وكالات - حسن البطل - النجاح الإخباري - 1 - رَماديٌّ داكن

وقتلتُ نفسي مرّتين (فلم أَمُتْ)
في ليلتين (بينهما الحياة) وجدتُ نفسي في سَريري.. جالساً
.. وشفرة بين الأصابع والوريد
صحوتُ من نومي تماماً
أينتحرُ النّيام؟
سألتُ نفسي (وما قرأتُ)
.. وسألتُ أصحاب النّهار:
أينتحرُ النّيام؟!
«رأيتُ في ما يرى النائم» قالوا
.. وقالوا: ولربّما ينتحرُ النّيام
فقلتُ: وما مَشيتُ في نومي.. وما حَلمتُ
غير أنّي عِشتُ مَوتي
.. أو مَشيتُ صَوبهُ خَطوةً أو خَطوتين
وهذه محفظتي - دليلي:
عُشرونَ عاماً..
.. شفرةٌ بين ثناياها تنام

2 - رَماديٌّ فاتح

سبعُ طلقات.. وقوفاً
قال الملازم
.. وسبعُ طلقاتٍ ركوعاً
الدّريئة أمامكم:
سبعونَ متراً
.. وسبعُ طلقاتٍ أخيرة
لكم فيها الخيار:
وقوفاً أو رُكوعاً.. أو سُجوداً
رمياً دَراكاً
وقال الملازم:
اليوم قانون الرّماية:
«أسفل ومنتصف الهدف»
هيّا.. خُذوا الأرضَ انبطاحاً
واحــــــــــد
              .. اثـــــــــــنان
                                ... ثــــــــــــلاثة
                                                      نــــــــــــــــار!
سَبعُ طَلقاتٍ سُجوداً
«وُقُو و و فْ.. قِفْ»!
سَبعُ طَلقاتٍ ركوعاً
«وُقُو و و فْ.. قِفْ»
.. وَسِتُّ طَلقاتٍ وُقُوفاً
«عُشرون طلقة» إلى عينِ الدّريئة
«ثلاثُ خطواتٍ إلى الورا ا اء... سِرْ»
«فقط عُشرونَ طَلقة؟!».. سأل المُلازم؟
استعصى سِلاحي.. سيّدي!
«الحبّةُ في بيتِ النّار» قال المُلازم
«كذّاب»!
لَكَ العِقَابُ يا فَتى:
زَحْفَاً إلى عين الدّريئة في الذّهاب
زَحْفَاً إلى خطِّ الرّمايَة في الإياب
اشتهيتُ مَوتي يومها
يومها خبَّأتُ طلقة
اشتهيتها في عينِ رأسي
.. فلم أمُت
زحفتُ من خطِّ الرّمايَة إلى عينِ الدّريئة
في الذهاب.. وفي الإياب
«مُعسكر شباب الفتوّة - بُحيرة نبع
بَرَدَى - آب 1963»

3 – بــَـــــــــيــاض

في آخرِ البياض فتحتُ عينيَّ
.. رأيتُ عظامي

حسن البطل
                                               
                                                    26-7-2001