عبد الناصر عطا - النجاح الإخباري - تلقيت دعوة شفوية من الصديق هوسي بياتو، نقيب الصحفيين في جمهورية الدومينكان ودول الكاريبي، لزيارة الدومينكان والتي ليس لنا فيها سفارة بل لنا سفير غير مقيم وهو الأخ  سعادة السفير رياض منصور، وتقع هذه الدولة في البحر الكاريبي وهي شبه جزيرة وهي ثاني أكبر الجمهوريّات في البحر الكاريبي بعد دولة كوبا.

قررت رغم الظروف المادية أن أزور تلك الدولة وأعمل برنامج لخدمة قضية شعبي، حيث اعتبر هذا النشاط كغيره من النشاطات في القارة اللاتينية (مقاومة من أجل بيان الحق والحقيقة). وبالفعل وصلت لمطار العاصمة سانتو دومينغو صباح يوم  14 يناير وكان في استقبالي نقيب الصحفيين وشخصية أخرى من المتضامنين مع القضية الفلسطينية ويملك وكالة أنباء، حيث وجدت ترحيبا أخويا بي  وهذا ما أسعدني.

الإعلام اليهودي يشوه كل ما يتعلق بالفلسطينيين، سواء بما يتعلق بهم كمسلمين ووصف الدين الإسلامي بالإرهاب أو الإخوه المسيحيين وكانهم غير مسيحيين.

كانت المقابلة الأولى لي في قناة فضائية حيث أعد ترتيبها نقيب الصحفيين هوسي بياتو، والذي شعرت منه كل الانتماء لفلسطين وشعبها وقضيتها العادلة وكان إنتماء جدي وجاد.

تحدثت في المقابلة التلفزيونية عن أننا شعب محب للحرية وللعيش في وطنه بأمن وسلام، في وطن مستقل خالي من الاحتلال، أسوة بكل دول العالم، وشكرت مواقف دول أمريكا اللاتينية والكاريبي على  مواقفها الدعمة لقضيتنا في كافة المحافل الدولية، وأجبت على الأسئلة كافة.

وتحدثت أن الشعب الفلسطيني صاحب حق تاريخي وجغرافي في أرضه ولكن الاحتلال شرد جزء من هذا الشعب بين النكبة والنكسة مع ذكر التفاصيل، شعب تصادر أرضه يومياً، شعب لديه أكثر من سبعة آلاف أسيرا منهم قيادات وطنية وأعضاء مجلس وطني (برلمانيين) مثل القادة    (مروان البرغوثي، أحمد سعدات، كريم يونس، نائل البرغوثي، ولم أنسَ السيدة الفاضلة المناضلة والمريضة الأخت إسراء الجعابيص، وكذلك الاسرى الأطفال و وكافة الاسرى الذين يعيشون المعاناة في سجون الاحتلال)، ولم أنسَ عائلة دوابشه بتفاصيل ما حدث، واستمر الحديث وحتى النهاية وبالتفاصيل.

كما تحدثت عن موضوع اللاجئين، وسئلت المحاورين، هل من العدالة أن يطرد شخصاً من بيته ويأتي شخص آخر غريبا  ليسكن فيه؟.

لقد أسهبت في الحديث  مجيباً على الأسئلة كافة بما فيها السؤال المتعلق بالإسلام والذي شرحت فيها أن الدين الأسلامي دين سلام وأخذت كلمة إسلام من كلمة سلام،  وتحدثت أـن هذا الدين الإسلامي يحترم الديانات الأخرى وهو دين محبة وتسامح، وأننا كمسيحيين ومسلمين نعيش أخوه متحابين تحت احتلال ظالم في وطن محتل.

تحدثت عن أنه  لا حل إلا بدولة مستقلة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين لديارهم وغير ذلك لن يرضى به  شعبنا.

وما تفاجأت به، أن الشعب في تلك الدولة كباقي دول المنطقة، يعشق فلسطين وبيت لحم والقدس ولكن إعلام الاحتلال يضلل الناس البسطاء، فتجد منهم من يسأل فلسطين موجودة في إسرائيل؟، القدس لإسرائيل؟، وتجد من يسأل هل أنتم تعشقون القتل؟، وتجد من يسأل هل فلسطين هي حق للشعب اليهودي أم للعشب الفلسطيني ؟ ومن كان فيها قبل الآخر؟

لقد قدمت  من خلال مقابلاتي التلفزيونية  في ثلاث محطات فضائية ما شعرت أنه إنصاف لعدالة  فضية شعبنا، ولو إعلاميا، وتوفقت في ذلك بحمد لله .

ولكن أسأل نفسي. لماذا لا نهتم بتلك الدول بشكل متواصل؟ ولماذا الإعلام الصهيوني يعمل ونحن لا نعمل؟ ولماذا وجدت الاستهزاء في ما قدمت من جهود، رغم أنني لم أذهب على حساب أحد أو من جيب أحد؟ ولماذا الحسد والضغينة بيننا ونكره من يعمل وننافق لمن لنا عنده مطلب أو مصلحه؟ أم أن الصراع على المناصب قد جعلنا ننسى قضيتنا؟

وأقول لنا أن نسعد ونفتخر بحرص نلك القارة اللاتينية على قضيتنا، وعلينا أن نتخلص من الكراهية لبعضنا ونتخلص من النقد اللئيم لبعضنا وأن نوحد الجهود ونتوحد من أجل مشروعنا الوطني الذي يعيش في خطر يوما بعد يوم. كما علينا أن لا نتعامل مع الوطن والقضية بقدر ما نستفيد لقضاء مصالح شخصية. فالوطن بحاجة إلى رجال أوفياء مخلصين وليس بحاجه إلى منتفعين، أو مغردين على وسائل التواصل فقط. لأن فلسطين في خطر شديد.