نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: دخل الأسرى في سجون الاحتلال اليوم الثالث من إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي أوقد شعلته من مدينة نابلس أول أمس احتجاجًا على سياسات إدارة سجون الاحتلال بحقهم، ولتحقيق جملة مطالب وضعتها قيادة الإضراب على رأسهم القيادي الأسير وعضو اللجنة المركزية للحركة "مروان البرغوثي".

صدى الإضراب وصل واشنطن ..

وقبيل الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس، وصل صدى إضراب الأسرى إلى واشنطن وهي نقطة تسجل للإضراب، إذ نشرت "نيويورك تايمز" منذ اليوم الأول لاشتعال الفتيل، أيضاً مقالاً، كتبه قبطان الإضراب القيادي "مروان البرغوثي"، ليصل بذلك صوته لنخب العالم،بما فيها تعبئة إنسانية، وهو يروي قصص عذابات الأسرى، والجانب القانوني، وروى قصة اعتقاله أولَّ مرة، منذ كان في الثامنة عشر، وتعذيبه عاريًا بضربه على الأعضاء التناسلية، بقصد إفقاده القدرة على الإنجاب، واستمراره في النضال وابنه الآن في الواحدة والثلاثين من عمره.

رسائل مزدوجة

أولى هذه الرسائل التي وجهها الأسرى في إضرابهم، وكتبها بكلماته مروان البرغوثي، هي أنَّ هناك حقوق للأسرى يجب أن تلبى، وثاني الرسائل هي تبني خطاب حركات التحرر التي تعلن "لن نستسلم"، وهو خطاب قوّة موجه للعالم (كما في مقالة نيويورك تايمز)

أمّا الرسالة الثاني فوصلت الداخل وهي أنَّ التناقض اليوم هو مع الاحتلال، والباقي تناقضات هامشية، وأنَّ من يريد أن يحل التناقض الثانوي من خلافات وتنافسات داخلية، فإنَّ أفضل ميدان لذلك هو مواجهة الاحتلال .

وثمة من يرى أنَّ إضراب الأسرى القائم بالدرجة الأولى لن يكون مقتصرًأ على المطلب الخدماتية والحياتية داخل السجن وإنما تعدا ذلك إلى تأسيس جديد للحرية وصياغة للخطاب الوطني بكل تجلياته.

تطورات المعركة ..

وتواصل مصلحة السجون إجراءاتها العقابية بحق الأسرى، سيما المضربين منهم، إذ نقلت إدارة سجن "عوفر" أمس الأسرى المضربين فيه إلى القسم (11) في نفس السجن، وذلك بعد تحويله إلى قسم عزل، بعد أن قام سجّانو الاحتلال بتفتيش الأسرى المضربين تفتيشًا عاريًا قبل دخولهم القسم، وتجريدهم من جميع ملابسهم وتزويدهم بملابس "الشاباص" (الملابس بنية اللون الخاصة بالسجن)، إضافة إلى تزويدهم ببطانيات قذرة.

 بدورها قالت منظمة الصليب الأحمر الدولي: إنَّ قرار إسرائيل منع زيارة الأسرى المضربين من قبل عائلاتهم ومحاميهم حق كفلته  الشرائع الدولية كافّة، وعلى راسها اتفاقية جنيف الرابعة.

وقالت المنظمة في تغريدة لها على موقعها على توتير: إنَّ حق الزيارات العائلية للمعتقلين الفلسطينين المحتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي هو حق منصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة.

في الميادين ..

ويواصل الشارع التحامه مع الأسرى في اضرابهم بعد أن نصبت الخيام في مراكز وميادين المدن الرئيسية لضمان استمرار الفعاليات التضامنية معهم في مختلف محافظات الوطن وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي.

توتر في إسرائيل ..

في السياق ذاته، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إنَّ الإضراب عن الطعام الذي بدأه الإثنين نحو (1200) أسير من شأنه أن يزيد التوتر بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية خلال الأيام القادمة إذا  طال أمد الإضراب في وقت تعلن فيه إدارة ترامب سعيها لإعادة تحريك عملية السلام.

