نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أعرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأمين عام حزب الشعب بسام الصالحي، اليوم الأحد، عن استغرابه واستنكاره الشديدين من محاولات حركة حماس الذهاب إلى تفاهمات تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي بعيداً عن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وقال الصالحي في حوار خاص لـ"النجاح الاخباري": إن "مفاوضات التهدئة الجارية حالياً بين حماس والاحتلال مع الأسف الشديد تختلف تمام الاختلاف عن المفاوضات التي تمت خلال تهدئة حرب 2014 برعاية مصرية في حينه".

وأضاف أن تفاهمات حرب 2014 تمت من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أُديرت بصورة وطنية شاملة وأُسقط منها محاولة استغلال "إسرائيل" الواقع البائس في غزة؛ من أجل فرض استحقاقات سياسية أو من أجل تنفيذ مشروعات سياسية في القطاع".

وشدد الصالحي على أن إدارة الشأن الفلسطيني يجب أن تتم في إطار الحفاظ على التماسك العام في الشرعية الفلسطينية، مطالباً في الوقت ذاته أن يكون هناك تفاهم مصري فلسطيني أكبر حول ما يجري في قطاع غزة.

وأشار إلى أن "الأشقاء في مصر تحركهم الرغبة في عدم الذهاب إلى حرب جديدة عدوانية على غزة"، مستدركاً "ولكن هذا وقت غير كافي لتمرير هذه التفاهمات، الذي يجب أن تتم عبر منظمة التحرير".

كما ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حركة "حماس" للعمل على تطويق اتفاقيات المصالحة، معتبراً المصالحة أقصر الطرق لحماية حقوق شعبنا الوطنية والإنسانية وأفضل مدخل من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.

وبحسب الصالحي فإنه لا أحد يريد حرباً جديدة على قطاع غزة "ونحن نتفهم رغبة شعبنا في تجنب عدوان إسرائيلي على القطاع، ونتفهم حجم الضائقة الاقتصادية والمعيشية بسبب الحصار الإسرائيلي". مستدركاً "أن كل ذلك لا يبرر الذهاب إلى المربع التي تريده "إسرائيل" والإدارة الأمريكية بمقايضة الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني بالمنافع الإنسانية وأحياناً حتى بالمنافع بحسابات السلطة من قبل حركة حماس"، مؤكداً ان أقصر الطرق لمجابهة كل هذه المخاطر ولحماية حقوق شعبنا الوطنية والمعيشية هي إنهاء الانقسام، والعمل في إطار منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وعن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول قطاع غزة وضم الضفة الغربية، يرى الصالحي أن هذه التصريحات إعادة إعلان عن احتلال قطاع غزة من قبل "إسرائيل".

وتابع "عندما يطرح نتنياهو الأمر وكأن أمر غزة والضفة هو شأنه وبيده كل شيء فهو يؤسس على أنه يريد احتلال قطاع غزة مرة أخرى"، مؤكداً أن العبرة من هذه التصريحات يجب أن تكون بالمسارعة بشكل فوري من أجل انهاء الانقسام فوراً.

وأردف "بدلاً من أن تستظل حماس من تصريحات نتنياهو عليها أن تقرأ المغزى الخطير له، وأن يعلن الجميع الاستعداد لتطبيق ما تم الاتفاق عليه لقطع الطريق على محاولات إسرائيل لتعزيز كيان إسرائيلي في قطاع غزة، وهي الخطة الاستراتيجية التي طرحها شارون سابقاً والتي يكملها نتنياهو بشكل احترافي الآن".

ورداً على تصريحات نتنياهو حول ضم أراضي الضفة الغربية، شدد الصالحي على أن الفلسطينيين متمسكون بالأراضي الفلسطينية وبإنهاء الاحتلال عن أراضيهم.

وقال " كما يسعى نتنياهو من أجل أن يضم الضفة الغربية فعليه أن لا ينسى أيضاً حيفا واللد والرملة فهي أيضاً مدن فلسطينية تم احتلالها في عام 1948، وهذا لا يغير من الواقع على أنها أراضي الشعب الفلسطيني التي احتلت من الحركة الصهيونية".

ويرى أمين عام حزب الشعب أن نتنياهو يعيد الصراع إلى بدايته، مجدداً تأكيده أن الشعب الفلسطيني مصمم انجاز حقوقه الوطنية وعلى حقه في تقرير المصير مهما كانت التضحيات.

وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، قال مساء أمس السبت، أنه يأمل الذهاب إلى طريق الهدوء في قطاع غزة ، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية بالضفة الغربية.

وأضاف "سننتقل إلى المرحلة التالية المتمثلة في تطبيق السيادة الإسرائيلية تدريجياً على الضفة الغربية، ولن أتنازل عن المستوطنات فيها، وكل بؤرة استيطانية هي جزء من إسرائيل ولن نُخليها كي يملأ الفراغ الإسلام المتطرف". بحسب تعبيره.

كما أكد نتنياهو في مقابلة أخرى، على رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في قطاع غزة، منوهاً إلى أن إسرائيل مستفيدة من الانقسام الفلسطيني.

وقال: إن "الخيار الحقيقي هو احتلال غزة والسيطرة عليها، وليس هناك أحد يمكن أن تعطيه غزة.. وأنا لن أعطيها لرئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن"، لقد فُطعت العلاقة بين غزة وبين الضفة الغربية، هذان كيانان منفصلان، وأعتقد أنه على المدى البعيد، هذا ليس أمرا سيئا بالنسبة لإسرائيل.

وأشار إلى أن غزة في "ضائقة اقتصادية هائلة، وحماس ملجومة وتريد فترة هدوء، كي تصمد أمام الضغوط الهائلة في غزة، والضائقة الاقتصادية هي مشكلة حماس. لكن الضائقة الإنسانية هي مشكلتنا. مشاكل الصحة والأوبئة، التي قد تنتقل إلينا. والهدف هو الردع، ولكن منع مشاكل بيئية وإنسانية قد تمس بنا".