تحرير المالكي - النجاح الإخباري - يتزامن دخول الشهر الفضيل مع امتحانات الثانوية العامة، الأمر الذي يتوجب على الطلبة تنسيق أوقاتهم وتنظيمها من أجل التركيز أكثر في دراستهم وعدم تشتتهم وفقدان أوقاتهم بسبب إرهاق الصيام، لكن في هذه الأيام الفضيلة هل هناك رخصة تبيح الإفطار للطالب خوفًا من الرسوب أو تدني علاماته في هذه الامتحانات التي تعتبر منعطفًا نحو تحديد التخصص الذي يؤهل الطلبة دخول  سوق العمل وبناء حياتهم المهنية.

أكَّد الشيخ "أحمد شرف" لـ"النجاح الإخباري"، أنَّه لا يجوز لطالب التوجيهي الإفطار في رمضان من أجل الامتحان، لأن الامتحان ليس من الأعذار الشرعية التي تبيح الإفطار بل يجب عليه الصوم وجعل المذاكرة في الليل إذا شق عليه فعلها في النهار.

متى يجوز الإفطار؟

وحول الحالات التي تجيز الإفطار في رمضان، أشار الشيخ "شرف" إلى أنَّه إذا أُصيب الطالب بمرض نتيجة الدراسة كالصداع وغيره، واشتد عليه الألم، فإنَّ المرض عذر شرعي للإفطار، لقوله تعالى: ( فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدَّة من أيام أخر )، كما أنَّ الطالب الذي فقد كامل تركيزه  فلم يستطع الدراسة، وايقن الرسوب، فيجوز له الفطر لرفع الضرر الواقع عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا ضرر ولا ضرار ) والله أعلم.

ونصح الشيخ "شرف" الطلاب بتناول طعام السحور ليتقوى الطلاب على الصيام أثناء الدراسة، وقال: بيَّن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: أنَّ في السحور بركة، كما أنَّ اختيار نوع الطعام مهم، فليكثر الطلاب من تناول التمور التي تحتوي على السكريات بالإضافة إلى العصائر الطبيعية، والالتزام بالصلاة والدعاء، فانَّ ذلك يعين على الدراسة والمذاكرة.

كيف يزيد الطلبة قدرتهم على الحفظ؟

يقول الدكتور "محمد بشارات" خبير التنمية البشرية لـ"النجاح الإخباري" حول موضوع الحفظ والتخلص من النسيان الذي يقع فيه عدد من الطلبة: "إنَّ هناك مهارات رئيسة على الطلاب اتباعها لمساعدتهم من النسيان، والتي تتمثل بداية في عدم الاعتماد على سماع المعلومة فقط، مشيرًا إلى أنَّ (80%) من المعلومات التي يتلقاها الشخص تنسى، إضافة إلى مشاهدة المعلومة والمقصود بالمشاهدة هو التخيل، موضحًا أهميته بقول انيشتاين:"الخيال أساس المعرفة".

كما أنَّ الكتابة مهمة جدًا في حفظ المعلومة، لأنَّها مرتبطة بالعقل الذهني وتساعد على حفظها في ذهن الشخص، وأوضح أنَّ التعاطف مع المعلومة والتي تعني الشعور بمدى روعة وأهمية المعلومة هي عنصر فعَّال في مساعدة الطلاب في حفظ المعلومات.

وأضاف "على طالب التوجيهي أن ينقل المعلومة التي يحفظها لأي شخص من حوله أو يتحدث مع نفسه، فهي طريقة تساعده على عدم النسيان"، وفي ختام هذه المهارات، أكَّد بشارات على أنَّ المراجعة للمادة التي تمَّت دراستها أساس لا بد منه في حفظ المعلومة من النسيان.

جدول للدراسة في رمضان

نصح الدكتور "بشارات" طلاب التوجيهي باتباع هذا الجدول خلال فترة الامتحانات التي تزامنت مع شهر رمضان، وأشار إلى ضرورة النوم الساعة (11) مساء، وبعدها الاستيقاظ على السحور في تمام الساعة (3:30) وتناول السحور ومن ثمَّ متابعة الدراسة حتى الساعة (9 صباحًا)، أي قبل موعد الامتحان بساعة وهو الموعد الذي حذَّر من الدراسة فيه كونه يوتر الطالب، وتابع: "بعد الخروج من الامتحان على الطالب أن يرتاح مدة ساعة وبعدها يكمل دراسته حتى الساعة (5:30) ياخذ بعدها استراحة للإفطار، ومن بعدها متابعة الدراسة حتى الساعة (11).

ونوَّه بشارات إلى أنَّ (97%) من الأشخص يصابون بالاكتئاب، وللخروج من هذه الحالة لا بدَّ من إرادة داخلية، إضافة لتفاعل الأشخاص من حوله.

وختامًا، أكَّد أنَّ التحفيز والتعزيز والطاقة الايجابية ومعرفة نوع الخوف الذي يصاب به الطالب، يساعد في التقليل من الخوف الذي يتعرض له  قبل وأثناء وبعد الامتحان، مشيرًا إلى أنَّ تمرين التنفس العميق وسماع القران أوالموسيقى الهادئة يساهم في التخلص ايضًا من التوتر والخوف.