قال إنه الحركة ستدرسه مع باقي فصائل المقاومة - النجاح الإخباري - أكد مصدر كبير في حركة حماس لـ"النجاح الإخباري" أن الحركة لم تتسلم بعد الإطار الجديد الذي تم إعداده في مفاوضات باريس. وقال المصدر: "سيكون لنا موقفا فور تسلم الإطار ودراسته مع باقي فصائل المقاومة".

يأتي ذلك فيما يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة لمناقشة التطورات بعد عودة وفدهم من باريس.
ونشرت القناة 13 الإسرائيلية ما أسمته بالمخطط التفصيلي لصفقة التبادل، والذي سيضم -بحسبها-:
•  إطلاق سراح حوالي 40 أسيرًا إسرائيليًا – نساء وبالغين فوق 50 عاماً ومرضى – مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
• وقف القتال لمدة 6 أسابيع.
• ⁠ستوافق إسرائيل على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين أكبر مما تم الاتفاق عليه حتى الآن لفئات معينة.
• بحسب مصدر أجنبي، فإن إسرائيل مستعدة لإجراء حوار حول المفرج عنهم في صفقة شاليط والذين تم اعتقالهم مرة أخرى.
• ⁠ستبدي إسرائيل مرونة كبيرة في القضايا الإنسانية – سواء فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو فيما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
• ⁠ لن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب.

ونقلت القناة عن مسؤول سياسي مطلع على تفاصيل المفاوضات قوله إنه تم إحراز "تقدم كبير في المحادثات - وهو ما يخلق الظروف للتوصل إلى اتفاق". 
وبحسب المصدر فإن الوفد توصل إلى الخطوط العريضة المتفق عليها التي يمكن من خلالها فتح المفاوضات ومناقشة قائمة الأسماء.

وذكر موقع "واللا" الإسرائيلي نقلا عن مصدرين مضطلعين أن "مفاوضات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين"، وأشار الموقع إلى أن "كابينيت الحرب الإسرائيلي سيلتئم مساء السبت لعرض ما طُرح في مباحثات باريس".
وذكر مصدر للقناة 12 الإسرائيلية، أنها "كانت محادثات جيّدة، وهناك تقدم جدي يؤسس لمفاوضات".

وجاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه وفقا لمصادر مصرية، فإن التحدي الرئيسي الذي يواجه الوسطاء - مصر وقطر - هو التوصل إلى اتفاق تقتنع حماس في إطاره بأنه سيكون من الممكن التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بعد وقف إطلاق النار الإنساني، بينما تمتنع إسرائيل عن تقديم أي التزام من هذا القبيل. 

وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة إن بي سي نيوز الأميريكة إنه "لقد تم إحراز بعض التقدم في باريس، ولكن لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى انفراجة". 

ووفقا له، فإن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سيجتمع الليلة، من بين أمور أخرى، لمناقشة المحادثات. 

وقال المسؤول السياسي الإسرائيلي: "سيتم تقديم المخطط للموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء الحربي وبعد ذلك إلى مجلس الوزراء الموسع".

وبحسب قوله، فإن المرحلة التالية من المحادثات ستتضمن أسماء المحتجزين والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والمفاتيح التي سيتم بموجبها تنفيذ الصفقة، وشروط وقف إطلاق النار. ولم يتم الاتفاق على كل هذه الأمور بعد، وبالتالي فإن الطريق إلى الاتفاق لا يزال طويلاً.

حماس: الاحتلال يفاوض نفسه

في غضون ذلك، كان القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، أكد اليوم السبت، إن المباحثات التي تجرى في باريس، حول صفقة التبادل، هي محادثات مع الذات يجريها الاحتلال الإسرائيلي مع نفسه، و"حماس ليست جزءاً منها".

وأضاف في تصريح لقناة (العربي)، بأن "الحركة لم تُبلغ عن وجود تقدم، والإعلان عن هذا التقدم في ملف صفقة التبادل هي إعلان من طرف واحد".

وتابع شديد: "حتى هذه اللحظة لا يوجد أي استجابة لمطالبنا وتصريحات نتنياهو الذي يطل بها كل عدة أيام، تبعث برسائل واضحة بأن هذا العدو غير جدي بإبرام صفقة تبادل أو إحراز تقدم بشأنها".

وأردف القيادي في حماس: "لم نبلغ عن أي تقدم في المفاوضات كما يجري الحديث بذلك في وسائل الإعلام ونتنياهو لا يزال خلف جدار أهدافه السياسية".

