نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، من انتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس المحتلة واغتالت ثلاثة مواطنين، واعتقلت 40 مواطنا.

اغتيال الأشرف 

واغتالت وحدة خاصة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، الشاب أشرف وليد سليمان نعالوة، من ضاحية شويكة شمال طولكرم، في مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس. 

وقال شهود عيان  في المخيم، إن قوة للاحتلال حاصرت منزلاً يعود لأفراد من عائلة "بُشكار" وفرضت حصاراً حوله، وسمع تبادل لإطلاق النار.

وبحسب مصور  "النجاح" الذي وصل المنزل ، بعد انتهاء العملية العسكرية، فإن دمارا كبيرا لحق بالمنزل، حيث شوهدت آثار للرصاص الحي في جدران المنزل.

وذكر المصور، أن قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد نعالوة واعتقل أربعة من عائلة بُشكار قبل انسحابه.

والمعتقلون هم : الشقيقان رائد وأمجد بشكار، وفوزي بشكار، وعنان بشكار. 

وانطلقت مسيرة عفوية في طولكرم فور سماع النبأ، طالب المشاركون فيها بتوفير الحماية الدولية، ونددوا بالجريمة البشعة.

عملية معقدة

يذكر أن الاحتلال يتهم الشهيد نعالوة بتنفيذ عملية إطلاق نار في مستوطنة "بركان" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ووصف الاحتلال البحث عن النعالوة بالعملية المعقدة ، بالرغم من استخدام وسائل تكنولوجية حديثة، واعتقال عدد من أقارب أشرف، وإخضاعهم للتحقيق، بينهم والدته التي تعاني عدة أمراض مزمنة.

ولم  تقتصر حالات الاعتقال على الموجودين في منزل عائلة أشرف نعالوة فقط، فقد قامت سلطات الاحتلال، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2018، باعتقال شقيقته، فيروز نعالوة (34 عاماً)، وهي متزوجة وأُمٌّ لثلاثة أبناء.

واستمر اعتقال فيروز شهراً تقريباً، تعرضت فيه لتحقيق قاسٍ من قِبل محققي الاحتلال  لأكثر من 18 ساعة يومياً، لأسباب غير منطقية، والتهمة الرئيسية أنها شقيقة أشرف، قبل أن يتم الإفراج عنها بعد دفعها غرامة مالية قدرها 4500 شيكل.

وخصص  الاحتلال 20 ألف جندي للبحث عنه، وبلغت تكلفة إجمالي تحركات الاحتلال واجهزته الامنية لاعتقاله أكثر من 15 مليون دولار.

وقامت قوات الاحتلال بإجراء أكثر من 36 جولة تفتيش كبيرة لاعتقال نعالوة، كما تم نصب عشرات الحواجز، وتفتيش 394 منزلاً، واستصدار أوامر استدعاء 300 شخص للاعتقال والتحقيق الميداني، من أجل القبض على أشرف.

مسيرة غضب 

تصعيد في رام الله

وتأتي جريمة اعدام الشاب نعالوة امتدادا لجريمة نفذتها قوات الاحتلال في قرية كوبر بمحافظة رام الله ادت لاستشهاد الشاب صالح عمر البرغوثي (29 عاما) بزعم تنفيذه عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عوفرا" يوم الأحد الماضي.

وكانت قد اختطفت البرغوثي، الليلة الماضية، بعد إطلاق النار صوب مركبته العمومية عند مروره من شارع سردا باتجاه كوبر، فيما أبلغ الاحتلال رسميا عن استشهاده لاحقا.

وفي السياق ذاته، أصيب شابان برصاص الاحتلال، الليلة، خلال مواجهات في قرية كوبر شمال غرب رام الله.

وأفاد شهود عيان  بأن قوات الاحتلال اقتحمت كوبر بأعداد كبيرة، وتوجهت نحو منزل الشهيد صالح عمر البرغوثي، لاقتحامه.

