الخليل - أحمد زماعرة - النجاح الإخباري - بشغف وعشق ينتظر المواطنون خاصة  الأطفال حلول فصل الشتاء، ومايتخلله من حلويات  موسمية، تظهر ويزداد الطلب عليها لما تمنحه من طاقة لازمة في البرد.

على رأس هذه الحلويات البسيطة حلوى "رأس العبد"،  تدور عجلة الإنتاج داخل مصنع "أبوخرشيق" منذ بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر إيذانًا ببدء موسم تصنيع وتسويق منتج "رأس العبد" والذي يستمر طيلة فترة فصل الشتاء، حيث إنَّ عملية تسويق وبيع "رأس العبد" تتم في الأجواء الباردة، حفاظًا عليه من الذوبان، وبالتالي تستمر عملية الإنتاج حتى شهر شباط / فبراير.

الخليل والتي تعتبر العاصمة الاقتصادية، تحتضن العديد من الصناعات المختلفة، وتشتهر بها، ومن ضمنها صناعة "رأس العبد" رغم أنَّها صناعة موسمية مؤقتة، إلّا أنَّها تعتبر مصدر رزق للعديد من العائلات والعمال.

خمسة مصانع تفتح أبوابها لتصنيع هذا المنتج في محافظة الخليل، لتشكّل باب رزق للعديد من العمال والموظفين العاملين فيها. منذ نحو (40) عامًا ومصنع رأس عبد "بردايس" يواظب على تصنيع "رأس العبد" دون توقُّف، ووصلت منتوجاته لكافة أرجاء محافظات الضفة الغربية، وتأمين احتياجات السوق الفلسطيني وسدّ احتياجاته طيلة فصل الشتاء، فيما لم تفلح الجهود في تصدير المنتج للأسواق العربية والعالمية، نظرًا لتركيبة "رأس العبد" السميكة والتي تؤدي لتضرره وفقدان القدرة على بيعه.

"في المظهر الخارجي لمنتج "رأس العبد" نرى كريما مغطاة بالشوكالاته مثبتة على قطعة بسكويت دائرية الشكل، لكنَّ المكونات الأساسية تحتوي على بياض البيض المجفف، والذي يتمّ تذويبه بعد نقعه بالماء

مدَّة (12) ساعة، ثمَّ يضاف إليه الماء المخلوط بالسكر " القطر" يشرح رباح برويش مدير الإنتاج في مصنع " بردايس" لتصنيع "رأس العبد" طريقة صنعه.

 

وتابع لـ"النجاح الإخباري":يُحضّر "القطِر" من السكر والماء والجلوكوز، ومن ثمَّ تتم عملية خلط كافة المواد المجهزة في خلّاط، وثمَّ يسير في خط إنتاج كامل تبدأ بتجهيز الكريما وصبّها على البسكويت وتغطيته بالشوكالاته، وعملية التبريد، وصولًا للمرحلة النهائية بتغليفه ووضعه في صناديق معدَّة للتسويق والبيع.

ورغم حفاظ منتج "رأس العبد" على سعره الرمزي المتدني، وصناعته بطريقة تقليدية، لم يؤثر على تصنيعه التطور التكنولوجي والصناعي الحديث، إلّا أنَّه ظهر في الأسواق أطعمة مختلفة منها الموز والفراولة "والموكا" بالإضافة للكريما المذاق الأصلي.

ولم يسلم هذا القطاع من أنياب الاحتلال الذي يحاول التضييق عليه وتعريضه للانتهاكات شأنه شأن باقي القطاعات،في حين تحاول جاهدة مقاومة العوائق التي يضعها الاحتلال، من خلال عمليات استيراد المواد التي تدخل في عملية التصنيع، وحتى تسويق المنتج وتوزيعه بين محافظات الوطن.

وحول هذا قال المدير الإداري في مصنع "بردايس" لتصنيع رأس العبد حميدان أبوخرشيق لـ"النجاح الإخباري": "إنَّ يد الاحتلال تطال حتى هذه الصناعة، من خلال منتجات مصانع الاحتلال التي تغزو الأسواق الفلسطينية، وتحاول أن تضع قدمًا في السوق المحلي لتكون بديلًا أو منافسًا قويًّا للمنتج الوطني الفلسطيني، بكل أسف."

وأضاف أبوخرشيق: "المواد التي تدخل في تصنيع وتركيبة "رأس العبد" تفتقر لوجود مستورد فلسطيني يوفرها للسوق، وبالتالي يضطر أصحاب المصانع لتوفيرها من الجانب الإسرائيلي، والذي يتحكم بدوره بالأسعار كيفما شاء، وعلى حسب أهوائه السياسية ومزاجه العام، على حدّ وصفه".

يوفّر "رأس العبد" حلوى الأطفال البسيط مجموعة فيتامينات (B complex) وبروتينات وقيمة غذائية الجسم بحاجة لها، ما يدعو لزيادة الطلب عليه بحسب أخصائي التغذية ثائر أبوشمسية .

وبيّن أبوشمسية أنَّ البروتينات التي تتضمّنها مكونات رأس العبد مهمة لانقسام الخلايا، وبياض البيض يتضمَّن فيتامينات تعملعلى توازن السيالات العصبية والتي تؤدي إلى تهدئة الأعصاب في الجسم.

تتعدد مسميات "رأس العبد" لكن يبقى الشكلّ والمذاق واحد، ووصفها البعض بالحلوى العنصرية، لما يحمله الاسم من وصف عنصري نسبة للأفارقة العبيد، حتى أُطلق عليه اسم "الطربوش الأسود"، والشتوي، الرأس الأسود، و"الكرمبو".