أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - كثيرة هي الظروف الاقتصادية التي تدفع المواطن في قطاع غزة الى العمل بما يتاح له ، فالخريج الجامعي واحدٌ من شرائح المجتمع الذي يعاني من سنوات غزة العجاف ، انتشار الفقر وارتفاع نسبة البطالة وقلة فرص العمل دوافع كفيلة بأن يعمل فيها الخريج الجامعي سائق " تكتك" لنقل البضائع وغيرها ، لذا لجأ الكثير من الشباب اصحاب الشهادات العلمية والجامعية لشراء واقتناء التكتك للعمل فيه في مجال النقليات امام قوت يوم لا يتعدى 30 شيكل .

ولعل القاطن في قطاع غزة يرى حجم التكاتك التي تقطع الطريق مسرعة كدليل على حجم الطلب المتزايد عليها من اصحاب المعامل والمصانع او عمال البناء .

مراسل النجاح الاخباري تطرق الى مهنة التكاتك محاوراً بعضا من اصحابها فالشاب " نادر " يقول " تخرجت من الجامعة قبل ثلاثة اعوام ولم احصل على أي فرصة عمل حتى فكرت في فتح مشروع مكتب خاص بتجمع التكاتك واكن وسيطا بين السائق والزبون " مضيفاً لا اجد أي وسيلة اخرى تلائم مكانتي خريج جامعي .

اما الشاب محمد خريج اللغة الانجليزية يقول " منذ ان تحرجت قبل عامين ونصف لم احظى بفرصة التوظيف لكل مرة اتقدم لامتحانات المعلمين وتكون الفرصة للأوفر حظاً .

مؤكداً " كانت فكرة شراء التكتك للعمل مناسبة لي كخريج جامعي فالتعب فيها قليل الى حد ما والمشروع بحد ذاته متوسط التكلفة "

ولا يختلف الحال كثيرا لدى مؤمن فاقتناءه التكتك كان بهدف العمل فيه بتجارة الشيبس قائلاً " اشتريت التكتك وبدأت اذهب الى مصانع الشيبس في غزة وتعاقدت معها وبدأت ابيع كمندوب لهم والحمد لله الوضع اليوم افضل من قبل بالنسبة لي ".

وبرغم الفائد التي يحققها التكتك لاصحابه  الا ان الشاب احمد صبح لا يطيق النظر اليها بعد ان فقد حركته مصابا بشللا رباعيا بعد حادث سير جعله مقيد الحركة قائلا ومتحسراً " لم اكن اعلم بان عملي على التكتك سيصيبني بالشلل اشتريته للعمل والان احتاج الى حياة جديدة ابداً بها بما يناسب وضعي ".

الخبير في الشأن الاقتصادي نهاد نشوان يقول لمراسنا " بدا خلال سنوات الحصار الاخيرة توجه الكثير من فئات الشباب العاطلين عن العمل بتقديم خدمات النقل اللوجستي الخاصة بالمواطنين من الاجهزة كهربائية ، الاثاث المنزلي ، مواد البناء والانشاء والاعمار من خلال ما يسمى (التكتك) نظرا للطلب وحاجة السوق المتواصلة لهذه الخدمات اضافة الى الاسعار المنخفضة مقارنة بوسائل النقل الاخرى

مضيفاً "ساهم  التكتك في تزايد عدد العاملين في هذا المجال نظرا لاهتمام المواطن الحصول على الخدمات باقل تكلفة ممكنة ، وعليه مثل هذا الجانب تخفيف ولو بسيط من معاناه الكثير من العاطلين عن العمل ،

مشيرا ً "العمل يتم بصورة عشوائية وغير منظمة علما انه يصنف اقتصاديا ضمن المشروعات الصغير التي تلبي دخل محدود يمكن الاسر من العيش ومواجهة الفقر الشديد الذي تعاني منه غزة".