مها علي أبوطبيخ - النجاح الإخباري - آذانه الموسيقية وترانيمه الإبداعية وسماعه لمعزوفات فنيه يوميا مع أصدقائه جعلت روحه تتعلق بتلك الأوتار التي يعزفونها، فشغفه الموسيقي  دفعه لتحديق بصره نحو العود، حتى وجه تفكيره في صناعه العود بدلا من أن يتعلم ألحانه وعزفه.

قال حمزة أبوحماد (60 عام) من محافظة خانيونس: "تركت مهنتي الأساسية في البناء لقلة فرص العمل فيه، وإتجهت لتعلم صناعة العود، لم يكن الأمر بسيط بسبب حرفيه شكل العود وندرة الأدوات والمواد الخام المستخدمة في صناعتها، لكنني تحديت المعيقات وبدأت رحلة البحث في عالم الإنترنت عن صناعة الأعواد ومعرفة مقاييسها وأشكالها وأنواعها".

و في البداية فشل أبو حماد في صناعة العود أكثر من خمس مرات، قائلا: "لم أستعن بعود قديم وإكتفيت بأخذ المقاييس من مواقع موسيقية عبر الإنترنت، وإستمريت في المحاولة حتى نجحت بإمتياز، وأقبلت الناس على شرائه".

وأضاف أبوحماد أن صناع العود محدودون في غزة وآخرهم رجل كان يصنعها وتوقف عن العمل، بسبب شح المواد والرقابه الشديدة على الأخشاب، والحصار الذي يحول دون إرسال الأعواد إلى الخارج".

نشر أبوحماد أعماله والعود الذي يصنعه عبر الإنترنت وسوقها حتى وصلت لعدد كبير من الناس، وحقق شعبية كبيرة في الداخل والخارج، حتى تفوق على صانعي العود في غزة بحرفتيه وقدرته على تصليح العود، وإختيار الأوتار الموسيقية التي تناسب أذواق الموسيقيين.

ولا يرغب أبو حماد في فتح محل تجاري ويكتفي بغرفته الصغيرة التي لا تتجاوز الـ13 متر، وتضم 50 عوداً، قائلاً: "إن الوضع الإقتصادي لعامة المواطنيين لا يسمح لهم بشراء الأعواد إلا قلة قليلة، وغالباً ما يكونوا من العائلات المهتمة بتدريس الموسيقى أو موسيقيين متمرسيين".