وكالات - النجاح الإخباري - مع بداية شهر رمضان الكريم نرى كثيرا من الأسر تحول الصوم إلى موسم للإسراف خاصة في الطعام والشراب مما يتنافى مع حكمة الصيام، فمتى يفهم الصائم أن شهر الصيام ليس شهرا للإسراف وإلقاء الطعام في نهاية الإفطار إلى سلات القمامة! .. فإلى التفاصيل:

في البداية، يوضح د.جمال الدعيج المبدأ الأساسي في الطب، وهو عدم الإسراف في الأكل فيقول: قال الله تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) حقا، الصوم من أحسن الأسس الصحية، وهو وقاية وعلاج لكثير من الأمراض.

وأكد د.الدعيج ان الصوم يذهب السمنة اذا راعى الصائم نوعية الطعام في الفطور والسحور، وقد يبدأ الصائم بالطريقة المثلى التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وهي البدء بتمرات وماء، ثم يصلي المغرب ويعود ليأكل، ولكن نجد البعض خلال ربع ساعة أو أقل يكون قد انتهى من وجبة الفطور، وينسى أن الهضم عملية شاقة لا تقل عن الرياضة الشاقة للمعدة، فيصل الى المخ فيشعر بالتعب ولا يستطيع التفكير ولا العمل، ولذلك نجد القائمين على الصلاة في الحرم لا يفطرون إلا على تمرات وماء حتى يستطيعوا القيام بصلاة التراويح بنشاط، ولكن للأسف نجد كثيرا من الناس عند الفطر يظل يأكل حتي ينتفخ ويتعب وعندها يصبح متكاسلا، كما انه يربك المعدة ونشاطه وحركته تقل، لافتا الى ان الصيام فرصة لتصحيح السلوكيات الخاطئة اذا ما أحسن الإنسان الاستفادة من هذا الشهر الكريم للتعود على سلوكيات غذائية صحية وتخلص من السلوكيات المضرة بالصحة، ولكن نرى كثيرا من الناس أن شهر رمضان لديهم هو شهر الموائد العامرة التي تغلب عليها الأصناف النشوية والسكرية والدهنية، والمعروف ان الصوم صحة للبدن ونقاء للمعدة ويذهب الأمراض الناتجة عن السمنة.

 

تقــــول الــداعية هيفاء العبدالجادر: الإسراف منهي عنه بنص القرآن الكريم (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) ولكن نجد ظاهرة الإسراف في الطعام في شهر رمضان المبارك تزداد بحيث يكون هناك تبذير بلا وعي وحبذا لو فكرت النساء في ان شهر رمضان ليس من أجل الإسراف والأكل، وانما هو شهر حرمان وعبادة، ولكن للأسف هذه الظاهرة عادة سيئة نهى الشرع عنها، وغير حضارية ومرفوضة دينيا، وأرى ان هذه العادة تنشأ إذا كان المنزل تديره أسرة مسرفة وسيصبح الأولاد ايضا مسرفين، وهذا يتناقض مع أهداف شهر رمضان والحكمة العظمى من الصوم، وقد تتخيل الأم ان أفراد الأسرة سيأكلون كثيرا من الطعام نظرا لساعات الجوع أثناء الصيام، ولكن بعد ذلك لا يأكلون إلا القليل وربما عن الأيام العادية، وبهذا تسرف ربة البيت في إعداد الأطعمة المتنوعة، فلماذا إذن حمى الشراء للسلع والمواد الغذائية وتخزينها تلبية لموائد تضم الأطعمة والأشربة المتنوعة ؟.