نابلس - خاص - النجاح الإخباري - حملات اعتقالات واسعة طالت المئات من كوادر حركة فتح من قبل أجهزة أمن حماس، إلى جانب موظفين في معبر رفح البري، إضافة إلى القمع الذي تعرض له المواطنون يوم إيقاد الشعلة .. لم تلق من يشجبها من الفصائل الفلسطينية إلا القليل.. وبين عشية وضحاها وبعد اعلان السلطة سحب موظفيها من معبر رفح بعد ما تعرضوا له من قمع على أيدي أجهزة أمن حماس.. سارعت تلك الفصائل لإدانة واستنكار سحبهم، دون أن ينتقدوا ويتدخلوا لدى حماس لوقف تلك الممارسات.

مسؤولون ومحللون أكدوا لـ "النجاح الإخباري" أن سحب الموظفين من معبر رفح هي خطوة كان يجب أن تنفذ بعد تلكؤ حماس في التزامها باتفاقية 2017.

عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح، أكد أن خطوة سحب موظفي السلطة من معبر رفح هي خطوة من إجراءات تقويض سلطة الأمر الواقع في غزة (سلطة حماس).

وأضاف في تصريح خاص لـ "النجاح الإخباري" :" "نحن لا نفكر بالانتقام من غزة، ولكن يجب أن نعيد غزة إلى الشرعية، وحماس أجرمت بحق غزة منذ انقلابها في عام 2007". كما قال.

من جهته أكد الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، اللواء عدنان الضميري أن السبب الحقيق وراء سحب الموظفين، هو أن السلطة ليس لها أي سيطرة أو مسؤولية على المعبر.

وأضاف الضميري عبر منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك تابعه "النجاح الإخباري" أن موظفي السلطة يهانون يومياً على المعبر من قبل حماس.

وقال "صبر السلطة والعاملين لأكثر من عام كان على أمل استكمال اتفاق ٢٠١٧ في القاهرة، والبداية كانت المعابر، وكان خدمة لشعبنا في فتح المعبر ضمن الشروط الدولية".

وأضاف "هم يعرفون كل ذلك وهم يمرون إلى مصر عبر المعبر ويعرفون كل التفاصيل عن التهريب وإهانة العاملين من قبل مهربي حماس، وان التنسيقات للمرور هي مدفوعة الأجر لحماس من قبل المواطنين. وليس للسلطة أي علاقة جباية".

وفي السياق ذاته أكد الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن سحب موظفي السلطة من معبر رفح يعني إنهاء اتفاق 2017 بين فتح وحماس.

وأضاف في تحليل خاص لـ"اذاعة صوت النجاح" أن ما حدث سيؤدي إلى إغلاق مصر المعبر كونها لا تريد التعامل مع تنظيم سياسي، وبالتالي سيعود كما كان عليه قبل استلام السلطة له، وبالتالي سيفتح على فترات متباعدة مرة أو مرتين كل شهر.

وأوضح أن الجميع يعلم أن الاتفاقات التي نفذت بشكل متقطع لم تجدِ نفعاً في إنهاء الانقسام، خاصة وأن حماس تتحكم وتسيطر على كل شيء في قطاع غزة.

وقال "حتى في ظل وجود موظفي السلطة على المعبر إلا أن حماس هي من تتحكم بحركة الدخول والخروج وكان وجود الموظفين شكليا فقط، إضافة إلى أنها لا تمانع تمويل الصحة والتعليم وغيرها ولكن تريد أن تكون هي من تدير هذه الأموال".

وأضاف أن حماس تريد التحكم بالأعمال التنسيقية مع الاطراف الخارجية دون وجود اتفاق تفصيلي حول كل القضايا بشأن التحكم في قطاع غزة.

أبعاد إلغاء انطلاقة الثورة

وفيما يتعلق بإلغاء احتفال انطلاقة الثورة الفلسطينية أكد حرب أن القرار جاء لوقف التصعيد داخل القطاع، ومحاولة لتفادي قمع حماس للمواطنين الفلسطينيين.

وأضاف أن مسألة الاحتفال بالثورة ليست خاصة بفتح لوحدها بل هي تعبيرا عن الحالة الوطنية، وانطلاقة للشعب الفلسطيني لا يجوز المساس بها، مشيرا إلى أن حماس أخطأت خطأ جسيماً بمنع الاحتفال.

بدوره قال، الأحمد "إن من يمنع احتفال انطلاقة الثورة الفلسطينية التي اعتاد الشعب الفلسطيني في كل مناطقه التي يتواجد فيها وبكل فصائله دون استثناء أن يحتفل بها، ومن يمنع التجمع الوطني لأسر الشهداء من أن تحتفل بيوم الشهيد أشك أن له علاقة بالوطنية الفلسطينية".

وأردف " كل من يسكت عن تصرفات هؤلاء سواء كانوا فصائل أو وسائل إعلام أو مواطنين"، مشدداً على أن انطلاقة الثورة انطلاقة كل الشعب الفلسطيني وليس فتح وحدها.

وشدد عضو اللجنة التنفيذية ومركزية فتح على أن الانقسام أخطر من الاحتلال نفسه، وأنه من صناعة "إسرائيل"، التي تحاول عدم إسقاط سلطة حماس في غزة".

وكانت قد أكدت الهيئة العامة للشؤون المدنية في بيان وصل "النجاح الاخباري" نسخة عنه، أن سحب موظفيها أمس جاء نتيجة التطورات الأخيرة والممارسات الوحشية لعصابات الأمر الواقع في قطاع غزة. على حد تعبيرها.

وأضافت أنه "تبعاً لمسؤولياتنا تجاه شعبنا الحبيب في قطاع غزة وللتخفيف عن كاهله مما يعانيه من ويلات الحصار ومنذ ان تسلمنا معبر رفح وحماس تعطل أي مسؤولية لطواقم السلطة الوطنية الفلسطينية هناك".

وقالت "على الرغم من تحملنا الكثير حتى نعطي الفرصة للجهد المصري الشقيق لإنهاء الانقسام".

وأشارت إلى أنه أمام اصرار حماس على تكريس الانقسام وآخرها ما طال الطواقم من استدعاءات واعتقالات والتنكيل بموظفينا وبعد وصولنا لقناعة بعدم جدوى وجودهم هناك وإعاقة حركة حماس لعملهم ومهامهم قررنا سحب كافة موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية العاملين على معبر رفح.

وأمام حالة الهجوم غير المسبوقة من قبل حركة حماس ضد حركة فتح في قطاع غزة تحت حجج واهية، يبقى السؤال الذي يتراود على ألسنة المواطنين في كل مجلس.. ما هو القادم لغزة في ظل تمترس حركة حماس بمواقفها؟