النجاح الإخباري - انشغلت الصحافة الإسرائيلية  بخبر مفاده ان السلطة الوطنية تسعى لتشكيل قائمة يهودية عربية لخوض الانتخابات القادمة في إسرائيل.

وركّز الخبر على ان هوى السلطة في رام الله يتجه نحو تعزيز مكانة حزب ميريتس بتوفير أصوات عربية له، تؤهله لزيادة عدد اعضاءه في الكنيست الثانية والعشرين.

واضيف الى الخبر قولٌ اراه غير دقيق وهو ان القائمين على السلطة في رام الله غاضبون على المرشحين العرب الذين فككوا القائمة المشتركة رغم الجهود الحثيثة التي قامت بها السلطة والرئيس محمود عباس لخوض الانتخابات السابقة ضمن قائمة مشتركة.

نصيحتي الاولى.. لا لزوم لجهد يبذل في هذا الاتجاه، ذلك ان قدرات السلطة الوطنية في التأثير المباشر على الانتخابات الإسرائيلية محدودة للغاية ، وفي جانب آخر تحقق نتائج عكسية قد يكون ابرز ضحاياها حزب ميريتس الذي لن يلائمه الاتهام الجاهز من قبل خصومه بانه لا يتلقى الدعم من الجمهور العربي في إسرائيل فقط وهذا امر شرعي ومباح الا انه يتلقاه من رام الله وهذا يثير جدلا واسعا وشائكا حول استقلالية ميريتس وطروحاتها السياسية التي هي الأفضل من بين كل الطروحات التي يتناقش حولها الشارع الإسرائيلي بكل اطيافه.

نصيحتي الثانية ان نستمر كما كنا دائما في اعتناق مبدأ اهل الانتخابات الإسرائيلية ادرى بشعابها، فسواء كانوا عربا ام يهودا فلندعهم يقررون خطواتهم دون تخل مباشر من جانبنا بل ندعم ما يتفقون عليه وما يطلبون منا بحكم درايتهم لتضاريس ومنعرجات الرأي العام في إسرائيل الذي يجلب أصواتا او يطردها.

هكذا كان موقفنا وهكذا كانت سياستنا تجاه الانتخابات في إسرائيل منذ اليوم الأول الذي قررنا فيه تقديم دعم علني للقوائم التي تتبنا سياسة تلائمنا سواء كانت عربية ام يهودية.

ونصيحتي الثالثة وهي تتعلق بالمصداقية، فقبل ان نبذل جهدا دؤوبا للعمل على ساحة الانتخابات الإسرائيلية، فلم لا نبذل جهدا في امر يخصنا اكثر وهو اجراء الانتخابات في بلادنا، فنحن اكثر احتياجا لها وخصوصا في هذه الظروف التي يقف كل شيء يتعلق بنا امام أبواب مغلقة، فلا المصالحة تتقدم ولا التهدئة مع غزة تتحقق وفق الاحتياجات الفلسطينية ولا معركتنا لمنع العرب من المشاركة في ورشة البحرين أتت بالنتيجة المؤملة.

ان خبرة اشقائنا واصدقائنا الذين سيخوضون الانتخابات في إسرائيل أكثر عمقا ونضجا من خبرتنا، لهذا فالأفضل لنا ولهم تركهم وشأنهم يقررون ما يرونه مناسبا لمعركتهم وبرامجهم واهدافهم.

داعمون نعم.. اوصياء لا، هم يقررون ونحن نبارك، حتى دعمنا لهم ينبغي ان يكون خاضعا للوسائل التي يحددونها هم وليس لاجتهاداتنا التي كثيرا ما تكون غير ناجعة.

لا أحد يستطيع قطع الصلة بيننا وبين اشقائنا على مختلف اجتهاداتهم وراء الخط الأخضر عربا او يهودا، الا ان هذه الصلة بحاجة الى ترشيد يتولى اشقاؤنا واصدقاؤنا المهمة الأساسية في تحديد وسائلها، حتى وان اختلفوا فلابد أخيرا من ان يتفاهموا ويتفقوا ونحن هنا مع الخلاصة ولا لزوم للغرق في المقدمات.