منال الزعبي - النجاح الإخباري -  

السحر.. كلمة قليلة الحروف، لكنّها ـ على ما يبدو ـ قويّة النفوذ والتاثير. ينطق بها البعضُ في خوفٍ ورُعب ، ويلجأ إليها البعض الآخر في إقبال ورغبة! يعترف بها البعض ويُنكرها آخرون مُصرّين على أنَّها زيف وخداع تضلّل عقول البسطاء. يُلوّنها البعض ويصبغها بألوان عديدة حسب قبوله لها أو نفوره منها!

اليوم في واقعنا الفلسطيني أصبح الناس يترددون بكثرة على السحرة والمشعوذين لحل قضاياهم أو حتى للانتقام من آخرين باذلين الكثير من الأموال متسببين في خلق المشاكل والبلبلة في المجتمع، بينما يرتاد الضحايا ما يسمى بالعيادات القرآنية ووبيوت الرقاة؛ لتلقي العلاج الروحي لأعراض وأمراض ينسبونها للسحر والشعوذة دون علم ولا درايّة

وما بين مُصدّق ومنكر لحقيقة هذا الموضوع صرّح البروفسور محمد الشريدة لـ"لنجاح الإخباري" بقوله: إنَّ السحر هو عمل شيطاني لا يمس الموحدين المؤمنين بالله المحصنين لأنفسهم والمواظبين على قراءة القرآن، وما السحر إلا تسليط قوّة شيطانية على النفوس الضعيفة فتحدث تشويشًا في حياة أصحابها".

ويضيف الدكتور الشريدة أنَّ أحد المشركين حاول سحر الرسول صلى الله عليه وسلم لكنَّه لم يمسه أذى فهو محمي بقوة الله عز وجل.

كما أكّد أنَّ الأعزب لا يسحر وهذا يدفع الكثير من الظنون حول القصص الشائعة من أنّ فلانًا مربوط عن الزواج وغيرها من قصص قطع الرزق والربح والخسارة فلا علاقة للسحر بهذه الأمور، فكلّها بيد الله عزّ وجل.

وشدّد الدكتور الشريدة على ضرورة التمييز بين الأمراض الجسدية والنفسية والروحية ولا نتسرع الحكم على أنفسنا فغالبية الأمراض نفسيّة وعلاجها بسيط بعيدًا عن التعقيدات التي يفرضها مطب السحر والشعوذة يقول الدكتور الشريدة:" من قرأ سورة البقرة والمعوذات ومن أصبح بالدعاء وأمسى بالدعاء فهو في ذمَّة الله لا يمسه سوء"، وردَّ على سؤال من يدّعي أن غير المسلمين لا يقرأوون القرآن ولا يدعون الله ولا يمسهم سوء، يقول الشريدة: وما يدريكم بواقع حياتهم؟ ومبلغ معاناتهم؟ فلكل انسان قرين ومعه ملائكة ويسمي العلم هذا بالطاقة الايجابية والطاقة السلبية، وورد في كتاب الله عز وجل:" ومن يعرض عن ذكري فإنَّ له معيشة ضنكة.."، وحذّر من تلك الفضائيات التي تُنسب إلى المشايخ الروحانيين الذين يقنعون الناس أنّهم يعالجون السحر وما شابه فكله دجل وباب من أبواب الفساد والنصب والاحتيال مذكّرًا بحكم الإسلام الذي يحرّم التصديق بهذه الأمور ويعدّها من الكبائر التي تخرج المسلم من الملّة.

وذكر أنَّه ليس هناك اتصال بين الإنسان والجن المؤمن قطعيًّا بينما يعمل المشعوذون على تحضير الشيطان بطرق محرّمة ويحاولون تسليطه على أشخاص بعد الحصول على أثر منهم كشعر البدن أو الصور أو اسم الأم فكل من يطلب تلك الأمور هو مشعوذ كافر يستعين بالشياطين،إلا أنَّ الشيطان يعرف ما حصل مع شخص في الماضي وما يحصل الآن لكنّه لا يعلم الغيب بتاتًا ولا سلطة له على إنسان مؤمن محصّن.

أمّا موضوع الصرع فقد أشار الدكتور إلى أنَّ هناك صرع يعود لأسباب مرضية وراثية وصرع شيطانيّ يجب التمييز بين الحالتين وحسن التعامل معهما دون اللجوء إلى الضرب فليس هناك ما يسمى بحالة" تلبّسه جن" أو حتى الجن العاشق فالجن مخلوق من نار لا يتزوج من الانس ولا يعاشره وقد جعل الله بيننا وبينهم حجاب.

وختم الدكتور الشريدة حديثه متوجهًا للناس بتوخي الحذر من الوقوع في الإثم ومطالبًا بزيادة الوعي ورجاحة العقل والترفّع عن الجهل واللجوء دائمًا إلى الله في السرّاء والضرّاء قائلًا: لا وساطة بين العبد وربه"، ودعى الناس إلى الاستشفاء بالقرآن والعسل لما فيه من فوائد كثيرة مذكورة في كتاب الله عز وجل.

السحر من أمراض الأرواح والقلوب وهي في أمان ما دامت متصلة بالرحمن، " الا بذكر الله تطمئن القلوب"، درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج: فالتحصّن من السحر خير من العلاج منه، ويكون ذلك بالمدوامة على ذكر الله وعبادته.