نابلس - النجاح الإخباري - قال نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس للعلاقات الدولية، والقائم

بأعمال رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، إنَّ الوصول لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، يشكِّل الأساس لحل كلّ قضايا منطقة الشرق الأوسط، ومن دون حل القضية الفلسطينية فإنها ستبقى مصدرًا للتوتر والشعور بالظلم والقهر وعجز المجتمع الدولي، وسببًا من أسباب انتشار التطرف في العالم أجمع.

وأضاف في كلمته خلال مؤتمر (فالداي) الدولي حول الشرق الأوسط بموسكو، بحضور عدد من قادة روسيا ودول الشرق الأوسط، إنَّ المساعي الأميركية الحالية في المنطقة تهدف لتغيير وجهة الصراع، وحرف أنظار الدول و الشعوب العربية عن عدوها الحقيقي الذي يحتل أرضها وينتهك حقوقها ويدنس مقدساتها، وخلق عدو جديد للأمة العربية.

وجدَّد شعث رفض الفلسطينيين "صفقة القرن" التي أعدَّتها الإدارة الأميركية وباشرت بتنفيذها خلافًا لإرادة المجتمع الدولي كلّه، مشيرًا إلى وجود تغيرات عالمية ستفقد معها الولايات المتحدة الأميركية سطوتها وهيمنتها الأحادية على العالم، وخاصة مع بروز قوى دولية عظمى وانتقال العالم إلى عالم متعدد الأقطاب.

 مؤكّدًا أنَّ روسيا الحليف الاستراتيجي لفلسطين لها دور كبير في العالم الجديد، إلى جانب الصين والهند واليابان وأوروبا ودول أميركا اللاتينية.

وأوضح أنَّ صفقة القرن الأميركية قائمة على انتقال الإدارة الأميركية من موقف الدعم والانحياز للموقف الاسرائيليإلى الاصطفاف والشراكة الكاملة في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وقد باشرت إدارة ترامب تنفيذ هذه الصفقة المعادية، والمخالفة للقانون الدولي  بدءًا من الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية لها، ثمَّ من خلال المساعي لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بقطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ومحاولة إعادة تعريف اللاجئ، ثمَّ الصمت والتواطؤ مع سياسات حكومة الاحتلال لتكثيف الاستيطان وتوسيعه، وتهويد القدس، وحصار السلطة الوطنية ماليًّا واقتصاديًا عبر القرصنة والسطو اللصوصي على أموال الضرائب الفلسطينية.

وقال شعث: إنَّ القيادة الفلسطينية متمسكة بخيار السلام بوصفه بديلاً للاحتلال وسفك الدماء، وهي ترفض بقاء الإشراف الأميركي الأحادي على أي عملية سلام أو مفاوضات مقبلة، وتتمسك بإيجاد مرجعية دولية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وتشارك فيها الدول الكبرى والأمم المتحدة.

وأكَّد أنَّ كلَّ المؤامرات، وحتى المجازر والحروب التي خيضت ضد الشعب الفلسطيني لم تفلح في كسر إرادته وثنيه عن التمسك بحقوقه الوطنية الثابتة في العودة والحرية والاستقلال بدولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالي فإنَّ الضغوط الأخيرة والعقوبات والإجراءات المعادية لن تنال من عزيمة شعبنا ولا إرادته وتمسكه بحقوقه.

والتقى شعث على هامش مشاركته في المؤتمر بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين الروس وعدد من الشخصيات الدولية المشاركة، وكذلك مع نخبة من ممثلي مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية.

وقدَّم شعث شكره وتقديره للموقف الروسي الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وحيّا بشكل خاص الجهود الروسيّة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ورفض روسيا الصديقة المشاركة في مؤتمر وارسو، معربًا عن أمل الفلسطينيين في دور أكبر لروسيا في الجهد الدولي لحل القضية الفلسطينية.