رويدا عامر - النجاح الإخباري - استطاع الخريجون في قطاع غزة التغلب على قلة فرص العمل بتوظيف معلوماتهم ومواكبتهم للتطور التكنولوجي بما يخدم مجالات حياتهم، والذي من الممكن أن يكون انطلاقة لهم نحو سوق العمل، هذا ما قام به الشابين محمد ابو فارس وباسل بن سعيد طلاب الوسائط المتعددة ونظم معلومات ادارية، بتحويل السيارات البلاستيكية التي تعتبر ألعاب تسلية أطفال الى روبوت بإضافة بعض القطع الالكترونية وأدوات تكنولوجية متطورة لإظهار التغيير عليها .

كان لـ" النجاح الاخباري" حديث مع محمد أبو فارس لتوضيح فكرة تطوير اللعبة قائلاً" الوضع الاقتصادي بغزة والحصار المفروض عليها لا يمكننا من انجاز روبوت من مرحلة الصفر لعدم توافر الامكانية اللازمة، وان توافر بعض منها سوف تكون التكلفة عالية جداً، ولا يستطيع الجميع الحصول عليها، فمن هنا كان منطلق التفكير بصناعة روبوت بتكلفة قليلة جداً من خلال استخدام ألعاب الأطفال وتحويلها الى روبوت يمكن التحكم فيها من خلال الهاتف المحمول، وبهذا يصبح المجتمع الغزي قادر على التعامل مع التكنولوجيا بطريقة فعالة ".

أما عن بداية تنفيذ المشروع يقول باسل بن سعيد" بدأت خطوات التنفيذ كمشروع تخرج للجامعة ووجدنا اقبال وموافقة الجميع على هذه الفكرة، وبالأخص أن نادراً من الأشخاص الذين تتوافد لهم فكرة عمل كهذه، وكان الخطوات بتجميع السيارة من خلال وضع بعض القطع الالكترونية عليه، ومن ثم بناء تطبيق جوال يسهل على المستخدم التحكم بالسيارة، واستكشاف المناطق التي من الصعب الوصول إليها".

ويضيف قائلاً" كما ونستطيع استخدامه في استكشاف المناطق الخطرة التي قد تسبب فقد في حياة الانسان، فتكون السيارة عبارة عن روبوت ينقل فيديو وصورة وصوت للمكان الذي يتحرك به، بالإضافة الى وجود بعض التأثيرات التي يمكن أن تضاف الى الفيديو اذا كانت السيارة تتنقل في وقت متأخر من المساء" .

أما عن أهداف المشروع قال " الهدف الرئيسي هو السيطرة ع حركة السيارة بشكل كامل، حيث أنها تقوم بعملية الاستكشاف بشكل واضح وبهذا الشي فهي تحافظ على أرواح الأشخاص وتقلل الوقت الجهد والتكلفة، كما لاستكشاف المناطق الحدودية والأراضي هناك التي لا يستطيع الأشخاص الوصول اليها بسبب قوات الاحتلال المنتشرة هناك"

ويسترسل حديثه قائلاً" لا يتوقف هذا الأمر على السيارة فقط بل يمكن استخدام طائرة الألعاب الخاصة بالأطفال، وتحويلها مثل السيارة محمولة بكاميرا لكي تستخدم للتصوير في مجال الاعلام وبهذا تكون أقل تكلفة وأسرع وتعطي دقة أكبر".  

القطع الالكترونية المضافة الى السيارة مختلفة ومتعددة بحيث تكون أداة الكترونية وتكنولوجية مستفاد منها حيث ذكرها محمد أبو فارس قائلاً" يوجد العديد من التطويرات التي سوف يتم اضافتها مثل بعض الحساسات التي تقيس درجة الحرارة وتساعد على كشف الحرائق، وأيضاً اضافة GPS الذي سوف يستخدم لعرض خريطة في التطبيق ثم اختيار نقطة ما عليها وانتقال السيارة الى هذه النقطة تلقائياً واختيار أقصر طريق لذلك".

ويضيف قائلاً" وكان يوجد فيه حساس يوقف حركة السيارة في حال وجود عوائق أمامها مثل حائط أو غير ذلك، ويمكننا اضافة قطعة للتحكم بحركة المواتير، وقطعة لاستقبال الأوامر من تطبيق الجوال، ومراجعة الصور والفيديو من خلالها للجوال، وقطعة تربط جميع الالكترونيات ببعضها، كما ويمكن استبدال الكاميرا بجوال صغير لعدم توافرها ".

الحصار كان سبب في استغراق وقت أكبر لإنهاء مشروع تخرج الشابين هذا ما وضحه بن سعيد لـ" النجاح الاخباري" قائلاً" استغرقنا من الوقت شهر ونصف والعوائق تمثلت في عدم وصول القطع الالكترونية لغزة التي ثم شرائها من خلال الانترنت، كما ويتوافر البعض منها بغزة ولكن بأسعار ثمينة نوعا ما تم استبدال القطع الأخرى ببدائل تسد الحاجة بأقل تكلفة" .

ويضيف قائلاً" نشجع الشباب على مواكبة التطور التكنولوجي والذي يجعلنا بموازية الدول الاخرى ، فعلى الرغم من قلة الامكانيات ووجود الدعم الكافي للأفكار الريادية من قبل مؤسسات احتضان الرياديين الا أننا نحاول أن نوصل أفكارنا للعالم، ونحن بانتظار مؤسسة أو جهة ما تتطلب من عمل مشابه يفيد عملنا لتقديم التطويرات اللازمة على الروبوت".

هذا ويذكر أن قطاع غزة يخرج الآلاف من الخريجين سنوياً والكثير منهم يسجل في احصائيات البطالة لعدم توافر فرص العمل، وذلك بسبب الحصار الذي تعيشه غزة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن يحاول هؤلاء الخريجين بتحدي البطالة من خلال الفكر الريادي الذي ظهر مؤخراً في جميع القطاعات المجتمعية، الا أنه لا تزال قلة الامكانيات والدعم المادي لهم حاجز كبير يعجز قدراتهم على العمل.