همسة التايه - النجاح الإخباري - رغم إستخدام الإحتلال الإسرائيلي لأحدث الوسائل والتقنيات الأمنية والعسكرية على معبر الطيبة جنوبي غرب مدينة طولكرم لرصد كافة التحركات والسيطرة على المكان، إلا أن الأزمة الخانقة والإكتظاظ المتزايد والتي يسعى الإحتلال لتفاقمها قبل دخول العمال للمعبر، كانت ولازالت تشكل معاناة حقيقية يتجرع ألمها كل من يجتاز المعبر.

وتتزايد حالات الإختناق والإغماء والإصابات نتيجة التدافع والتزاحم الشديدين على بوابة المعبر، في ظل دعوات ومناشدات العمال المتكررة للنقابات والجهات المعنية، بضرورة الإطلاع على واقع حالهم على المعبر وإيجاد حلول سريعة لمعاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم، ووضع حد للإكتظاظ والفوضى.

وقبل أيام قليلة، ونتيجة التدافع الشديد، تعرض العامل نضال نصر الله (47) عاما من مدينة طولكرم، لإصابة في يده اليمنى أثناء إنتظاره للدخول للمعبر، وذلك بعد إلتصاق جسده بعمود حديدي والضغط عليه بقوة من قبل الأعداد الهائلة من العمال والذين تتزاحم أجسادهم وتترنح بمشهد لا يمكن وصفه " على حد قوله.

وطالب العامل نصر الله بضرورة الإطلاع على معاناة العامل الفلسطيني، خاصة وأن الساحة الخارجية لا تكفي للأعداد الهائلة التي تدخل المعبر والتي تقدر بالآلاف.

وأشار إلى أن الساحة الخارجية والتي تضم أربعة مسارب بينهم واحدا للنساء لم يعد كذلك، نتيجة الإكتظاظ والتزاحم الكبير بينهم وبين الرجال. مشيرا إلى أن كافة الإجراءات الأمنية تشكل إذلالا وقهرا للعامل الفلسطيني.

وإتفق العامل رياض فحماوي، والذي يعمل في البناء منذ 20 عاما ويضطر إلى الوصول للمعبر مع ساعات الفجر الأولى، مع نصر الله،  إلى ضرورة العمل بشكل عاجل وسريع على تنظيم حركة العمال من خلال توفير رجل أمن فلسطيني خارج المعبر من أجل إنهاء حالة الفوضى القائمة عند "المسارب" الأربعة.

وطالب بضرورة توفير حمامات للعمال من الجانب الفلسطيني خاصة وأن الحمامات الموجودة غير كافية، بالإضافة إلى توفير مياه للشرب.

ولم تكن الشابة منال جربان من مخيم طولكرم والتي إضطرتها الظروف المعيشية للعمل في اراضي عام (48) منذ ثلاث سنوات بأحسن حالا من بقية العمال الذين يتجرعون الألم والقهر والمرارة.

وكشفت عن إجراءات التفتيش المذلة والمهينة بحق كافة العمال وتحديدا "النساء" حيث يتم إدخالهم إلى غرفة "الليزر" وهي غرفة زجاجية بحجم الشخص يتم خلالها كشف جسد كل من يدخلها بشكل عاري.

وأشارت إلى معاناتها والعاملات كافة  عند الدخول لساحة المعبر من الجانب الفلسطيني في ظل الإزدحام والأزمة، مطالبة المسؤولين كافة والجهات المعنية ضرورة العمل على تنظيم حركة المعبر وإيجاد آليات لإجبار النساء والرجال على حد سواء الإلتزام في الأماكن المخصصة لكل منهما.

وحسب محمد بليدي الأمين العام لإتحاد النقابات الجديدة في فلسطين، يقدر عدد العمال الذين يجتازون المعبر، بحوالي 20000عامل بينهم 1000 عاملة، حيث يضطرون إلى الإنتظار منذ ساعات ما قبل الفجر، لضمان وصولهم إلى أماكن عملهم في الوقت المحدد.

وشدد بليدي على أن السبب الرئيسي والمباشر لتفاقم الأزمة الخانقة على المعبر، هو الإجراءات الإسرائيلية غير الإنسانية  المتبعة، والتي تهدف إلى تأخير كل من يجتازون المعبر من عمال ومرضى ،وتكدسهم فوق بعضهم البعض، لخلق حالة من الفوضى والإرباك.

وتابع:" الإحتلال يتعمد إلى إغلاق حوالي 9 شبابيك أمنية لفحص التصاريح داخل المعبر ، من أصل 16 يجب أن تكون مفعلة، الأمر الذي يزيد من أعداد العمال خارج المعبر وإكتظاظهم بشكل غير مقبول".

وشدد بليدي على ضرورة التصدي لـ "سماسرة" بيع التصاريح، والذين يقومون بإقتطاع حوالي 3000 شيكل من دخل العامل الشهري، وذلك مقابل الحصول على تصريح للعمل داخل الأراضي المحتلة، وتتم عملية الإقتطاع حتى لو لم يتمكن العامل من العمل نتيجة إجراءات المعبر والتي تضطره إلى التأخير وخسارة يوم كامل .

وتابع:"  ما يمر به العامل الفلسطيني،  معاناة حقيقية، وبحاجة إلى وقفة جادة من الجميع للتصدي للسماسرة الذين يقومون بإستغلال العمال، مطالبا النقابات العمالية كافة والجهات المعنية بضرورة الضرب بيد من حديد "سماسرة" بيع التصاريح ووقف ممارساتهم الإنتهازية".

وأضاف:"  دورنا كنقابة يتمثل بفضح إنتهاكات الإحتلال إعلاميا، والضغط من خلال لجان التضامن الأجنبية والدولية والداخل المحتل وكافة المناصرين لقضايا الشعب الفلسطيني، من أجل وقف الإحتلال الإسرائيلي لإجراءاته القمعية واللاإنسانية، وتحديدا على المعابر والتي تهدف برمتها إلى إذلال العامل الفلسطيني وإمتهان الكرامة الإنسانية".