النجاح الإخباري -  أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الجمعة، تقريرا تحدثت فيه عن "الاثار المدمرة" لمسيرات التي تشهدها حدود غزة منذ عام.

وبحسب التقرير فإن أعداداً كبيرة من المواطنين في قطاع غزة وخاصةً من فئة الشباب استشهدوا فيما جرحت اعداد اخرى منهم وأصبحوا بحاجة إلى مساعدة طبية ونفسية اجتماعية طويلة المدى.

واستنادا إلى أرقام مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية، فإنه وحتى الخامس عشر من آذار 2019  استشهد ما مجموعه 192 مواطناً (بمن في ذلك 40 طفلا) فيما أصيب أكثر من 28,000 بجراح.

وأعربت الأمم المتحدة ضمن هذا السياق عن مخاوفها حيال الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال خلافا للمعايير السارية بموجب أحكام القانون الدولي.

وأشار التقرير، وفقا لشهادات تم جمعها، عن "الأثر المدمر" للمظاهرات الأسبوعية على أرواح وسبل معيشة وصحة المواطنين وتأثيرها على خدمات الوكالة أيضا.

وعبر التقرير عن قلق الأونروا وتأثرها العميقين جراء استشهاد 13 من طلبتها، وجرح 227، معظمهم تتراوح أعمارهم ما بين 13-15 سنة، وجراء احتمالية عدم قدرة الطلبة المصابين على الاستمرار في دراستهم، وخصوصا من يضطر منهم للغياب عن مقاعد الدراسة لفترات طويلة.

وقال مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي "منذ أن بدأت المظاهرات السلمية الكبيرة قبل سنة، لم يستشهد حوالي 200 شخص فحسب، بل عانى آلاف آخرون من إصابات ستظل ملازمة لهم للأبد".

وأضاف "الخسائر المأساوية وغير الضرورية للأرواح، وعدم قدرة المصابين على العمل أو على العودة إلى المدرسة إلى جانب التداعيات النفسية طويلة الأجل لهذا العنف ستؤثر عليهم لسنوات عديدة قادمة، الأمر الذي يزيد من يأسهم".

ويقول التقرير "إن العنف المستمر وآثاره المأساوية قد فرضت ضغطا على مكونات النظام الصحي والاجتماعي في غزة، بما في ذلك الخدمات المقدمة من قبل الأونروا".

وأشار إلى ان الضرر الواقع على الأطفال على وجه الخصوص كان عاليا، خصوصا مع وجود 20% (533 شخص) ممن تمت معالجتهم من إصابات مرتبطة بمسيرة العودة الكبرى في عيادات الأونروا الصحية دون سن الثامنة عشرة، معظمهم من الصبيان (95%.)"

وعلاوة على الأثر الجسدي، فإن "العنف" المرتبط بمسيرة العودة الكبرى قد كان له أثر كبير على الرفاه النفسي الاجتماعي والصحة العقلية للاجئي فلسطين في غزة، وتحديدا لأولئك الذين شهدوا العنف والعائلات التي عانت من إصابات نتيجة لها.

ويشير التقرير إلى أن المرافق الصحية للأونروا البالغ عددها 22 مرفقا في غزة، دأبت على تقديم المساعدة لأولئك الأفراد ولعائلات المتضررين جراء المظاهرات الأسبوعية، ولكنها عانت تحت ضغوط كادت أن تؤدي إلى درجة الانهيار نتيجة للتعامل مع 2729 مريضا إضافيا.

ويقول شمالي "نحن نفعل كل ما بوسعنا من أجل استيعاب الضغط الهائل على مرافقنا الصحية والمرافق الأخرى".

وأضاف "على أية حال، فإن علينا أن نتذكر أنه، وعلى الرغم من أن المظاهرات تحدث في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة وأكثر من 12 سنة من الحصار الإسرائيلي، فإن السياق الأكبر هو الوضع الحرج للاجئي فلسطين الذي هو بحاجة إلى حل عادل ودائم".