عدلي أبو طه - النجاح الإخباري - يجلس على طاولته الصغيرة، يمسك بأنامله قطعًا من معجون الصلصال الجاف "الطينة الحرة"؛ لينسج منها قصصًا خيالية ويحولها إلى شخصيات كرتونية ومجسمات على أرض الواقع، البعض منها من إبداعه والآخر مستوحى من مسلسلات شهيرة للرسوم المتحركة مثل ميكي ماوس، وتوم وجيري.

البداية

الطفل عمر مقداد الذي لم يتجاوز الثمانية أعوام، بدأ يُحلِّق في عالم الألعاب والصور والشخصيات الكرتونية منذ أن كان في عمر العامين، وأصبحت موهبته تكبر كلما كبر في السن إلى أن أتقن تشكيل الرسومات بالعجينة الملونة وابتكار الأشكال وشخصيات بوكيمون والسناجب والديناصورات والأشجار مثلما تجول في مخيلته.

تقول والدة عمر آلاء الحداد لمراسل "النجاح الإخباري": "بدأت حكاية عمر وهو في عُمر العامين، بتجسيد شكل لعصفور صغير من لون واحد، حيث لاحظتُ العلاقة الوطيدة التي تربطه بالصلصال، فقررت تطوير موهبته وصقلها، من خلال توفير ما يلزمه من "الطينة الحرة" والقوالب الجاهزة؛ ليصنع كل ما يراه من صور متحركة وأشكال عبر شاشة التلفاز"، مبينةً أن طفلها يستمد أفكاره من حبه للحيوانات والطيور، ويقتبس بعض التفاصيل من شخصيات الكرتون وبرامج الأطفال مع إضفاء لمسته الجمالية.
مهارة تتقدم

وأضافت: "بعد ذلك تطورت موهبة عمر، وبدأ يستغني عن القوالب الجاهزة، ويشكل المجسمات بطريقته الخاصة، ويبتكر أشكالاً جديدة مستغلاً خيالاته وقدراته في تحويل الشخصيات والحيوانات إلى مجسمات على أرض الواقع".

وتابعت الحداد: "يقضي عمر جُلَّ وقته داخل ورشته الصغيرة؛ لعمل لوحات فنية مصنوعة من العجينة الملونة فقط، مصممًا أشكالًا مختلفة بإتقان عالٍ ترى فيه أدق التفاصيل الصغيرة كالعيون والفم والأنف مع تجانس الألوان وتناسقها"، معبرًة عن سعادتها بمهارة طفلها وطريقته في التعبير عن فنه ورسم الشخصيات وكيفية استعماله للألوان، موجهةً شكرها للفنان التشكيلي "محمد أبو سل" الذي دعمه من البداية وما زال يقف إلى جانبه.

ويتفاوت حجم مجسمات الطفل الفنان، من نصف سنتيمتر إلى 10 سنتيمتر، ولكن الإتقان والحرفية تظهر في الأعمال التي تتراوح ما بين 3 مليمتر و5 مليمتر.

عن تجربته

أما الفنان الصغير عمر الذي كان منشغلًا بتشكيل احدى شخصيات الرسوم المتحركة، فقال: "أحب الصلصال كثيرًا وهوايتي اللعب به، وأستطيع تشكيل أي جسم أو أشكال حيوانات وطيور، مع التمييز بين أنواع الصلصال المناسبة للتشكيل".

وأضاف أن والدته ساعدته كثيرًا في تطوير موهبته فكانت توفر له الصلصال، وتشجعه على مشاهدة قنوات "يوتيوب" الخاصة بتشكيل الصلصال.

مشاركات:

وشارك الطفل مقداد في معرضٍ خاص بمؤسسة "القطان" مطلع العام الجاري 2017،  لاقت استحسانًا كبيرًا وأبهر الحضور بعمره الصغير ومنتجاته الدقيقة، آملًا بأن يصل إلى العالمية بأعماله، وأن تدخل مجسماته عالم الأنيمي والكرتون.

ويعرض عمر أعماله على صفحته الخاصة عبر موقع (الفيسبوك)، "عالم صلصال عمور"، بعد الانتهاء من تشكيل المجسمات، وتجد تفاعلاً كبيراً من قبل أصدقائه ومتابعيه.