نابلس - النجاح الإخباري - كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة، عن توصل السودان إلى اتفاق مبدئي مع الكيان الإسرائيلي لوقف العدائيات، وبدء خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات بينهما بوساطة أميركية.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدر سوداني رفيع، أن هذا الاتفاق أُنجز خلال اجتماع مع وفد أميركي - إسرائيلي كبير عقد في الخرطوم أول أمس الأربعاء.

وقد عقد الجانبان اجتماعات سرية مع وفد التفاوض السوداني، بحضور رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتم بحث تفاصيل صفقة واسعة تشمل شطب السودان من القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب، وتخصيص مساعدات مالية للسودان، وتحرير الأموال السودانية المحتجزة في الولايات المتحدة، وإقامة علاقات كاملة مع "إسرائيل".

وأضاف المسؤول السوداني أن الأطراف تعمل حالياً على إتمام إجراءات لتحديد موعد ومكان وطريقة الإعلان عن الاتفاق، وترتيب محادثة هاتفية رباعية تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والبرهان وحمدوك، للاتفاق على الصيغة النهائية للبيان، سيعلن تفاصيله الرئيس ترامب خلال الأيام المقبلة.

"أسوشيتد برس": مسؤولون سودانيون يؤكدون قرب التطبيع مع "إسرائيل" ويكشفون تفاصيل الاتفاق المقبل

في ذات السياق، أكدت وكالة "أسوشيتد برس" نقلا عن مسؤولين سودانيين، أن حكومة الخرطوم تعتزم قريبا الحذو حذو الإمارات والبحرين في إبرام اتفاق سلام مع "إسرائيل".

وذكر مسؤول سوداني عسكري رفيع المستوى للوكالة أن الوفد الإسرائيلي-الأمريكي الذي زار الخرطوم الأربعاء الماضي (وضم القائم بأعمال مدير مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رونين بيرتس، وكبير مدراء شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، ميغيل كوريا) التقى هناك رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وكبير مستشاري رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، بهدف "وضع آخر اللمسات على اتفاق إقامة العلاقات".

وأشار مسؤول سوداني ثان إلى أن الاتفاق القادم سيشمل مساعدات واستثمارات "إسرائيلية"، لاسيما في قطاعي التكنولوجيا والزراعة في السودان، مؤكدا أن المسؤولين الأمريكيين و"الإسرائيليين" تعهدوا أيضا بالبحث مع حلفائهم الخليجيين والغربيين في إمكانية تقديم استثمارات إضافية وتخفيف عبء الديون المترتبة على حكومة الخرطوم.

ولم يكشف المسؤولان السودانيان موعد الإعلان عن توصل بلدهم إلى اتفاق التطبيع مع "إسرائيل"، قائلين إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعلن عن الاتفاق "في أي لحظة".

ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن الصفقة المتوقعة تتوقف على تطبيق السودان تعهداتها بتقديم تعويضات بقيمة 335 مليون دولار إلى الأمريكيين المتضررين جراء التفجيرين اللذين استهدفا عام 1998 سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا، عندما كان زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن مقيما في السودان.

وأكدت الخارجية الأمريكية أمس أن السودان أبلغها بأن تحويل الأموال سيتم سريعا.

هذا ونفى مسؤولون سودانيون أن قرار الولايات المتحدة برفع اسم السودان من قائمة الارهاب الامريكية، له علاقة بالتطبيع مع "إسرائيل"، وأكدوا أن هذا ملف منفصل.

يشار إلى أن الشعب السوداني والمعارضة السودانية يرفضون تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" تحت أي ظرف كان، ورفض ربط رفع اسم بلادهم من لائحة الارهاب باسرائيل، كون الملف تم انجاز كل ما هو متطلب منه من تعويض ضحايا تفجيرات أودت بحياة أمريكيين من قبل تنظيم القاعدة التي كان زعيمها اسامة بن لادن مقيم في السودان آنذاك.