مدى شلبك - النجاح الإخباري - قُتل (12) شخصًا على الأقل، وفُقد عشرات آخرون في بنغلادش، نتيجة غرق مركب لمسلمي الروهينغا الفارين من بورما.

وتأتي هذه الحادثة كواحدة من سلسلة حوادث واجهت مسلمي الروهينغا خلال نزوحهم إلى بنغلادش هروباً من القمع الواقع عليهم في بلدهم ميانمار.

وفي حديث لها مع "النجاح الإخباري" أوضحت الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغلادش، مسعدة سيف، أنَّ الظروف التي يعيشها مسلمو الروهينغا في بنغلادش مأساوية إلى حد كبير، كما أنَّ المخيمات التي يسكونها صادمة للإنسانية، مشيرةً إلى أنَّ العائلات النازحة إلى بنغلادش تركت خلفها كلّ إمكانيات العيش التي كانت تمتلكها، بالتالي هي بحاجة لكل الأساسيات، التي تعمل عشرات المؤسسات الدولية على تلبيتها.

 

أكثر من نصف مليون

وأضافت سيف، أنَّ هناك عدّة تحديات تواجه المؤسسات الدولية، أولها العدد الكبير الذي بلغه النازحون في وقت قياسي، إذ وصل عددهم إلى (519,000) نازحًا، وعلى المؤسسات الدولية أن تكون قادرة على تلبية احتياجات هذا العدد.

وأشارت إلى أنَّ المشكلة الثانية تتمثل بكون العائلات النازحة في حالة تحرك مستمر، الأمر الذي يحتاج وقتًا طويلًا لتحديد مكان استقرارهم وتقييم وضعهم بشكل دقيق واحتياجاتهم، بالإضافة إلى أنَّ بنغلادش بلد فقير أصلاً ومساحته ضيقة وعدد سكانه يساوي (170) مليون نسمة، ونزوح عائلات من الروهينغا لبنغلادش أدى إلى زيادة الضغط على الدولة نفسها والسكان والبنية التحتية، إلى جانب الأمطار الموسمية التي تشهدها بنغلادش منذ شهر حزيران والتي أدَّت إلى حدوث فيضانات أغرقت البلاد.

جهود إغاثية

أوضحت سيف خلال حديثها، أنَّ الحل يحتاج لجهود إغاثية وترتيب أولويات، فالمؤسسات الدولية التي تقدم المساعدة لا تستيطع أن تصل إلى كل النازحين بالوقت الحالي، لكنّها تقدّم مجموعة من المساعدات كالطعام والماء والخدمات الصحية، وتساهم في تواصل العائلات مع بعضها البعض، مشيرةً إلى أنَّ الصليب الأحمر تمكَّن من إمداد (30) إلى (35) ألف نازح بالمساعدات الغذائية وصناديق المياه، موضحةً أنَّه تمَّ العمل على إصلاح شبكات المياه بالشراكة مع الهلال الأحمر البنغالي الذي قدَّم (66) ألف لتر من مياه الشرب.

يُذكر أنَّ مشكلة مسلمي الروهينغا ليست مشكلة حديثة الظهور بل تمتد إلى ما قبل (30) سنة تقريباً، إذ يتواجد في بنغلادش أكتر من (100) ألف شخص من ميانمار، توجهوا لبنغلادش في وقت سابق، والأزمة عادت للظهور خلال شهر تشرين الأوّل من السنة الماضية، واشتدت خلال شهر آب الماضي من السنة الحالية.