هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - جددت وزارة التربية والتعليم العالي، رفضها المطلق لأي خطوات أو محاولات قد تتخذها وكالة الغوث الدولية "الأونروا" أو أي جهة كانت، بحق المناهج الفلسطينية سواء بحذف أو تعديل أو إضافة إي مواد تتعارض مع فلسفة المناهج، وتتعارض مع ما تتضمنه الكتب المدرسية من مضامين تتصل بالهوية الوطنية أو الموروث الثقافي والاجتماعي والوطني لشعبنا، وحول هذا قابل "النجاح الإخباري" أطراف الأزمة الحالية، لتوضيح مواقفهم.

لن نسمح بالمساس في المناهج الفلسطينية

وأكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور لـ"النجاح الاخباري" أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" اتخذت خطوة اعداد مواد اثرائية إلى المنهاج الفلسطيني، وفوجئت التربية بها.

وأشار الخضور إلى أن التعامل مع هذه المواد الإثرائية كبديل للمنهاج الفلسطيني، وتحريفه أمر مرفوض تماما، قائلا "المنهاج الفلسطيني رمز من رموز السيادة الفلسطينية، وثابت من الثوابت الوطنية، ولن نسمح بالمساس به".

وأضاف الخضور أن الأونروا لم تتخذ موقفا حتى اللحظة حول الموضوع ولم تتواصل التربية معها، مشيرا إلى أن البيان الذي أصدرته التربية أمس كفيلا بأن تعيد الأونروا النظر بقرارها وتتراجع عنه.

وقال "ان التواصل مع الأونروا سيكون قريبا، للحديث عن هذه التجاوزات، موضحا أنه رغم ذلك، إلا أننا اعتدنا أن تستجيب الأونروا لمطالبنا والالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم.

الأونروا ترد على الاتهامات 

بدوره أوضح  مستشار مدير عمليات وكالة الغوث للشؤون السياسية والمحلية، كاظم ابو خلف لـ"النجاح الاخباري" أن وكالة الغوث لا تملك الصلاحية لتغيير منهاج الدولة المضيفة.

وأضاف أن الاونروا لديها المقدرة والرغبة بأن تقدم موادا اثرائية تكميلية، بحيث لا تتعارض مع الهوية الوطنية أو القيم، وتحاول المؤسسة الأممية ترويجها.

وعقب أبو خلف على اتهام الأونروا بتقديمها للمواد تحت الضغوط الاسرائيلية، او تحريفها للمنهاج، قائلا "للناس أن تقول ما تشاء، ونحن كمؤسسة تابعة للأمم المتحدة لدينا في مجال العمل الانساني ما يسمى بالاستقلالية التشغيلية وقيمنا الخاصة، سواء بفلسطين أو غيرها، متسائلا هل رأى المتهمون المواد المطروحة".

وأضاف أن تواصل الأونروا مع كل الأطراف ذات الشأن مستمرا، مشيرا إلى أن يوم الأحد القادم سيعقد اجتماعا للبحث في الأمر بدائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية.

ونوه إلى أن الأونروا تحترم موقف اللجان الشعبية بدعمها للتربية، لافتا إلى أن الإجتماع سيصل بنا إلى صياغة مشتركة ترضي كل الأطراف.

اللجان الشعبية: الأونروا تتصرف بناء على ضغوطات اسرائيلية

وعن موقف اللجان الشعبية لخدمات مخيمات اللاجئين أكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة أحمد شامخ ذوقان لـ"النجاح الاخباري" أن عملية تدخل الأونروا في المناهج الفلسطينية، هو تعامل عنصري، مشيرا إلى ان الوكالة لم تتدخل بمناهج الدول الخمس الموجودة فيها، مثل سوريا والاردن ولبنان.

واعتقد ذوقان أن التدخل بالمناهج نتيجة ضغوطات اسرائيلية، لافتا إلى أن المؤسسة يجب أن تكون حيادية، فهي انشئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين وليس للتدخل بالمناهج، وان أرادت ذلك فلماذا لم تتدخل بالمناهج الاسرائيلية العنصرية؟.

وأضاف أن اللجان الشعبية للمخيمات اعربت عن عدم رضاها عن تصرفات ادارة التعليم في الوكالة، وعدم الاهتمام بالعملية التعليمية بشكل كامل، وكانت الردود تتمحور حول أن الوكالة متفقة مع التربية على أن لا يتم احداث تغيير جذري في المناهج، قائلا "ولكن ما يحدث تغيير جوهري ببعض المواضيع".

ونوه إلى أنه في الوقت الذي نطالب به عدم تغيير المنهاج، تعقد الوكالة ورش عمل للمعلمين تتمحور حول التغيير في المنهاج.

وقال ذوقان "في حال لم تستجب الأونروا لمطالبنا، سندعو المعلمين في الوكالة إلى ضرورة الإلتزام بالمناهج الفلسطينية في عملية التدريس، وعدم الاستجابة لمطالب الأونروا، وقد يلحق ذلك احتجاجات شعبية، مؤكدا على أن اللجان الشعبية مؤيدة لموقف التربية والتعليم.

 يذكر أن الأشهر الأخيرة شهدت الحديث عن مادة إثرائيّة تحاول "الأونروا" إدخالها على المنهاج في مدارسها، وعبّرت عدة أطراف عن رفضها لمحتوى المادة الذي اعتبروه مُخالفاً للقيم الوطنيّة وله تأثير على الهويّة الفلسطينية، وفيه مصادرة لحق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال الواقع على أرضهم.