غزة - النجاح الإخباري - لليوم الثالث بعد المائة، تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة، جديدها هذه المرة عودة ظهور دبابات إسرائيلية في مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي مما أدى إلى وقوع بعض من أعنف الاشتباكات منذ بداية 2024 بعدما أعلن الاحتلال تقليص عملياته هناك.

واستُشهد وأصيب عشرات المواطنين، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، جراء القصف المدفعي وغارات طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على عدة مناطق في قطاع غزة.

وذكرت مصادر طبية، أن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تمكنت من انتشال 25 شهيدا وعشرات المصابين إثر قصف طائرات الاحتلال لمنازل في حي الدرج بمدينة غزة، كما انتشلت 7 شهداء بعد انسحاب آليات الاحتلال من محيط مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأشارت إلى أن 4 شهداء آخرين ارتقوا جراء قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة النمروطي، فيما استُشهد ثلاثة آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة صافي، إضافة إلى إصابة عدد من المواطين في قصف لمنازل تعود لعائلتي حمدان ومحيسن.

واستهدفت مدفعية الاحتلال حي المنارة وبطن السمين، ووسط خان يونس وجنوبها، كما تعرضت منطقة شرق مخيم جباليا لقصف مدفعي عنيف، إضافة إلى تعرض مجمع أنصار والميناء غرب مدينة غزة لقصف من طائرات الاحتلال ومدفعيته.

وحذرت مصادر طبية من مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها المرضى المزمنون، إذ إن 350 ألف مريض مزمن بلا دواء في قطاع غزة.

كما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ولليوم السادس على التوالي، يتواصل الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وهذه هي المرة السابعة على الأقل، التي تنقطع فيها الاتصالات بالكامل عن قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، علما أن تضرر الخطوط والشبكات وأبراج الإرسال جراء الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان في البنية التحتية، ونقص الوقود بسبب الحصار، أديا إلى انقطاعات متكررة وضغط على الشبكة وضعف الإرسال في أنحاء متفرقة من القطاع.

وفي هذا الصدد، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن قطع وتعطيل شبكات الاتصالات والإنترنت للمرة السابعة يعني كوارث تهدد حياة المواطنين، ويعني أن هناك العديد من الشهداء والجرحى لن يتمكن أحد من الوصول إليهم، وبالتالي ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مضاعف في ظل استمرار الحرب الوحشية والقصف المتواصل للمنازل والأحياء الآمنة.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 24285 شهيدا، بالإضافة إلى 61154 جريحا، والآلاف من المفقودين تحت الأنقاض.

وفي تطور لافت على الصعيد الإنساني، أعلنت دولة قطر عن نجاح وساطة قادتها بالتعاون مع الجمهورية الفرنسية في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة.

وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن تلك المساعدات ستشمل بالأخص المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً في القطاع، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع، في إشارة إلى الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.

وأضاف الأنصاري أن جهود الوساطة القطرية لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة حاليا بالتنسيق مع جميع الأطراف، معربا عن أمله في أن تشهد المفاوضات تقدما خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الوضع صعب جدا والتحديات كبيرة وهناك جزئيات يتم التفاوض عليها حاليا "نأمل أن تسفر عن تطورات إيجابية".

وفي السياق قال البيت الأبيض إن بريت مكغورك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط زار الدوحة في الأيام القليلة الماضية لبحث اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس في غزة، معربا عن "تفاؤل" الولايات المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد.