نابلس - النجاح الإخباري - أسدل الستار  على مؤتمر القمة الاقتصادية العربية في بيروت على وقع حالة الجدل لجهة نجاح لبنان أو فشله في عقد القمة في ظلِّ حالة الانقسام اللبنانية - اللبنانية من جهة، وتغيب زعماء دول عربية عنها من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، أوضح حسان قطب مدير المركز اللبناني للأبحاث والدراسات أنَّ المشهد اللبناني الذي رافق انطلاق القمة كان مؤسفًا ومؤلمًا.

"فما جرى قبل القمة بأسبوع من مظاهرات أطلقتها حركة أمل من حيث إنزال العلم الليبي وحرقه ومنع دخول الوفد الليبي الاقتصادي ورفض الأمن العام اللبناني من دخول الوفد للأراضي اللبنانية وأعادته للمطار". أكَّد قطب.

وشدَّد قطب خلال استضافته في برنانج "سيناريوهات" عبر فضائية "النجاح"، أمس على أنَّ ما سبق جعل الدولة اللبنانية عاجزة عن حماية ضيوفها، وبدت منقسمة بحيث لا تستطيع رعاية هذا المؤتمر.

وأكَّد قطب على أنَّ الحضور العربي الرسمي كان محدودًا نتيجة ما وصفه بـ "المشهد الميلشياوي" الذي شهدته شوارع لبنان.

مستدركًا بالقول إنَّ انعقاد القمة كان إيجابيًّا حيث إنَّ من كان يريد الغاؤها أو تأجيلها فشل.

وأشار إلى أنَّ هبوط المستوى التمثيلي في القمة يجعل منها ضعيفة.

ورأى قطب في هذا الإطار أنَّ ضعف التمثيل العربي دفع للوصول إلى قرارت دون المستوى.

 "المواطن العربي ينتظر نتائج إيجابية؛ لأنَّ العبرة في النتائج، والقرارات التي صدرت عنها نوعًا ما إيجابية من حيث الحديث عن إنشاء مصرف للتنمية وإعادة إعمار المناطق المدمَّرة وتأمين فرص عمل للشباب العربي ومواجهة الحالة الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المجتمع العربي كافة". أضاف قطب.

وفي الملف السوري ونظرة الحكومة اللبنانية له نوَّه قطب إلى أنَّ الحكومات اللبنانية الموجودة في لبنان منذ بداية الثورة السورية وهي تتعامل مع النازح واللاجئ السوري على أنَّه مشكلة أمنية وليس قضية إنسانية.

الشأن الفلسطيني

على الجانب الآخر ومن الناحية الاقتصادية وتعاطي القمة مع المشهد الفلسطيني، قال د.بكر اشتيه أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية إنَّ التجاذبات العربية والانقسامات خفضت سقف التوقعات ونتائجها على الملف الفلسطيني اقتصاديًّا.

وأشار إلى أنَّ ملفات فلسطين التي طرحت من قبل رئيس الحكومة د.رامي الحمد الله كانت واضحة وهي: ملفات الرئيسة الثلاث المتمثلة بملف القدس والأونروا وملف التبادل التجاري مع الدول العربية.

وفيما يتعلق بملف الأونروا، كان واضحاً بحسب اشتية أنَّ الولايات المتحدة القت بملف عجز الأونروا في حضن الدول العربية.

لافتًا إلى أنَّ الملف الاقتصادي لم يكن حاضراً بقوة في القمة العربية حيث إنَّ دول عربية كانت تسجل نقاطًا على حساب الدول الأخرى خلال مشاركتها في القمة، ولم يتم تسجيل أي نتائج اقتصادية متوقَّعة.

ولا يتعدى ملف التبادل التجاري بين فلسطين والدول العربية بحسب اشتية (1%).

"لذلك كان المطلوب من الدول العربية أن تحتضن المنتج الفلسطيني من أجل تعزيز قدرة الاقتصاد الفلسطيني على الصمود، وأنَّ ملف القدس والتبادلات التجارية ذات شأن عربي خالص، فالالتزام بالأصل يكون أخلاقي من الدول العربية" أضاف اشتية.

وجاء التمثيل الدولي على مستوى الوزراء، ولم يحضر على مستوى القادة سوى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون باعتباره المضيف.