واقتحم الاحتلال منزل الشهيد، وأخرجت والده واثنين من اخوته وكافة الشبان من المنزل، وأبقت داخله النساء وعددا آخر ممن كانوا قد حضروا مسبقا، وبدأت بتفتيش محتوياته بشكل دقيق.

ودارت مواجهات عنيفة في محيط المنزل ووسط القرية، ما أدى لإصابة اثنين برصاص الاحتلال الحي، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت حي عين مصباح برام الله في الوقت ذاته، وحاصرت بناية سكنية، واستولوا على مركبة من البناية، قبل أن تنسحب.

إعدام اخر في القدس

وفي العاصمة القدس اعدمت قوات الاحتلال شابا (لم تُعرف هويته بعد) ، في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال أطلقت بين 10-12 رصاصة على الشاب، وتركته ينزف لنحو 40 دقيقة قبل أن يرتقي شهيدا، بزعم طعنه عنصرين من شرطة الاحتلال.

ومنع الاحتلال الصحفيين من الاقتراب من المنطقة التي تم فرض حصار عسكري في محيطها.

وأغلق شرطة الاحتلال  المسجد الأقصى المبارك ومنعت المواطنين من دخوله لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم للصلاة في الشوارع القريبة من الأقصى في أجواء عاصفة وباردة وماطرة.

اعتقالات مستمرة

وشنت قوات الاحتلال ، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، طالت 40 مواطنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

ففي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال، الأسير المحرر بكر محمد سليم خريوش (27 عاما)، بعد أن داهمت منزله وحطمت بوابته الرئيسية.

وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال، سبعة مواطنين من قرية كوبر شمال غرب رام الله.

وقال رئيس مجلس قروي كوبر عزت بدوان، إن الاحتلال اعتقل عمر البرغوثي والد الشهيد صالح، وشقيقه عاصف، وزوج شقيقته هادي البرغوثي، والأسيرين المحررين خلدون البرغوثي، ومنير العبد، وخالد العبد، وخالد منعم زيبار.

وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال تسعة عشر شابا، على الأقل، من أحياء متعددة من المدينة المقدسة.

والاعتقالات طالت: مدير فرقة القدس الفنية مراد الزغاري، ومحمد الدباغ، وماجد الجعبة، ونافذ الجعبة، ومحمد غنيم الننش، وفادي الجعبة، وعمر محيسن، وخضر العجلوني، وأحمد جابر، وعمرو ابو عرفة، وجهاد قوس، ويونس عاشور، ومحمد عاشور، ولؤي ناصر الدين، وحمزة ملحس، وعماد ابو سنينة، وأبو وائل الفاخوري، وخضر العجلوني، وخالد ملحس.

وفي طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال، أربعة مواطنين، من مدينة طوباس، بينهم أسرى محررون.

وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس محمود صوافطة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من: فازع صوافطة، وعمر حمزة دراغمة، ومحمد عماد صوافطة، بعد أن داهمت منازلهم في المدينة، وفادي بشار عبد الرازق، على مدخل مدينة أريحا الجنوبي.

وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، مواطنين من بلدة دورا ومدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وأكدت مصادر محلية ، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب علاء ابريوش من بلدة دورا جنوب الخليل، ومراد يوسف السلايمة (27 عاما) من مدينة الخليل، بعد ان داهمت منزليهما وفتشتهما.

كما سلمت قوات الاحتلال المواطن صهيب أبو جاروش، من مدينة الخليل، بلاغا لمراجعة مخابراتها.

ماية دولية

وحملت حكومة الوفاق الوطني، حكومة الاحتلال ، المسؤولية عن التصعيد الخطير ضد أبناء شعبنا وقيادته ومقدساته وأرضه وممتلكاته، وطالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية لا بناء شعبنا، وبالعمل الجاد لوقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، إن قوات الاحتلال تواصل حصارها واقتحاماتها للمدن والبلدات والمخيمات والقرى وملاحقة ابناء شعبنا في الضفة الغربية، كما تواصل حصارها لقطاع غزة للسنة الثانية عشرة على التوالي.