مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - ينطبق المثل الشعبي  "مصائب قوما عند قوم فوائد"  على الواقع الذي يعيش به الغزيين جراء تفاقم ازمة الكهرباء من حين لأخر ليقترب الحديث عن توقف محطة توليد الكهرباء مع انتهاء المنحة القطرية، لتظهر تجارة ظهرت منذ اعوام قليلة جراء استغلال ازمة الكهرباء من قبل بعض تجار خطوط الكهرباء ليستفيدوا من اشتراكات المواطنين  خصوصا في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية في القطاع

ليلجأ مواطني قطاع غزة لطرق واساليب عدة لتفادي حدة ازمة الكهرباء التي تصاحبهم منذ عام 2007 حتى يومنا هذا، متخدين تلك الازمة التي تعمل على شل حركتهم مستخدمين العديد من الطرق مرورا في لمبة الكاز و الشموع، مروا بمولدات البنزين الصغيرة، و بطاريات يو بي أس وصولا للاشتراك في خطوط المولدات كبيرة الحجم لتصبح مهنة وتجارة لبعض المواطنين "تجار الكهرباء" في القطاع المحاصر.

فمعاناة انقطاع الكهرباء في غزة لا تنتهي فهي تروي حكايات غريبة لمواطني غزة، و جمله حكاياتها مأساوية هي لسان حال كافة المواطنين في كل وقت و حين لكونها أساس ولا يستغنون عنها حتى لوقت قليل.

و بات يفضل بعض المواطنين اصحاب المحلات التجارية للمواد الغذائية و اللحوم للجوء للاشتراك بالمولدات الكبيرة الحجم التي تتواجد بشكل كبير داخل القطاع لتشغيل ما يلزمهم من اجهزة.

الحل الانسب

المواطن ممتاز صيدم الذي يمتلك محل تجاري لبيع اللحوم المجمدة و أحد المشتركين بأحد الخطوط ليشير خلال حديثه للنجاح الاخباري بانه لا تتواجد حلول انسب للتغلب على ازمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر و خاصة لكوني اعتمد على الكهرباء بشكل اساسي بعملي و بدون ذلك اتكبد خسائر فادحة جراء فساد اللحوم.

ليوضح صيدم بان الفكرة اتت خلال اشتراك جيرانه من المحلات التجارية من احد المواطنين لأقوم في الاشتراك بدون تردد لكونه الحل الوحيد المطروح بين ايدي لتفادي شراء الوقود للمولد الصغير و فضلا  عن شكاوي الجيران من الضوضاء التي تصدر من المولد الصغير،

 بقوله أن هذه الفكرة بنظري الأفضل والأنسب لحل مشكله الكهرباء التي مشكله حالنا وذلك لارتباط عملنا في الكهرباء بشكل اساسي ولقد واجهنا مشاكل كبيرة في المولدات الصغيرة فعندما طرحت هذه الفكرة من قبل الآخرين ورأيت الأغلبية يأخذ خط ويضئ محله ولا يوجد أي شكاوى فقد تشجعت وقمت بالاشتراك وقد تخلصت من الضوضاء التي كان يصنعها المولد الذي أضعه على باب المحل وكان يشتكي منه المارة والمقبلين على المحل للشراء .

و ينوه المواطن ميسره سلمي بانه يعتبر تلك الفكرة بالجيدة و لكن ليست مع كل اصحاب المولدات لكون كل شخص منهم يقوم بوضع تسعيرة خاصة به مما يترك المجال مفتوحا اماهم للتلاعب بالمواطنين و استغلالهم بالعديد من الطرق في ظل الحاجة الماسة للتيار الكهربائي.

ويضيف بان أهم  الأسباب التي جعلت تجار الكهرباء امر مستغل لانعدام تواجد ضبط لتلك العملية من قبل الجهات المعنية او تواجد تسعيرة متفق عليها فيما بين تجار الكهرباء بشكل متقارب.

 القائمين بالأمر

يشير محمد مرتجى احد القائمين على الفكرة بأن  أسباب القيام في مثل هذه  الخطوة لكثرة المعاناة التي واجهتها في توفير الكهرباء اللازمة من اجل عملي فقمت بجلب العديد من المولدات التي يتراوح قوتها إلى 3 و 5 كيلو ولكن لا تعمل أكثر من 6 شهور وقبل عامين قمت بشراء مولد قوته 10 واط وقمت بوضعه فطلب احد الجيران خط ومن هنا بدأت الأمور تتسع كل يوم وخلال شهرين قمت ببيع المولد وشراء مولد اكبر قوته 50 واط .

ويضيف بأنها ليست عمليه مجازفة المضي بمثل هذا الأمر لتواجد عائد مادي ومستمر من قبل الأشخاص المستفيدين من الأمر وما يجعل الامر سهل انه يوجد أشبه بتسعيرة متفق عليها ، ومن المشتركين يأخذ 2 أمبير وتحسب تكلفتهم 15 شيكلا و بعض المشتركين يأخذ في الساعة و تحسب  4 شيكلا .

وينوه  انه لا يوجد أي شكاوي من قبل المواطنين وذلك لعدم تواجد المولد في منطقة سكانية بل تم وضعه في ارض خالية قريبة من السوق، وفي الوقت الحالي فانه يوجد قرابة 25 مشترك يستفيد من الأمر ويوجد منهم من يطلب سعه اكبر من المقدمة له ، مشيرا إلى انه خلال انقطاع الكهرباء يعمل المولد بشكل مستمر على مدار الساعة .

ومن جانب أخر يوسف عقل احد القائمين على الفكرة يقول بأنني قمت بشراء مولد الكهرباء الذي تصل قوته إلى  25 كيلو واط  وذلك منذ أكثر من عامين وكان الدافع الأساسي من شراءه هو عمل شبكة كهربائية وتوزيعها على المحلات حيث وصل عدد المشتركين إلى أكثر من 80 مشترك ، وكان الهدف من القيام بالأمر هو دافع جمع الأموال لاعتبارها  تجارة مربحه بشكل جيد ويوجد عائد مادي خلال فترة زمنية قصيرة .

وأضاف مشيرا إلى طبيعة ساعات  عمل المولد يتم إشعاله قرابة غروب الشمس وحتى ساعات الليل و يتم محاسبة المشتركين على نظامين منهم يشترك  بنظام الساعة وثمنها 5 شيكلا ومنهم يشترك  بنظام الأمبير و يدفع على اثنين أمبير يوميا 18 شيكلا و 4 أمبير  22 شيكلا ، وذلك لو قد عمل المولد 12 ساعة أو ساعة فالسعر كما هو  وبالنسبة لمكان تواجد المولد فتم وضعه  بأرض خالية تبعد عن السوق وحركة المواطنين قرابة 150 متر .

وتبقى الظلماء تسود منازل و شوارع و احياء قطاع غزة منذ عشرة اعوام ماضية تاركه خلفها تجارة ترهق جيوب المواطنين ليبقى التساؤل الاهم لماذا لا توجد حلول للازمة المصطنعة من قبل إدارة غزة.