النجاح الإخباري - أطلق الجيش الأميركي، الجمعة، 59 صاروخا من طراز "توماهوك" من مدمرتين تابعيتن للبحرية على قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص وسط سوريا، في رد أميركي على الهجوم الكيماوي الذي شهدته بلدة خان شيخون في إدلب منذ أيام.

وقال المتحدث الكابتن جيف ديفيز للصحفيين: "استهدفت هذه الصواريخ طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والإمدادت اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار".

وأضاف أن إطلاق الصواريخ جاء من مدمرات للبحرية الأميركية في شرق البحر المتوسط على عدد من الأهداف بالقاعدة الجوية. وأكد المتحدث أن واشنطن أبلغت عددا من الدول عزمها شن ضربات في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الضربات لم تستهدف أجزاء من القاعدة العسكرية التي يعتقد أن قوات روسية تتمركز فيها. وأكد البنتاغون أن واشنطن أبلغت القوات الروسية بالضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات بسوريا.

حليفا الأسد ينددان

وكانت موسكو حذرت واشنطن أي عمل عسكري محتمل في سوريا. وقال نائب مبعوث روسيا في الأمم المتحدة فلاديمر سافرونوكوف ردا على سؤال عن ضربات أميركية محتملة في سوريا: "فكروا في العواقب السلبية".

واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الهجوم الأمريكي على أهداف في سورية هو عدوان ضار للعلاقات الروسية-الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب.

وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق، وهي ستضر بالعلاقات مع روسيا، وستعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب.

ومن جانبه، ندد الإعلام السوري الرسمي بـالعدوان الأميركي بعد الضربة على قاعدة "الشعيرات".

وذكر التلفزيون السوري أن "عدواناً أميركياً ضرب أهدافاً عسكرية سورية بعدد من الصواريخ".

من جانبها ادانت طهران بشدة الضربات الأميركية التي استهدفت الارض السورية.من جهته ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بالقصف الأمريكي لمطار الشعيرات السوري قائلاً: إن طهران تندد بشدة بالعدوان الأمريكي على سورية”.

 

تأييد عربي دولي ..

 

في السياق،قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن المملكة السعودية أعلنت تأييدها الكامل للضربات العسكرية الأمريكية على أهداف في سوريا، والتي جاءت ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء، وأودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء.

في المقابل، رحبت بريطانيا بالضربات الصاروخية الأميركية، بدورها رحبت كل من تركيا وفرنسا والسعودية بالضربات الأميركية لنظام الأسد المسؤول عن العديد من المجازر بحق الشعب السوري، ووصف نائب رئيس وزراء تركيا الضربة الأميركية بالإيجابية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، الجمعة، إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية.

وأضاف قائلاً: "إن استخدام الأسلحة الكيمياوية أمر مروع، ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب". وقال إن روسيا وإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن فرنسا لا تسعى لمواجهة مع هاتين الدولتين.

إلى ذلك، قالت ألمانيا إن الضربة الأميركية ضد النظام السوري يمكن تفهمها.

كذلك عبر رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، اليوم الجمعة، عن مساندته للضربات الصاروخية الأميركية في سوريا. وقال آبي للصحافيين "أصبح الكثير من الأبرياء ضحايا للهجمات الكيمياوية. أصيب المجتمع الدولي بالصدمة جراء هذه المأساة التي خلفت الكثير من الأطفال بين الضحايا".

موقف صيني حذر

من جهتها، دعت بكين إلى "تفادي أي تدهور" للوضع في سوريا، مؤكدة في الوقت عينه إدانتها "لاستخدام أي بلد لأسلحة كيمياوية .

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شويينغ "إننا نعارض استخدام أسلحة كيمياوية من قبل أي بلد أو منظمة أو فرد، وأيا كانت الظروف والهدف".

بدورها، دعت دولة بوليفيا في أمريكية الجنوبية، اليوم الجمعة، “مجلس الأمن الدولي” لعقد جلسة طارئة، بعد تعرض قاعدة جوية سورية لقصف بعشرات الصواريخ المدمرة، من البوارج الأمريكية المقابلة لمدينة حمص السوية.

بينما رفضت وزارة الدفاع اليونانية الضربة الأمريكية قائلة: اليونان ضد أي تدخل عسكري خارجي في سورية وتدعو إلى الحوار وإحلال السلام”.

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون قد قال إن الإدارة الاميركية تدرس ردا مناسبا على الهجوم الكيماوي في سوريا. وشدد تيليرسون على أنه لن "يكون هناك دور للأسد في حكم الشعب السوري".

وكان الرئيس الأميركي أكد نه "يجب أن يحدث شيء" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد هجوم بغاز سام في سوريا، بينما تجري مناقشات بين البنتاغون والبيت الأبيض بشأن "الخيارات العسكرية".

وقال ترامب لصحفيين يرافقونه على متن طائرة الرئاسة "أعتقد أن ما فعله الأسد شيء مروع". وتابع: "ما حدث في سوريا عار على جبين الإنسانية وهو موجود هناك، وأعتقد أنه يدير الأمور، ولذا يجب أن يحدث شيء".