النجاح الإخباري - بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الحرب على قطاع غزة، أصبح الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا بشدة حول كيفية تحقيق النصر في الحرب، وكذلك الأمر بالنسبة للمسؤولين الثلاثة الكبار في حكومة الحرب الذين يحاول كل واحد منهم تجيير الأمور لصالحه.

وأدت المكائد والخلافات بين المسؤولين الثلاثة- نتنياهو - غالانت - غانتس- الطامح كل منهم في الحكم إلى توتر العلاقات والتأثير على صنع القرار في زمن الحرب.

وتتمركز الخلافات حول قرارات ثلاثة مهمة، وهي: اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واليوم التالي للحرب، وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، والآن يضاف لهم قضية مهمة طارئة تتعلق بكفية الرد على الهجوم الإيراني.

والقرار الذي قد يتخذونه قد يؤثر على مجرى الحرب ليس فقط في قطاع غزة، وانما على الإقليم ككل، فإيران تهدد برد ساحق على أي هجوم إسرائيلي جديد، وهو ما قد يملي معركة إقليمية يكون لها انعكاسات كبرى على النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

مصالح نتنياهو تتحكم بإسرائيل

ويرى المختص بالشأن الاسرائيلي وائل عواد في حديث لـ"النجاح" أن الخلافات بين هؤلاء الثلاثة وأحيانا أخرى يضاف لهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي هي خلافات نابعة عن تباين في وجهات النظر، إذ إن نتنياهو يشد إلى طرف والبقية يشدون إلى أطراف أخرى، حتى غالانت أحيانا مع نتنياهو في الشد وأحيانا عكسه".

وأضاف عواد: "الخلافات حول اقتحام رفح وفي كل شيء تقريباً، لأن هناك قناعة إسرائيلية بأن نتنياهو يدير الأمور وفق مصلحته الشخصية والمحافظة على بقائه على كرسي الحكم".

وتابع: "من الغريب أحيانا نجد أنفسنا نقول ونسمع بأنه دولة مثل إسرائيل يديرها أو ما يحرك الموضوع فيها هي مصلحة شخص واحد".

وحول إن كانت هذه الخلافات ستؤثر على الحرب على قطاع غزة، قال عواد: "أعتقد أن التجارب أثبتت بأنه على كل مفترق حقيقي بعد الخلافات يصلون كلهم إلى مرحلة اتفاق على أن أمامهم عدوا خارجيا يجب أن يتوحدوا ضده".

الضعف وانعدام الثقة 

من جانبه، يقول غيورا إيلاند، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق لصحيفة وول ستريت جورنال: "إن انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة (نتنياهو- غالانت- غانتس) واضح للغاية وبالغ الأهمية".

وقال عوفر شيلح، النائب السابق في الكنيست، والمحلل العسكري في معهد دراسات الأمن القومي: “أهم شيء بالنسبة لنتنياهو هو بقائه السياسي.. كلما طال أمد الوضع الحالي، زادت فرصه في البقاء رئيسا للوزراء".

ويحاول نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل، بشكل متزايد توجيه حرب غزة بنفسه، في حين يُنظر إلى غالانت وغانتس على نطاق واسع على أنهما يحاولان استبعاد نتنياهو من القرارات.

وكان غانتس، الجنرال الذي قاد آخر حرب كبرى لإسرائيل ضد حماس قبل عقد من الزمن، قد أعرب في السابق عن رغبته في الإطاحة بنتنياهو من منصب رئيس الوزراء.

ودعا في وقت سابق من هذا الشهر إلى إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر/أيلول بعد أن تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص ضد طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب، في إشارة إلى أن قاعدة غانتس أصبحت محبطة بسبب دوره في الحكومة التي يقودها نتنياهو.

ويجتمع أعضاء مجلس الوزراء الثلاثة يوميًا منذ الهجوم الذي شنته إيران يوم السبت، وتعهدوا بالرد لكنهم تركوا طبيعة الرد وحجمه وتوقيته غامضاً.

وحول قدرات إسرائيل في فتح جبهة حرب مع إيران، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي وائل عواد أن العالم اجمع بعد السابع من أكتوبر بات يعرف أن إسرائيل لا يمكنها حماية نفسها بنفسها، وأضاف: "يعني من السخرية، أمس قرأت مقالاً يقول بأن إيران أبلغت عن موعد وطريقة وتقريبا كل تفاصيل الهجمة عمليًا، لأن إيران نفسها ليست "مركنه" (لا تعول) على إسرائيل بعد السابع من أكتوبر... فخافت أن تضرب ضربة تطلع الضربة أكبر من اللازم، فلذلك أبلغت..".

ويتابع عواد لـ"النجاح": "رغم ذلك هناك 9 صواريخ أصابت قواعد عسكرية، وأتلفت طائرة نقل جنود وأصيب مدرج غير مستعمل".