غزة- مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الالكترونية الحديثة، وغياب رقابة الأهل على أبنائهم من الجنسين، انتشرت ظاهرة التعارف مع أشخاص مجهولين عبر عالم افتراضي الأمر الذي من شأنه أن يوقع الشباب والفتيات ضحيةً للابتزاز المادي والأخلاقي من بعض المجرمين.

من هذا المنطلق خرجت عدة حملات توعوية هدفها توعية جيل يتعامل مع الانترنت بشكل مفرط ومتهور ، كان آخرها قبل يومين ،حيث غرد نشطاء فلسطينيون ، على مواقع التواصل الاجتماعي، بهاشتاق "صحوة" ضمن فعاليات حملة ضغط ومناصرة لمواجهة الابتزاز الالكتروني بحق النساء و الفتيات ،أطلقتها شبكة بالتعاون مع جمعية الثقافة والفكر الحر ، بهدف  رفع وعي المجتمع وخاصة الفتيات والنساء بمخاطر الابتزاز الالكتروني وتعزيز وصولهن إلى الخدمات القانونية وخدمات الدعم والاستشارة.

"النجاح الاخباري"  التقى محمود المبحوح منسق الشباب المشارك عبر السوشيال ميديا وتحدث إلينا عن الفعالية من ناحية مشاركة الشباب الفاعل والرافض لمثل هذه الجرائم الدخيلة على مجتمعنا الفلسطيني المحافظ فقال :"المشروع ضم العديد من الشخصيات الاعتبارية والاكاديمية وممثلين عن مؤسسات حكومية واهلية ،ى وتضمنت معرض صور فوتوغرافي ضم  35 صورة حاكت بشكل إبداعي قصص واقعية عن قضية الابتزاز الإلكتروني الذى تتعرض له الفتيات في قطاع غزة وغيرها من الفقرات التي تعزز هذا الموضوع ،

وأشار المبحوح إلى أن الفريق المشارك  والذي كنت أحد اعضائه قام بالتغريد عبر السوشيال ميديا لتوعية فئة الشباب وكان التركيز على قطاع غزة والضفة الغربية حيث وصل عدد المتلقين لتلك الهاشتاقات لأكثر من مليوني مستقبل وقت اطلاق الفعالية فقط."

وتابع:" هذا النوع من القضايا في الأغلب يعالج عشائريا وبعيداً عن القانون لما للموضوع من خصوصية ، ولأن مجتمعنا الفلسطيني محافظ ،فتتم حل هذا القضايا عشائرياً ويقبل بها الطرفان."

وأكد المبحوح على ضرورة أن ينتبه الأهل على أبنائهم شباب وفتيات من الوقوع في مثل هذه الجرائم .

مها الراعي منسقة الشبكة أكدت على دور وصال والمشروع ومدى استيعاب الجمهور الفلسطيني على الصعيد المؤسساتي والأهلي فقالت: " تأتي حملة صحوة هذه السنة استكمالا لأنشطة الحملة السابقة والتي أطلقتها الجمعية في 2017، ودعوة لاستمرار تكريس الجهود لحماية الفتيات والنساء من مخاطر الابتزاز الالكتروني ، وأيضا لرسم مسارات آمنة للنجاة من الابتزاز الإلكتروني وذلك من خلال اشراك الشباب وضمان مشاركة وانخراط الأشخاص ذوي الاعاقة وفقا لمجموعة من المعايير القائمة على تكافؤ الفرص واحترام نهج حقوق الانسان."

وأوضحت أن تلك الانتاجات هي المرحلة الأولى من الحملة على أن تستكمل الحملة بمرحلتها الثانية على مستوى صناعة القرار والحشد والتأثير على السياسات من خلال تكثيف التنسيق والتشبيك مع الجهات ذات الاختصاص في تنفيذ بعض الاجراءات التي من شأنها توفير الحماية وتعزيز وصول النساء والفتيات الى الخدمات القانونية وخدمات الدعم والاستشارة ، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة  تتضمن جلسة استماع وجلسة طاولة مستديرة بمشاركة الجهات الحكومية والغير حكومية من ذوي الاختصاص وأصحاب المصلحة للبحث في سبل تقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للحالات التي تتعرض لانتهاكات الابتزاز الالكتروني.

رأي القانون

ومن الناحية القانونية أشار المحامي الحقوقي محمد عصفور على وجود هذا النوع من الجرائم رغم أنه منحصر وغير معلن بطريقة كبيرة عدا عن بعض القضايا ولا يأتي مباشرة، وأن ما نسبته 80-90% من جرائم الابتزاز الالكتروني يقف ورائها شخص من الأقارب، بمعنى أن الطرفين شركاء بالجريمة, داعياً الآباء والأمهات إلى متابعة أبنائهم أثناء استخدام الانترنت.

وبين عصفور إلى أن هناك حالات وصلت للطلاق نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي وما خلقته من بيئة خصبة تتيح للعديد ممن يتقون التعامل مع التقنيات التكنولوجية استغلال تلك الأرضية لخلق إشكاليات خطيرة بين الرجال والنساء التي وصلت بمحصلتها لتدمير أسر بأكملها.

وقدم عصفور نصيحة لكل فتاة ، بالمحافظة على نفسها واستخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سليمة وصحيحة قبل الوقوع في المحظور والابتزاز من بعض المجرمين

يذكر أنه هناك قوانين وعقوبات تعاقب مجرمي الابتزاز منها المادة (15) من قرار بقانون (17) لسنة 2017م الخاص بعقوبة الابتزاز الالكتروني الذي ينص على أنه إذا كان التهديد بارتكاب جناية أو بإسناد أمور خادشه للشرف والاعتبار، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة لا تقل عن ألفي دينار أردني ولا تزيد عن خمسة آلاف دينار أردني، أو ما يعادلهما بالعملة المتداولة قانوناً.

كلمة امرأة وأم

على الصعيد الأسري قالت السيدة انتصار غبن عن هذا الجانب الهام وهي والدة لخمسة أبناء أكبرهم 20 عاما وأصغرهم 14 عاما ، "وهي المرحلة الحرجة والصعبة والتي ركزت عليها حملات التوعية والارشاد في القطاع" :" أراقب أبنائي قدر المستطاع وحسب معرفتي بمواقع التواصل الاجتماعي ، أتعرف على أصدقائهم ، وأنصحهم وأمنعهم بنفس الوقت من قبول أشخاص لا يعرفونهم  خوفا عليهم من "أولاد الحرام".

وأوضحت غبن إلى أنها سمعت قصص كثيرة عن وقوع فتيات في قبضة مجرمين في قضايا ابتزاز الكتروني ، مقابل المال وغيره من دوافع سيئة ومشينة ودخيلة على الشعب الفلسطيني.