نابلس - إيناس حاج علي - النجاح الإخباري - انتهى العام الدراسي، وأقبلت الإجازة الصيفية، التي تُعدّ "كابوساً" على الكثير من الأسر، فالأبناء طاقة وحيوية تحتاج إلى قنوات لتصريفها. وهكذا تعاني الكثير من الأسر من كيفية ملء فراغ أبنائها وبناتها الذي يقارب ثلاثة الأشهر. 

وتقول الأخصائية الاجتماعية في معهد النجاح للطفول فرح دروزة، إنَّ أضرار الفراغ على النشء والمجتمع، وما قد يسببه من جنوح وانحراف لهؤلاء الفتية واضح غير خفي.

فالفراغ كما توضح دروزة لبرنامج هوانا الوطن الذي يبث عبر فضائية النجاح ينعكس على صورة الفرد عن ذاته؛ إذ يرى نفسه وقد أصبح بلا جدوى وبلا منفعة، وبلا هدف، مما يجعله يبحث عن الهروب والميل إلى الحيل النفسية، بعيداً عن المواجهة وتحمّل المسؤولية، فنجده قد يستخدم المسكرات والمخدرات، والبحث عن الرذيلة علَّه يجد متعة أو لذة "

وفي هذا الصدد تقدّم دروزة خطَّة لتنظيم وقت الطفل وتتضمن: 

تنظيم النوم بطريقة يجب أن لا تكون بشكل مبكّر أو متأخر، بل تتناسب مع الحاجة، ونظام استخدام الأجهزة الإلكترونية والتلفزيون حيث من المهم أن يقوم الأهل بتنظيم هذا الاستخدام من خلال برنامج، ويفضل عدم استخدامها الى جانب تخطيط الوقت بشكل مسبق أسبوعيًّا بحيث يكون الوقت غير مضغوط، ومريح بنفس الوقت دون خنق الطفل بالأنشطة اليومية المبالغ فيها.

وتنصح دروزة بإشراك الطفل في الأعمال المنزلية لأنَّ الطفل يشعر بالانتماء عند المشاركة في الأعمال المنزلية.

"من المهم قضاء الوقت مع الطفل لأنَّ العطلة هي الوقت الوحيد الذي يكون فيه مشاركة حقيقية خاصة في القيام بأعمال في منزل ويمكن أن يكون هناك فرصة لاكتشاف المدينة التي يعيش فيها الطفل والمكتبات والأماكن الأثرية، هذه الأنشطة هي جزء خارج عن الروتين الحياتي وتحمل رسالة تصل للطفل حيث تعطي الطفل قيمة المكان الذي يعيشون فيه" أضافت دروزة.

وتطالب دروزة بأن يكون تخطيط برامج العطلة الصيفية لأبنائنا من الصغار والكبار مؤهلاً لبناء طفل، ومراهق، وشاب قادر على خدمة مجتمعه، من خلال الدورات التدريبية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية، والفنية، والاستشارات الأسرية، واستخدام أفضل أساليب توصيل المعلومات، والتركيز على القيم، والتميز في خدمة الوطن، والسعي لاستغلال وقت أبنائنا خلالَ العُطلة الصيفية، وإخراجهم من جو المدرسة إلى جو المرح، والرفاهية، والمعرفة، وتنمية روح التعاون بين الجميع. 

إضاءة

البرامج الصيفية تعطي مزيجًا من المتعة والتعلم المفيد والنافع الذي يجذبهم للمشاركة الفاعلة ويجعلهم يستمتعون بإجازاتهم في المراكز الصيفية، وذلك بالتنسيق مع المناطق التعليمية لتمنحهم الاستمتاع والتعلّم في قالب من التشويق والنشاط الذي يفرّغ طاقاتهم ويكسبهم المهارة والخبرة، ولدى الطالب العديد من الخيارات لهذه الرحلات، كالأنشطة التراثية والثقافية، والأنشطة الفنية والموسيقى وألعاب ومشاريع ودورات في الطهي، كما ستتوفَّر الأنشطة العلمية والرياضية، واللغة الانجليزية، وبرامج لإكساب الطالب فنون حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات، فضلاً عن الأنشطة البدنية كالسباحة والفروسية وغيرها الكثير.