واعتبرت الصحيفة أنَّ البرغوثي حصد أمس أول نجاح له، عندما كتب من سجنه مقال رأي نشر في "نيويورك تايمز"، وهو المقال الذي قوبل بانتقادات شديدة في إسرائيل، كونه لم يذكر أسباب سجنه.

ورأت الصحيفة مكمن الخطر في إضراب الأسرى عن الطعام بالنسبة لإسرائيل، هو التوحد خلف مطالب البرغوثي ومن بينها إلغاء الاعتقال الإداري، السماح بوقت أطول للزيارات الأسرية، استئناف التعليم الأكاديمي، ومشاهدة القنوات التلفزيونية.

يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى تطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين، مؤكّدا في تغريدة له على حسابه على "توتير"، دعمه لتطبيق هذه العقوبة مثلما تنصُّ عليها القوانين العسكرية الإسرائيلية.

تاريخ الإضرابات

ويذكر أنَّ عدد الإضرابات الجماعية التي نفذتها الحركة الأسيرة منذ عام (1967)، (23 )إضرابًا، كان آخرها الإضراب الجماعي الذي خاضه الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال عام (2014)، واستمر (63) يومًًا، مع التأكيد على أنَّه ومنذ عام (2012)، نفَّذ الأسرى خاصة الإداريين عشرات الإضرابات الفردية، والتي ما زالت مستمرة.

ذخيرة الإضراب ...

ويعيد "النجاح الإخباري" نشر أبرز العناوين العريضة لمطالب الحركة الأسيرة وذلك في سياق التذكير بها والتأكيد عليها.

أولًا: إنهاء سياسة العزل الانفرادي.

ثانيًا: إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

ثالثًا: تحسين الأوضاع المعيشية للأسرى بما يشمل:

– تركيب تلفون عمومي للأسرى في السجون والأقسام كافّة بهدف التواصل إنسانيًّا مع ذويهم.

– إضافة قنوات فضائية تلائم احتياجات الأسرى بحد أدنى (18) قناة.

– تركيب تبريد في السجون وتوفير وسائل تهوية داخل الغرف.

– إعادة المطابخ والمخابز للسجون  كافّة ووضعها تحت إشراف الأسرى الأمنيين.

– السماح للأسرى بشراء احتياجاتهم كافّة من الخضراوات.

رابعا: تحسين ملف الزيارات للأسرى بما يشمل:

– إعادة الزيارة الثانية التي تمَّ إيقافها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

– انتظام الزيارات خاصة لأسرى غزة كل أسبوعين وعدم تعطيلها من أيَّة جهة.

– أن لا يمنع أي قريب من الدرجة الأولى والثانية من زيارة الأسير.

– زيادة مدة الزيارة من (45) دقيقة إلى ساعة ونصف.

– السماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر.

– عمل مرافق لراحة الأهل عند باب السجن.

– إدخال الأطفال والأحفاد تحت سن (16) عامًا مع كل زيارة.

– إدخال الكتب، والصحف، والملابس، والمواد الغذائية، والأغراض الخاصة للأسير عند الزيارات.

خامسا: الملف الطبي بما يشمل:

– إنهاء سياسة الإهمال الطبي

– إغلاق ما يسمى "مستشفى سجن الرملة" لعدم صلاحيته بتأمين العلاج اللازم.

– إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري.

– إجراء العمليات الجراحية بشكل سريع.

– إدخال الأطباء ذوي الاختصاص من الخارج.

– إطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة ذوي الإعاقة والأمراض.

– عدم تحميل الأسير تكلفة العلاج.

سادسا: البوسطة بما تشمل:

– تأمين معاملة إنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة.

– إرجاع الأسرى إلى السجون من العيادات والمحاكم وعدم إبقائهم في المعابر.

– تهيئة المعابر للاستخدام البشري، وتقديم وجبات الطعام.

– التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات الفلسطينيات سواء بالنقل الخاص واللقاء المباشر من دون حاجز خلال الزيارة.

سابعا: ملف التعليم للأسرى بما يشمل:

– إعادة التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة.

– السماح للأسرى تقديم امتحانات التوجيهي بشكل رسمي ومتفق عليه.

اجندة اليوم الثالث نقلًا عن وكالة "وفا" الرسمية...