عن زلزال وبائي يهدد حياة 2 مليون نسمة، في ظل كل الازمات الموجدة، ويجب وضع كل السيناريوهات على الطاولة والتعامل معها بمهنية وحرفية بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات الداعمة، والجهات الأمنية المساندة".

وتوقع أبو ريا أن يمتد حظر التجوال في قطاع غزة ليتم السيطرة على الوباء، وفترة (48) ساعة ليست كافية لتتبع الخارطة الوبائية، ويمكن أن يمدد لأسبوعين متواصلين، مضيفاً:" المراهنة على الالتزام من قبل المواطنين لن تجدي، ويجب اتخاذ اجراءات اكثر حزماً".

غزة لديها فرصة ذهبية للسيطرة على الفيروس

من جهته قال رئيس قسم الصحة العامة و الوبائيات في جامعة النجاح الوطنية، د. عبد السلام الخياط:" نأمل أن لا يكون هناك انتشار مجتمعي لفيروس كورونا بغزة، خاصة فيما يتعلق بموضوع الخدمات الصحية المتوفرة والامكانيات المتوفرة، اضافة للكثافة السكانية العالية".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": قطاع غزة يمكن أن يتم السيطرة على موضوع الحركة فيه أكثر من الضفة، ويجب أن تكون الاجراءات صارمة جداً في الوقت الحالي، بحيث يتم تطويق العدوى، قبل أن تصبح عدوى مجتمعية، أي أن لا نتمكن من معرفة مصدر العدوى، ونأمل أن لا تصل غزة لهذه المرحلة، لأن الامكانيات وخاصة بمجال العلاج صعب جداً".

وأضاف الخياط:" التعويل على وعي المواطن اثبت عدم نجاعته، والوعي دون مراقبة وتشديد لا يمكن التعويل عليه، ولا بد من إجراءات جداً حازمة دون تراخي فالوضع ببدايته وهناك فرصة ذهبية للسيطرة على الفيروس".

وأمام هذه الرؤية يبقى قطاع غزة في حالة ترقب للسيطرة على الفيروس لضمان عدم تفشيه في القطاع ويحدث ما لا يحمد عقباه.