يحيى رباح - النجاح الإخباري - نقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية انتقادات حادة وجهها الجنرال (باراك) رئيس وزراء إسرائيل الأسبق من فوق مسرح تل ابيب الى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحالي، تتعلق بخضوع نتنياهو الى ابتزازات اليمين ـحيث قبل نتنياهو بهذا الابتزاز على امل بقائه في موقعه. وقال باراك ان نتنياهو يخترع كل يوم امام الإسرائيليين هتلرا جديدا، تعبيرا عن سياسة الخوف السائدة في إسرائيل، وقال ان خطة الرئيس ترامب لتحريك عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قد تكون الفرصة الأخيرة، وقال باراك ان نتنياهو يراهن على الفوضى وينتظرها.

هذه هي احدى المرات التي يجد نتنياهو نفسه تحت النار بانتقادات قاسية من احد اقطاب السياسة الاسرائيلية الذي لم يعرف عنه يوما انه كان متراخيا او بشكل خاص لطيفا مع الفلسطينيين، ولكن زيارة ترامب الأخيرة للمنطقة، وعقده ثلاث قمم في السعودية، ثم زيارة إسرائيل وفلسطين، ولقائه مع الرئيس أبو مازن، والاشادة به، قد تركت مبررا للقلق في إسرائيل، ليس من قوى واشخاص محسوبين على اليسار فقط، بل من قوى الوسط واليمين أيضا، ملخصها ان نتنياهو يكرر نفسه، وانه يخلق حالة من الخوف حول موضوعات غير مفهومة، مثل القدس ويهودية الدولة، وهي موضوعات يصر نتنياهو على تكرارها الممل لارضاء اليمين الأكثر تطرفا، وينذر بأن العلاقة بين إسرائيل والادارة الأميركية الجديدة قد لا تكون في احسن احوالها، وهذا ما لا يريده معظم الشعب الإسرائيلي، واذا وقف نتنياهو علنا ضد الجهود التي يبذلها الرئيس ترامب وادارته، فقد تجد إسرائيل نفسها في موقف العداء المكشوف المصالح الأميركية، وهذا شيء ليس سهلا على الاطلاق.

وتصريحات باراك التي أدلى بها فوق مسرح تل ابيب هي علامات فارقة، ويجب ان نتحلى بمزيد من الانتباه والتأمل لالتقاط كل الفرص المتاحة، وان نثبت اننا شريك سلام قوي ومؤهل لان موضوع حرية فلسطين واستقلالها في دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران والقدس الشرقية عاصمة لها لا يضاهي في الأهمية أولوية أخرى وهو ما تحاول حماس ان تفعله كل يوم برفض اليد الممدودة اليها من قبل الشرعية الفلسطينية، الامر الذي يبقيها خارج الملعب وخارج الحضور تكرر الاشارات التي ثبت ان لا احد يتعامل معها بجدية، مثل حالات الخلل العقلي والأخلاقي الذي يعبر عنه بين وقت وآخر فريق الجنون أمثال محمود الزهار وصلاح البردويل والخطوات التي تشبه القفزات الانتحارية مثل تعيين نائب عام لغزة خارج القانون والدستور، وتعيين وكيل لوزارة العدل في غزة والتثبت بالانقسام والانفضال رغم السقوط الهائل الذي جذبه، وأشياء ساقطة أخرى تحدث كل يوم.

نتنياهو يكاد يتنازل عن صلاحياته لصالح المستوطنين والمتعصبين لقاء استمراره في الوجود، وحماس تتنازل عن أي دور لها مقابل الانقسام ، وكان نتنياهو لا يجد شريكا يعتمد عليه سوى هذه العقول المختلة في حماس، فيا لسوء النهاية.