النجاح الإخباري - أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على ضرورة الوقف الفوري للحرب في غزة ومنع تهجير الفلسطينيين، وحذر من خطورة أي هجوم إسرائيلي على مدينة رفح قد يؤدي إلى وقوع مجازر وحدوث عملية تهجير مرفوضة.

وقال أبو ردينة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الثلاثاء "يجب وقف الحرب فورا لمنع تهجير ... الفلسطينيين، وأي خطوة إسرائيلية مرفوضة ومدانة كالهجوم على غزة بما فيها رفح".

وقال إن الهجوم على رفح يشكل خطوة بشكل خاص، خاصة إذا ما جرى بالشكل "الهمجي" الذي تخطط له إسرائيل ما سيؤدي إلى وقوع "مجازر كبيرة وحدوث تهجير" غير مقبول. 

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تحظى بدعم الولايات المتحدة حتى الآن قائلا "هذا اختبار للإدارة الأميركية، التي تحاول أن تفعل شيئا وهي في الحقيقة لا تفعل أي شيء".

وطالب أبو ردينة الولايات المتحدة بتحمل المسؤولية ومنع إسرائيل من الاستمرار في هذه الحرب وأن تتخذ موقفا جادا في هذا الخصوص. 

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد اليوم الثلاثاء أن إسرائيل ستواصل العمل للقضاء على حركة حماس في قطاع غزة، بما فيه رفح بجنوب القطاع، ولن يمنعها شيء عن ذلك. 

وفي أواخر الشهر الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي لعائلات جنود محتجزين في غزة أن إسرائيل "تستعد لدخول رفح" ولن تترك أحدا من جنودها هناك. 

وأفاد التلفزيون الإسرائيلي بأن الجيش يستعد لشن هجومه البري على مدينة رفح حال انهيار مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين، مشيرا إلى أن نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيدا للعملية البرية في رفح.

وحول التصريحات الأميركية الرافضة لاجتياح إسرائيل لرفح، وصف أبو ردينة هذه التصريحات بأنها غير صادقة مبررا ذلك بأن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل شيئا دون الرعاية والحماية الأميركية.  

وتابع بالقول "أميركا ما زالت تزود إسرائيل بالسلاح والمال، وإذا ما أرادت إدارة الرئيس جو بايدن فإنها قادرة على منع إسرائيل".

ودلل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية على ذلك باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) عدة مرات لمنع صدور قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بوقف الحرب. 

وقال أبو ردينه "العالم كله في حالة غضب، وهناك ثورة في دول العالم ضد هذه السياسة الإسرائيلية المدعومة أميركيا".

من ناحية أخرى شدد أبو ردينة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية لوقف الحرب. 

وقال "قلنا مرارا وتكرارا إنه ما لم يقف العالم العربي بأسره مع الإدارة الأمريكية ليجبر إسرائيل على وقف العدوان، فإنها مستمرة في عدوانها، لأنها لم تجد بعد رد فعل أميركي حقيقي سوى تصريحات.. التصريحات الأميركية تبدو إيجابية لكنها لا تُترجم على الأرض".

وأكد أبو ردينة أن الحرب تتوسع في المنطقة شيئا فشئيا، سواء في سوريا ولبنان واليمن والعراق وأماكن أخرى بسبب استمرار الصراع في غزة.

وأضاف أنه إذا كانت الإدارة الأميركية جادة فعليها أن تأخذ موقفا حقيقيا تجاه الحكومة الإسرائيلية بوقف دعمها بالسلاح وفي مجلس الأمن الدولي، خاصة وأن السلطة الفلسطينية ستطالب مجلس الأمن قريبا بالاعتراف بدولة فلسطين، قائلا "هذا سيكون امتحان للإرادة والنوايا الأميركية".

وقال أبو ردينة إن واشنطن تواصل السماح لإسرائيل بالعبث بأمن واستقرار المنطقة. 

وأضاف "كما قلنا دائما، الأمن للجميع أولا أمن لأحد والسلام للجميع أو لا سلام لأحد، وبدون القدس العربية بمقدساتها فلن يتغير شيء".

وطالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالاعتراف بدولة فلسطينية وأن تجبر إسرائيل على وقف الحرب وأن تسمح بإقامة تلك الدولة وفق مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وحول الدور العربي المطلوب في هذه المرحلة، قال أبو ردينة "الإدارة الأميركية يجب أن تسمع صوتا عربيا موحدا... ويجب إفهامها أن مصالحها مع العالم العربي.. لا يجوز السماح للإدارة الأميركية بالاستمرار في الاستهتار والاستخفاف بالأمة العربية بأسرها".

وأردف قائلا إنه لا بد من ممارسة الضغط على الإدارة الأميركية حتى تشعر أن مصالحها في خطر. 

وأضاف "يجب أن يكون هناك اختبار وامتحان للإرادة الأميركية، فهل تريد الولايات المتحدة أمنا وسلاما واستقرارا بالشرق الأوسط أم لا زالت غير معنية سوى بحماية إسرائيل؟". 

وحول إمكانية استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يمنع إسرائيل من اجتياح رفح، قال أبو ردينة "لا شك أن الحركة الفلسطينية العربية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية ومحكمة العدل تسير بشكل مضطرد ومتراكم.. وقد ساهمت في عزلة إسرائيل وفضح المواقف الإسرائيلية والأميركية وازدواجية المعايير".

وأضاف "العالم بدأ يتغير نتيجة هذه الجهود الفلسطينية العربية المشتركة".

وتابع بالقول "الجهود الفلسطينية العربية المشتركة مع أصدقائنا في العالم مثل الصين وروسيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي قادرة أن إحداث تغيير في مجلس الأمن، إذا ما تحركنا جميعا بصوت واحد مع الولايات المتحدة خاصة وأنها مقبلة على انتخابات قريبا".

وأردف "إذا ما تم استغلال التأثير العربي داخل الولايات المتحدة ومصالح أميركا في العالم العربي بالشكل المناسب والجيد يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج جيدة".

ومضى قائلا "هنالك فرصة هذا الأسبوع، سواء بالنسبة لرفح أو بالنسبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة في ضوء أن العالم بأسره وصل إلى مرحلة الاستياء والغضب الشديد من الحكومة الإسرائيلية ومن الإدارة الأميركية".

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ أن شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.