نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكَّد الكاتب والمحلل الأردني حلمي الأسمر أنَّ "معركة استرداد غزة" بدأت في التحقق بعد أن كانت محض تكهنات وتسريبات وسيناريوهات محتملة على مدار أحد عشر عامًا من سنوات الانقسام الفلسطيني.

واعتبر الأسمر في تصريح لـ"النجاح الاخباري" الأحد أنَّ ما وصفها بالمعركة بدأت تتحول بالفعل إلى وضع التنفيذ بعد تعطيل دام لسنوات طويلة عبر رزمة من الخطوات العملية.

ويقول الكاتب الأسمر: " إنَّ القرار ربما اتُخِّذَ على مستوى القمة العربية الأخيرة التي جرت في البحر الميت في (التاسع والعشرين من الشهر الماضي).

 وكانت لقاءات فلسطينية عربية جرت بالفعل على هامش أعمال القمة وذلك في ظل ما نشر حول تنسيق مواقف القيادة الفلسطينية مع الزعماء العرب.

ورأى الكاتب الأسمر: "أنَّ الرئيس محمود عباس يرمي من خلال إرسال وفده السداسي إلى القطاع  لعرض ما وصفها بـ"خارطة طريق"  والتي تحمل شعارًا مصيريًّا  لحماس عنوانه" سلم تسلم" وذلك بهدف قبول "العرض" وليس التفاوض عليه.

وردًا على سؤال يتعلق بمواصلة قبول حركة حماس خارطة الرئاسة ،شدَّد الأسمر على أنَّه في حال رفضت غزة التفاهم فقد نكون أمام مفترق يؤشر إلى أنَّ زمن المصالحات الفلسطينية قد انتهى بالفعل.

وحذَّر الأسمر من ما وصفه بـ"الصيف الساخن جدًا" ..

وتوقع الأسمر أن ينعكس ذلك على الارض في وقتٍ هدَّدت فيه القيادة بسلسلة من الاجراءات غير المسبوقة ومنها : أزمة كهرباء حادة، وقف مستحقات التنظيمات والأسرى والشهداء، إحالة الجميع للتقاعد ضمن خطة مدروسة، إقفال المعابر، وقف تمويل كل الوزارات التي ترسل أموالها من قبل الحكومة الفلسطينية في رام الله.

وتابع الأسمر: "حتى الآن ترفض حماس كل ما أعلن، ويبدو أننا مقبلون على صيف ساخن جدًا، في ظل إعلان رسمي أنَّ وفدًا فلسطينيًّا من رام الله في طريقه لغزة لإبلاغ حماس بالحل الجديد، وليس للتفاوض على مصالحة."

دعم إقيليمي ..

وعلى الساحة الإقيليمة توقع الأسمر أن يسعى الرئيس الفلسطيني لتسجيل موقف عربي موحد تتبناه أمريكا للسيطرة على القطاع، وذلك في سياق السعي لفرض حلٍّ إقيلمي ما يتطلب وفقًا لما تراه القيادة الفلسطينة لاستعادة الوحدة الوطنية قبل تنفيذ الحل الجديد، ومقابل هذا، تتفهم أمريكا حاجة الفلسطينيين إلى مساعدات مالية، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتتعهد الإدارة الأمريكية برئاسة "ترامب" على مواصلة دعمها لفكرة "حل الدولتين".

من جانبها قالت حركة حماس على لسان القيادي في الحركة "إسماعيل رضوان":  أنَّ حركته مصرِّة على أنَّ أيَّ لقاء مع وفد اللجنة المركزية لحركة فتح القادم إلى قطاع غزة، يجب أن يكون ضمن الإطار الوطني، وليس لقاء ثنائيًا بين حركتي فتح وحماس فقط.

وأشار إلى أنَّه حتى اللحظة لم يتصل أحد بالحركة لترتيب زيارة الوفد إلى القطاع، مرحِّبًا في الوقت ذاته بالوفد على أن يكون اللقاء ضمن الإطار الوطني.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، "جمال محيسن"، إنَّ وفد مركزية فتح، الذي يتوجه قريبًا إلى قطاع غزّة، "مكلف بإيصال رسالة إلى حركة حماس، إما التراجع عن الخطوات الأخيرة، أو ستكون هناك خطوات قادمة غير متوقعة" على حدّ تعبيره.

وتابع في تصريح نشرته وكالات عربية: "وفد المركزية سيطلب من (حماس) تسليم حكومة الوفاق الوطني قطاع غزة بشكل فعلي، وإلا ستكون هناك خطوات من القيادة، لا تتوقعها "حماس"، ونحن لا نتحدث هنا عن عمل عسكري حتى لا يتم تضليل أهالي غزة من قبل البعض، وإنما خطوات سياسية".

مبادرة للمستقلين ..

في السياق أطلق التجمع الفلسطيني المستقل مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة بين حركتي فتح وحماس، تتضمن إنهاء الإنقسام وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ووضع الحلول الجذرية للمناكفات السياسية بين الطرفين على قاعدة أنَّ الشعب مصدر السلطات وهو من يُقرر مصيره عبر استفتاء شعبي عام في قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، يُحمِّل المواطنين مسؤولية اختيار الإبقاء على حكومة الإدارة الجديدة في غزة أو تمكين السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني من مباشرة عملها وفق اقتراع نزيه تُشرف عليه الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال والتجار والصناعيين، فضلًا عن الإستعانة بخبراء من المؤسسات الدولية ومن ذوي الإختصاص.

وأوضح رئيس التجمع الفلسطيني، الخبير في القانون الدولي "د. عبدالكريم" شبير في تصريح لـ"النجاح الاخباري"  أنَّه استند في مبادرته على القانون الأساسي الفلسطيني المعدل سنة (2003) والذي نصَّ على أنَّ الشعب مصدر السلطات، من أجل انقاذ الوضع الراهن والقائم في قطاع غزة، وتحديد مصيره السياسي، بعدما اتخذت القيادة الفلسطينية عدّة خطوات أبرزها خصم (30%) من رواتب الموظفين العموميين، للخروج من عنق الزجاجة، وإنهاء الإنقسام وإتمام المصالحة الوطنية على أسس سليمة تكفل سير العملية الديمقراطية وتعزيز الإختيار الشعبي.

ومن المقرر، أن يصل وفد اللجنة المركزية لحركة فتح إلى قطاع غزة الأسبوع الجاري، للتحاور مع حركة حماس حول بعض الأمور من ضمنها تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء الإنقسام وإجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسيّة.