سالي ثابت - النجاح الإخباري - استطاعت الفنانة الفلسطينية ريما سعد الدين، اختراق القوالب النمطيّة، وتحدي الواقع الصعب الذي تعيشه مدينتها المحاصرة غزَّة، فصنعت الدمى القماشيَّة والبلاستيكية، وإضافة لمساتها الفنية لتلك المصنّعة بشكل آلي.

وتستخدم سعد الدين الصنارة، والخيطان الصوفيَّة لتصنع دمى جميلة، ومميزة، مختلفة الأحجام، والألون والأشكال وتتلاعب بالألوان الصوفيَّة، لإظهار التفاصيل الدقيقة، والملامح.

 هي أم لخمسة أطفال، وخريجة بكالوريوس تكنولوجيا معلومات، من الجامعة الإسلامية، وعملت مُدرِّسة حاسوب وتكنولوجيا معلومات، في إحدى المدارس الخاصة مدة سبع سنوات.

لكنَّ شغفها بصناعة الدمى الصوفيَّة، واتقانها تصميم تلك العرائس، جعلها تتألق وتجتهد باستخدام وحيها تارة، ومجاراة ذوق الزبائن تارة أخرى.

الفنانة ريما سعد الدين، والتي تتقن مختلف أنواع الفنون اليدوية والتشكيلية، في معملها الصغير ذي الإمكانيات البسيطة والمحدودة قالت لـ"النجاح الإخباري": "إنَّها توقَّفت عن العمل قبل ست سنوات، ما أتاح لها مساحة كبيرة، لإعادة التفكير، باستثمار هوايتها، التي لم يسعفها وقتها خلال الدراسة، أو الدوام بممارستها وتنميتها.

وأضافت أنَّها نمَّت هذه الموهبة عن طريق متابعة العديد من المواقع، والفيديوهات التي يتم عرضها، على موقع "يوتيوب"، لتعلُّم الفنون اليدوية، والتشكيليّة.

وتقول ريما: "لفت نظري التطريز، وتفاصيله الجميلة، وألوانه الزاهية، فركّزت عليه، من أجل تعلُّم تفاصيله، وطريقة حياكته، إلى أن أتقنته"، مبيّنة أنَّها وفَّرت المستلزمات الخاصة، بالتطريز في ذلك الوقت، وصنعت عددًا من القطع المطرَّزة، على شكل محفظة نسائية، وعدد من القطع الصغيرة، والإكسسوارات.

وتوضّح أنَّ عملها حظي بثناء كبير، من أهلها، وجيرانها وأصدقائها، لمّا قدَّمتها لهم كهدايا، فطلبوا منها صناعة المزيد بمقابل مادي.

وتتابع قصتها مع التطريز بمختلف أنواعه، قائلة: "متابعتي لفن ياباني يدعى Amigurumi، وهو فن متخصص بصناعة الدمى وتطريزها باستخدام الصوف والصنارة فقط، أضافة لي الكثير".

وتوضِّح الفنانة سعد الدين أنَّها انجذبت لهذا الفن الغريب وغير التقليدي، ويمكنها من خلاله التميز، عن غيرها من أصحاب المهن التراثية اليدوية.

وتضيف: "أوَّل عروسة صوفية، قمت بصناعتها كانت مضحكة، لم تكن متقنة بالشكل الاحترافي، ومع ذلك قمت بالاحتفاظ بها لنفسي، وتطوير العمل بشكل تدريجي إلى أن وصل للشكل المطلوب، والذي نال ثناء الجميع".

تنشر ريما أعمالها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتمنحها الصبغة الفلسطينية، من خلال أضافة الملابس الفلسطينية المطرَّزة للدمى، ما أكسبها التميُّز.

وتضيف: "ألبست عرائس الصوف فستانًا مطرزًا، بالألوان الفلسطينية التراثية التقليدية، كذلك ألبست دمية العريس كوفية فلسطينيَّة مطرَّزة"، موضِّحة أنَّها أنتجت عددًا من القطع المختلفة، كالحيوانات، والطيور، والأطفال، والنساء، والرجال، والشخصيات السياسية، إلى جانب مجموعة من الأشكال الفنيَّة المتعدّدة.

وتتلقى طلبات الزبائن عن طريق صفحتها الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وترسم تصاميمها على ورقة خارجية ثمَّ تبدأ تطبيقها خطوة بخطوة باستخدام الصنارة والصوف، وحشوها بـ"الفايبر".

أما أسعار تلك القطع والدمى فتختلف حسب الحجم والذي يستهلك المزيد من الصوف والفايبر، إلى جانب التفاصيل والوقت المستغرق، وتحاول الفنانة الفلسطينية مراعاة الظروف الاقتصادية السيئة التي يمرّ بها القطاع.

وتتمنى الفنانة سعد الدين التغلب على عدد من المشكلات التي تواجه عملها، وتتمثل في الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وانعدام الخامات المستخدمة والخاصة بهذا الفن، إلى جانب صعوبة التسويق خارج غزة، إذ يصلها عبر صفحتها عدد من الطلبات التي لا تستطيع تلبيتها بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر معتبرة هذه المشكلات من أهم الصعوبات التي تواجهها.