ويذكر أن حركة حماس كانت قد أكدت في وقت سابق أن شروطها لقبول الهدنة يتمثل في السماح بدخول المساعدات ووقف العدوان بشكل نهائي وإعادة الإعمار في القطاع وانسحاب قوات الاحتلال من أراضي القطاع.

- مفاوضات باريس لن تحل المشكلة-

بدوره، قال إيمانويل دوبوي رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا إن الحرب فى غزة "ليست مشكلة سيتم حلها من خلال المفاوضات الجارية في باريس الآن". 

وأضاف دوبوي فى تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم السبت، أن "هذه جولة ثانية في سلسلة من المفاوضات، ولن تضع حلا للقضية الفلسطينية، أو للوضع في قطاع غزة".

وقال دوبوي "فرنسا ليست لاعبا رئيسيا خلال هذه المفاوضات، هى فقط تستضيف الاجتماع، ولا تأخذ زمام المبادرة في أي نوع من النقاش"، مشيرا إلى أن "هذه المفاوضات مباشرة بين الجانب الإسرائيلي والأميركيين، والفرنسيين يراقبون فقط". 

* مرحلة ما بعد الحرب

وقال دوبوي إن مصر تتصل بحماس كونها المتحدث الأكثر صلة بالفرع السياسي لحماس، وتشارك في مفاوضات باريس للاطلاع على وجهة النظر الإسرائيلية لأنه لا مفاوضات مباشرة بين الجانبين. 

كان نتنياهو قد استبق اجتماع باريس وكشف النقاب عن خطة "مرحلة ما بعد الحرب"، والتي تنص على احتفاظ إسرائيل بـالسيطرة الأمنية على قطاع غزة، على أن يتولى الشؤون المدنيّة مسؤولون محليون بعد تفكيك حركة حماس.

وعن دلالة عرض هذا الاقتراح قبيل اجتماعات باريس، قال دوبوي إن "هذا ما اقترحه نتنياهو ولم يقبله المشاركون الآخرون، لأنه اقتراح غير واضح، فما هي طبيعة المسؤولين الذين سيتولون زمام الأمور في اليوم التالي للصراع؟ هل هم تكنوقراط فلسطينيون؟ وهل هم من السلطة الفلسطينية؟ هل سيكون الفرع السياسي الأقل راديكالية لحركة حماس جزءا منها؟ هل سيكون يحيي السنوار بمعزل عن العملية التي ستدور في غزة؟".

وشدد دوبوي على أن الموقف الفرنسي يدعم الجلوس على طاولة المفاوضات لكنه أشار إلى أن "فرنسا ليست في وضع يسمح لها بالتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، هي لا ترغب وليست لديها القدرة على القيام بذلك، وأيضا عدد من دول الاتحاد الأوروبي لا تتفق مع الموقف الفرنسي، فالمجر مثلا ليست متفقة مع الموقف الفرنسي، أما دول مثل إسبانيا أو كرواتيا ستكون على نفس المسار مثل فرنسا،وهذا ليس هو الحال مع ألمانيا". 

وأكد أن "الموقف الدبلوماسي الوحيد الذي تتبعه فرنسا هو استضافة المفاوضات التي يجريها الآخرون، وليس بإمكاننا القيام بما هو أكثر من هذا لأنه لا يوجد إجماع على موقف فرنسا". 

* حل الدولتين 

وردا على سؤال حول مدى استعداد فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية قال دوبوي "لا، فرنسا ليست مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، وليس بوسع فرنسا أن تفعل أكثر من إقناع الجميع بالتوصل إلى توافق، وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة". 

ولا يرى دوبوي تناقضا بين دعوة فرنسا لحل الدولتين وعدم استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية الآن، وتساءل من الذي لا يدعم حل الدولتين؟

وأضاف "علينا أن نكون صادقين، لا يوجد إجماع على المضي في حل الدولتين الآن، ما يمكننا فعله هو العمل خطوة بخطوة، الخطوة الأولى هي الواقعية، الخطوة الثانية هي إيجاد حل بعد انتهاء الحرب، والثالثة هي جمع الجميع للتفاوض".

كما شدد على أن الموقف الفرنسي "لم يتغير قط ولم يتغير منذ السابع من أكتوبر، نحن نعترف بحق إسرائيل في القتال وردع حماس التي نعتبرها منظمة إرهابية، ولكن من ناحية ثانية لا ننحي حل الدولتين جانبا". 

وأكد دوبوي أن دعم فرنسا لإسرائيل لا يعني عدم دعم السلطة الفلسطينية. وقال "ندعم دائمًا حل الدولتين وندعم جدا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بالطبع بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس".